• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : كربلائيات المكتبات العامة والخاصة في كربلاء .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

كربلائيات المكتبات العامة والخاصة في كربلاء

شعرت وكأن الشهداء يدعونني لزيارتهم ثانية، فأسرعت في اليوم الثاني مفعماً بالحماسة، ولم يكن يدور في بالي أي موضوع للتدوين، لأني أؤمن بأن كل ما أخرج به من الزيارة فهو جميل، قلت لكم: إن الشهداء يتمتعون بذاكرة عجيبة، تنقل الأحداث بحرارة ليس لها وجود في المدونات، سألني أحدهم: ماذا تقرأ؟ وقبل أن أجيب استبدل السؤال بآخر، هل ما تزال مكتبة المعارف موجودة؟ أحرجني هذا الشهيد الكريم، ماذا أقول لهم: سيدي عذراً لم أسمع بمثل هذه المكتبة يوماً... فسألني: كيف لا تعلم بوجود مكتبة كبيرة واقعة في وسط المدينة في ساحة الإمام علي عليه السلام، تذكرت حينها أن ما يقصدونه هي المكتبة المركزية وقد أصبحت الآن في نهاية شارع الإمام الحسين عليه السلام باب القبلة في منطقة تحمل اسمها (المركزية)... شعرت بشيء من الأسى يلوح على وجه الشيخ الوقور صديق جدي وهو يسألني: بني هل أدركت مكتبة سيد الشهداء التي شيدها السيد نور الدين السيد هادي الميلاني؟ قلت: نعم. قال الجد: ومكتبة أبي الفضل العباس عليه السلام؟ قلت: موجودة يا جد، وهي في داخل الصحن الشريف بجانب باب الكف من الداخل. قال الجد: كانت مشيدة عند مدخل باب القبلة، وهي من اشهر مكتبات البلد. قلت: جدي أتمنى الآن أن تراها فهي تعد من المكتبات العالمية، ومكتبة الروضة الحسينية الآن هي داخل العتبة الحسينية، وتعتبر من المكتبات العالمية أيضا. فأجابني: وكانت هناك مكتبة الجعفرية وموقعها في المدرسة الهندية الكبرى... وراح الشهداء يدخلون فيما بينهم بمناظرات الذاكرة، وصرت أتخيل معالم المكان مقابل باب الصافي مكتبة النهضة الاسلامية ومؤسسها السيد سعيد الشهرستاني. قلت: يا جد لا وجود لها اليوم، لقد شيد فوقها شارع يربط بين الروضتين. سألني أحد الشهداء: ومكتبة الحائري؟ تدفعني تلك الأسئلة لمواجهة ذاتي بقوة، أيعقل أين هذه المكتبة، وانا أجهل حقا مثل هذه العوالم الراسخة، فكيف بي وانا أقف محرجاً لا جواب لدي، وكل ما أستطيع أن أفعله هو أن أعيد السؤال بسؤال أخر، أين كانت؟ فأجاب الشهيد ببهجة: عند مدخل (طاق الدامات) وقد أسسها الحاج موسى بن محمد باقر الأسكوثي. قلت: هذه المكتبة لا وجود لها اليوم. قال الجد: كثيرة هي المكتبات في كربلاء، فمنها مكتبة السيدة زينب الكبرى عليها السلام، وموقعها في الزقاق المقابل لباب الزينبية، أنشأها الخطيب السيد أحمد المرعشي، ومكتبة القرآن الحكيم العامة خلف المخيم الحسيني... نظر الجد إلي ليسألني: ليس لها وجود اليوم صحيح؟ قلت: نعم لا وجود لها اليوم، ومكتبة المدرسة الباكتوبة، مدرسة الترك، مدرسة أهل البيت في زقاق الدامات، ولا وجود لها اليوم كذلك... قلت مستدركا: لا وجود لها اليوم يا جد، ومكتبة الرسول الاعظم ص في مدرسة العلامة ابن فهد الحلي لا وجود لها أيضا... قلت: يا جد لقد أعيد افتتاحها، وهي مكتبة كبيرة في نفس المكان، وكذلك أعيد الكثير من المكتبات. قال أحد الشهداء الشباب، ويبدو لي أنه صاحب اختصاص في المكتبات؛ هناك مكتبة غرفة تجارة كربلاء، كانت في شارع بغداد، وانتقلت بعدها إلى عمارة التأميم أو مكتبة دور الثقافة الجماهيرية في محلة العباسية الغربية. قلت: أغلب تلك المكتبات لم يعد لها وجود. فعقب: كان يوجد في كل مدرسة مكتبة، وكان لمديرية تربية كربلاء أكثر من ثلاثين مكتبة مدرسية، مثل مكتبة اعدادية كربلاء، المكتبة المهنية، مكتبة اعدادية كربلاء للبنات، مدرسة السبط، العزة، مدرسة الحسين، ثانوية النجاح للبنات، حي الحسين للبنين، مكتبة متوسطة القدس، الوحدة، اعدادية الزراعة، والكثير من المدراس... لازمنا صمت ثقيل، انتهى بقول أحد الشهداء تعقيباً عن مدرسة الشهرستاني، لكن الشيخ الوقور صديق جدي اعترضه ليضبط محاور المناقشة: هذه مكتبة خاصة كانت بمحلة آل عيسى. قلت لهم: يقول السيد سلمان آل طعمة: انها نهبت أثر غزو الوهابيين لمدينة كربلاء، وهناك الكثير من المكتبات التي ضاعت كمكتبة المولى عبد الحميد الفرامالي، والشيخ عبد الحسين الطهراني المكنى بشيخ العراقيين، ومكتبة المازندراني، ومكتبة السيد عبد الحسين الكليدار، ومكتبة السيد إبراهيم القزويني، بعضها افتقد، وبعضها احترق، ومكتبة السيد علي البغدادي، التي باعها ورثته، ومكتبات أخرى مثل مكتبة السيد طالب السيد عاشور، ومكتبة السيد محسن أبو الحب، والسيد علي الحائري، والطباطبائيين محمد باقر والسيد عبد الحسين، والسيد محمد حسين الشهرستاني، ومكتبة السيد ضياء الدين، ومكتبة المولوي حسن يوسف الذي باع اخوه قسما منها، وأهدى القسم الآخر إلى السيد ميرزا عباس آل جمال الدين، ومكتبة الشيخ علي يزدي الحائري، والسيد هاشم القزويني، والسيد محمد الكاشاني الحائري، ومكتبة السيد محمد تقي المرعشي، وأما المكتبات الحاضرة فهي كثيرة... ودعني أذهب يا جد، خشية أن يأخذني الوقت.

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=102425
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 24
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28