المعروف بين فقهائنا المعاصرين اشتراط الأعلمية فيمن يجب تقليده من المراجع في حالة العلم بالخلاف في الفتاوى كما هو واقع .

معنى_الأعلمية :
الأعلم : هو الأقدر والأدق في مجال استنباط الحكم الشرعي والأعرف بمدارك وأدلة الأحكام وبتطبيقاتها على مواردها . 

دليل_اشتراط_الأعلمية :
ذكر الفقهاء وجوهاً كثيرة استدلوا بها على لزوم تقليد الأعلم حال العلم بالخلاف في الفتوى ، نذكر بعضها :

▫️ بناء العقلاء على الرجوع الى الأعلم عند مخالفة فتوى المفضول (غير الأعلم) له ، فإنه قد استقرت السيرة العقلائية على الرجوع الى الأعلم ، والامتناع من العمل بفتوى المفضول (غير الأعلم) كما هو كذلك في غير الأحكام الشرعية من العلوم والفنون ، ولم يردع الشارع عن هذه السيرة مع كونها بمنظره وبمرأى منه ، وعدم الردع في مثل هذا المقام دليل الإمضاء والرضا بهذه السيرة .

▫️إن فتوى الأعلم أقرب للواقع من فتوى غيره .
وتوضيح ذلك بمقدمتين :
١-إن فتوى الفقيه إنما جاز العمل بها شرعاً لكونها طريقاً الى الأحكام الواقعية ، وفتوى الأعلم أقرب إلى الواقع ، لسعة إحاطته بالمدارك والأدلة والخصوصيات الدخيلة في جودة استنباطه .
٢- ثم إن العقل يحكم بتقديم أقرب الطرق إلى الواقع عند التعارض بين الطريقين .
والنتيجة من هذين المقدمتين وجوب الرجوع إلى الأعلم حين العلم بالخلاف في الفتوى .

#طرق_إثبات_الأعلمية :
المعروف أن الأعلمية تثبت بالعلم ، وبالاطمئنان - الحاصل من مناشئ عقلائية - وبشهادة عادلين من أهل الخبرة ، وبشهادة من يُثَق به من أهل الخبرة - ويشترط في شهادة أهل الخبرة عدم المعارضة لشهادة أخرى ، ومع المعارضة لا بُدّ من الأخذ بقول الأكثر خبروية .
وزاد بعضهم على تلك الطرق الشياع بين أهل العلم ، ثم زاد ونقص بعضهم ، ولكن هذه الطرق أهم ماذكروه .

ويتبيّن بما تقدّم
✳️أنه لا صحة لمقولة " أن طلبة الأعلم أعلم " فكم من أعلم تخرّج على يده من هو أبعد مايكون من الأعلمية ، بل الأعلمية تعتمد بعد توفيق الله تعالى على المؤهّلات التي يمتلكها الشخص نفسه من الذكاء وحب المطالعة والمثابرة والتفكّر ، وغير هذه الامور . 

وقد تسأل :
هل يمكننا أن نكتشف الأعلم من خلال مصنفاته التي كتبها ؟ أم أن ذلك غير ممكن .
والجواب سيكون في الحلقة #الحادية_عشرة إن شاء الله تعالى فانتظرونا .

لمتابعة بقية الحلقات أضغط هنا