• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الثروة الحيوانية في العراق بين الحاجة والطموح .
                          • الكاتب : خالد حسن التميمي .

الثروة الحيوانية في العراق بين الحاجة والطموح

تسعى البلدان لتحقق توازن إقتصادي ومالي عبر إستنفار القدرات والإمكانيات والخطط الستراتيجية لمستقبل الأجيال القادمة وتفادي إرباكات التدهور والزلازل المالية  والإقتصادية والركود التي تعصف بعالم اليوم لتعيش شعوبها بمنأى عن القلق والخوف والمجاعة .
الإقتصاد العراقي يمتلك خصوصية قلما تتوفر في مناطق أُخرى في العالم  فهو يمتاز بتنوع محاصيله الزراعية من خضروات وفواكه ومحاصيل صناعية بفعل أسباب عدة منها التنوع الجغرافي والتضاريس الطبيعية من جبال وسهول وأهوار ووجود نهرين عظيمين وروافد وتفرعات وبحيرات وكميات غزيرة من المياه الجوفية مع إمتداد مساحة العراق بشكل طولي نوعاً ما ولخطوط عرض كثيرة مما يخلق تنوع مناخي يؤسس لقاعدة مناسبة لنجاح العملية الزراعية من درجات الحرارة والأمطار والرطوبة وغيرها، وكما تتعاضد أسباب أخرى كثيرة في خلق زراعة متينة يمكن أن تشكل أرضية لتميز البلد
 كونه سلة غذائية وفيرة ليس للعراق فحسب بل للمنطقة بأكملها.
ومما جعل العراق متميزاً في الجانب الإقتصادي بعد الثروة الزراعية عن غيره من الدول هو الثروات المعدنية الكبيرة التي حبا الله بها هذا البلد وأودعها في باطن وظاهر أرضه فلقد أصبح النفط وهو أكبر الثروات التي يمتلكها العراق بحكم التطور الصناعي والثروة العلمية الكبيرة العمود الفقري والمحرك الأساسي لأي تطور وإنجاز علمي كبير ، قرين المصانع والمعامل والشركات الصناعية الكبرى ، أما الثروات المعدنية كالفوسفات والكبريت وغيرها فقد أصبحت المتمم لخلق صناعات متميزة في العراق رغم ضعف التركيز على الصناعات التكميلية والتي تتحملها بلا شك جهات
 وأطراف كثيرة.
أما الثروة الحيوانية فتعاني وتشهد للأسف خللاً كبيراً في التخطيط والتنمية تنعكس بشكل فاعل على مستوى الإنتاج وجدوى قيامه، فبعد أن تشكلت في العقود الماضية قاعدة رصينة لهذا النشاط تصدت له إمكانيات بشرية تمثلت بشكل خاص  في العقول الفاعلة في القطاع الخاص من حقول التربية والتسمين للأبقار والعجول والأغنام والدواجن  وحقول تربية الأسماك وإمتداد تلك الأنشطة لتشمل مشاريع المجازر والجلود والأصواف والتي أدت خدمة وطنية في الإقتراب من الإكتفاء الذاتي الذي كان داعما كبيراً للإقتصاد الوطني وحماية الموارد المالية العراقية وتعزيزالسيادة
 الإقتصادية مع إمكانية توفير عائدات كبيرة من خلال التصدير لما يمتاز به الإنتاج الوطني من ثقة عالية لدي الشعوب الأخرى.
تقع على عاتق الحكومة الآن مسؤولية إيلاء إدارة السياسة الإقتصادية أهمية إستثنائية ودعم جميع المفاصل التي تمس لقمة المواطن وكرامته وإعتبارها من أبرز أولويات الأمن الوطني ، فترابط السيادة السياسية تتأثر بميزان القوة أو الضعف في العملية الإقتصادية ورجحان هذه الكفة أو تلك في الصادرات والواردات وتأثيراتها في تشغيل الأيدي العاملة وتقليل نسبة البطالة في البلد وإنسحابها على الوضع الأمني ودحر حجة البطالة ودورها في إدامة عجلة الموارد البشرية للتشكيلات الإرهابية .
على الدولة والبرلمان بحكم كونه راعياً وممثلاً ومدافعا عن الشعب وموارده وحقوقه إينما وحيثما تكن وعلى الحكومة الحالية والحكومات اللاحقة والوزارات المعنية كالتخطيط والزراعة وتشكيلاتها توفير أسباب نجاح كل المفاصل الحيوية في الأقتصاد العراقي عموما والحيواني بشكل خاص , فمفصل المنتجين والمستثمرين الآن ممن يمتلكون الخبرة والدراية في الإنتاج الحيواني عامةً والدواجن بشكل خاص يؤشرون السبب الرئيس في تراجع الإداء والفاعلية إلى الإستيراد غير المدروس من مناشيء عالمية تنافس المحلي وتعيق تقدمه فهي تسحب فرصة المتابعة والتواصل مع التقدم
 العالمي بفعل تهميشه بسياسة متسرعة تعمل لهذا اليوم فقط دون منح المنتج المحلي فرصة أن يقف على قدميه , ويحتاج ثانياً إلى دعمه كما كان سابقا من خلال تزويده بالعلف والمكملات الغذائية الحيوانية والعلاجات والأجهزة والمعدات بأسعار مدعومة وإلزام الدوائر والتشكيلات العسكرية والتجمعات المستهلكة لهذه المادة بأسترادها من القطاع الخاص العراقي عن طريق تشكيلات وزارة الزراعة كي تعينه على مواكبة البناء الأقتصادي والمساهمة فيه ، ونحتاج إلى ضرورة دعمه من خلال دراسة الإمكانيات المتاحة أمام هذا القطاع والوقوف على مستويات إنتاجه وإستيراد
 المتبقي من الحاجة الفعلية للسوق المحلي مع زيادة الضرائب على البضائع المستوردة التي تتوفر إمكانية لتوفيرها من المنتج المحلي ،هذه الخطوات ربما تكون أولية ومهمة لحماية الصناعة المحلية ودعمها تعزيزاً للأمن الغذائي الذي يمتلك مقومات التقدم والعطاء.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10058
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28