• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المعركة الدولية على الحدود العراقية السورية. .
                          • الكاتب : حسن الحجاج .

المعركة الدولية على الحدود العراقية السورية.

صرح القيادي في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس في 11اب الجاري ان الجهد الهندسي التابع لهيئة الحشد الشعبي بدأ بتشكيل ساتر ترابي على طول الطريق الدولي في محافظة الانبار من الرمادي وصولا للحدود السورية الاردنية ليستبق المهندس بذلك فريق الاعلام الحربي التابع لنفس الجهة والتي قامت بعد 4 ايام بنشر تقرير على موقعها على الفيسبوك يتحدث عن اعمال بناء الساتر الذي يهدف لحماية القوافل المارة في الطريق من هجمات داعش الذي يتنقل في صحراء واسعة محيطة بالطريق ترتبط بمعاقله في سوريا سوري التي لا زالت تظم اكبر معاقل التنظيم حتى الان في الرقة

و يبدوا واضحا تقاسم الولايات المتحدة و داعش لهذا الشريط الحدودي ذو ال400 كم من الجانب السوري حيث اقام الجيش الامريكي قاعدة في منطقة التنف برزت في الاعلام منذ ابريل من العام الجاري و زودها براجمات صواريخ الهايمرز المتحكم بها عبر الاقمار الصناعية في حزيران 2017 بينما تسيطر داعش على النصف الشمالي من الحدود و لا يوجد بينهما سوى نقطة للفصائل العراقية المدعومة من ايران عند منطقة شمال القائم


و هنا تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف صعب للغاية ما بين حليفيها اللذان يتصارعان على حدودها و يمتلكان تواجدا داخل ارضها واللذان كانا و لا يزالان ابرز شركائها في الحرب مع تنظيم داعش منذ 3 سنوات 
فمن جانب توجد الولايات المتحدة الحليف الدولي الابرز للعراق حيث ترتبط معه باتفاقية امنية و تحالف دولي ضد الارهاب و عقود و منح تسليحية و برامج تدريبية 
فيما كانت ايران ابرز داعم لهيئة الحشد الشعبي و خاصة لبعض الفصائل المواليه لها عقائديا وقد وصلت شحنات كبيرة من اسلحتها للعراق منذ نهاية عهد رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي تزامن انتهاء عهدته مع سقوط الموصل في حزيران 2014 ومما يزيد نفوذها وجود اجنحة سياسية مؤثرة في الحكومة و البرلمان لبعض هذه الفصائل

لكن الان باتت الموازنة بين الطرفين صعبة للغاية حيث تسعى ايران للحصول على منفذ بري عبر العراق يوصل الى دمشق و لبنان بينما تحاول امريكا قطعه من المنتصف عبر دعم حلفائها فصيل مغاوير الثورة الذي اقيم على انقاض فصيل جيش سوريا الجديد للسيطرة على منطقة التنف و اقامة قاعدة فيها و كذلك تملك الولايات المتحدة اشرافا على الطريق من داخل العراق عبر تواجدها في قاعدة عين الاسد في محافظة الانبار خاصة بعد ان نشرت فيها طائرات بدون طيار استطلاعية مسلحة نوع غراي ايغل MQ-1C في الرابع من اب اغسطس و التي اعلن عنها موقع القيادة المركزية الامريكية بعد 13 يوم 

و لا يبدو ان هذا النزاع على الحدود يتسم بالابهام والخفاء فقد صرح المهندس خلال مؤتمر اتحاد الاذاعات و التلفزيونات في 3 من اب اغسطس الماضي بأن الحشد سيقف ويمنع بكل قوة المخطط الأمريكي للسيطرة على الحدود العراقية السورية.

كما قال المهندس خلال ذات المناسبة, إن “الأمريكيين يريدون تأمين الطريق من عمان إلى بغداد, حيث وضعوا منظومة صواريخ أرض-أرض”.

وأضاف أن “الحشد الشعبي سيقف ويمنع بكل ما أوتي من قوة المخطط الأمريكي للسيطرة على الحدود العراقية-السورية”. 

بينما قال زعيم منظمة بدر هادي العامري و الذي يتمتع بنفوذ سياسي واسع في الحكومة و البرلمان و نفوذ عسكري كبير في الحشد الشعبي و الشرطة الاتحادية بعد انتزاع قوات الحشد السيطرة على قرية ام جريص الحدودية مع سوريا من داعش و وصوله اليها ان قواته تسعى لغلق الحدود مع سوريا ابتداء من ام جريص الى القائم في الانبار .. و لكن يبدوا ان هذا الهدف لم يتحقق حتى الان 

و كانت قد طرحت في وقت سابق فكرة ان تتولى شركات امنية امريكية ادارة الطريق الدولي الستراتيجي بما في ذلك حمايته و تأمينه مع تحملها تكاليف صيانته و تطويره خاصة بعد حوادث التعرض على جنود الجيش العراقي حينما ينزلون في اجازاتهم و التعرضات على قوات حرس الحدود و فرقة التدخل السريع لكن يبدوا ان هذا المشروع الذي ربما كان يمثل حلما امريكيا قد تبدد و رفع من طاولات النقاش بعد رفضه شعبيا و سياسيا
فيما تحاول الان هيئة الحشد الشعبي تقديم فكرة بديلة تشترك في بعض جوانبها مع طريقة المشروع الامريكي لكن بشكل يمنحها هي النفوذ عليه و يجعلها المتحكم الاساسي فيه ليس فقط عبر اقامة الساتر الذي اعلنه المهندس و لكن عبر نصب منظومة كاميرات مراقبة و تسيير دوريات طائرة مسيرة بدون طيار حسب قناة الغدير و بطبيعة تواضع طائرات الحشد المسيرة سيتحتم اقامة عشرات النقاط الامنية على طول الطريق مما يعني سيطرة على جانبه العراقي بشكل كامل لتتبقى فقط معظلة ايجاد منفذ مشترك على الحدود تربطهم بمناطق سيطرة النظام في سوريا و لكن رغم ذلك يبدوا ان ما اقدمت عليه هيئة الحشد حاليا لا يتجاوز انشاء ساتر من قبل مديرية الهندسة

و ما بين شد و جذب ليس امام الحكومة العراقية سوى ان تعمل على ان تكون حاجز صد يمنع وقوع تصعيد اكبر بين الولايات المتحدة من جهة الجماعات الموالية لايران من جهة اخرى فهو تصعيد ان ادى الى صدام فقد يهدد كافة منجزات العراق الامنية و العسكرية التي احرزها بعد 3 سنين من القتال




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=102638
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 27
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28