التبليغ - 1
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين
ان هناك بعض الروايات المهمة التي تخصنا نحن الذين نعيش على ابواب الظهور المبارك ان شاء الله كما في رواية
"كن خلاف ما هم عليه"
كنت ابقى متحسرا كيف ابلغ هذه الرواية لجميع الموالين في جميع العالم واذا بالنت يخرج من يد الغيب وبمكر الله سبحانه باليهود بارجاع مكرهم في نحرهم :
*وَ قَدْ مَكَرَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَميعاً يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَ سَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)(الرعد)
*اسْتِكْباراً فِي الْأَرْضِ وَ مَكْرَ السَّيِّئِ وَ لا يَحيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الْأَوَّلينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْديلاً وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْويلاً (43)(فاطر)
*وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَ يَمْكُرُونَ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرينَ (30)(الانفال)
ولذلك وقد سهل السبيل اخذت اشعر بالمسؤولية العظيمة لرد بدع اهل البدع وتبليغ علوم اهل البيت عليهم السلام حيث تخصصت بالحديث لحدود اكثر من 25 سنة لا أقرء الا ما خرج من فم المعصومين عليهم السلام ولوجود الروايات الكثيرة التي تامر ببث علومهم زمان استتارهم كما في هاتين الروايتين وهي كثيرة جدا :
عن تفسير الإمام عليه السلام وكتاب الإحتجاج: بِإِسْنَادِهِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عليه السلام قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه واله أَنَّهُ قَالَ أَشَدُّ مِنْ يُتْمِ الْيَتِيمِ الَّذِي انْقَطَعَ عَنْ أَبِيهِ يُتْمُ يَتِيمٍ انْقَطَعَ عَنْ إِمَامِهِ وَ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْوُصُولِ إِلَيْهِ وَ لَا يَدْرِي كَيْفَ حُكْمُهُ فِيمَا يُبْتَلَى بِهِ مِنْ شَرَائِعِ دِينِهِ أَلَا فَمَنْ كَانَ مِنْ شِيعَتِنَا عَالِماً بِعُلُومِنَا وَ هَذَا الْجَاهِلُ بِشَرِيعَتِنَا الْمُنْقَطِعُ عَنْ مُشَاهَدَتِنَا يَتِيمٌ فِي حِجْرِهِ أَلَا فَمَنْ هَدَاهُ وَ أَرْشَدَهُ وَ عَلَّمَهُ شَرِيعَتَنَا كَانَ مَعَنَا فِي الرَّفِيقِ الْأَعْلَى .
وبنفس المصدرين ك بِالْإِسْنَادِ إِلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عليه السلام قَالَ قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عليه السلام عُلَمَاءُ شِيعَتِنَا مُرَابِطُونَ بِالثَّغْرِ الَّذِي يَلِي إِبْلِيسُ وَ عَفَارِيتُهُ يَمْنَعُونَهُمْ عَنِ الْخُرُوجِ عَلَى ضُعَفَاءِ شِيعَتِنَا وَ عَنْ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ وَ شِيعَتُهُ النَّوَاصِبُ أَلَا فَمَنِ انْتَصَبَ لِذَلِكَ مِنْ شِيعَتِنَا كَانَ أَفْضَلَ مِمَّنْ جَاهَدَ الرُّومَ وَ التُّرْكَ وَ الْخَزَرَ أَلْفَ أَلْفِ مَرَّةٍ لِأَنَّهُ يَدْفَعُ عَنْ أَدْيَانِ مُحِبِّينَا وَ ذَلِكَ يَدْفَعُ عَنْ أَبْدَانِهِمْ .
ولذلك لقد فكرت ان اكتب كلما اراه من واجبي ابلاغ الموالين تحت عنوان ((اللهم اشهد اني قد بلغت)) واكتب تحت هذا العنوان كل آية مباركة او حديث مبارك يخص هذا الزمان مع الشرح الميسر ليصلح موضوع للمنبر ونصيحة الاب لولده وسيد العشيرة لابناء عشيرته وهكذا وبالله استعين وللأمام الحجة روحي فداه امد يد الاستجداء بتمام الخضوع والخشوع راجيا عفوه عن غفلتي لمراقبته اياي ...
واول موضوع ابدء به هو رواية تبين السبب الاهم والاصلي لانحراف الناس عن اهل البيت عليهم السلام والسبب الوحيد لمن ارتد عن جادة الحق والصواب وهو يخص القرآن الكريم :
جاء في كتاب البحار عن تفسير العياشي وفي مصادر اخرى بالفاظ اخرى هكذا :
بحارالأنوار 89 115 باب 12- أنواع آيات القرآن و ناسخها
عن كتاب تفسير العياشي: عَنِ ابْنِ مُسْكَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام : مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ
وجاء في كتاب :
المحاسن 1 216 8- باب التثبت .....
عنه عن علي بن إسحاق عن داود عن أبي عبد الله عليه السلام قال من لم يعرف الحق من القرآن لم يتنكب الفتن
قال صاحب كتاب مجمع البحرين ج2 176 في معنى يتنكب :
(نكب)
قوله: عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ [23/ 74] أي عادلون عن القصد، يقال نَكَبَ عن الطريق من باب قعد: عدل و مال. و" نُكُبٌ" بضمتين جمع نَكُوبٍ، و هو كثير العدول عن الطريق، و في القاموس نَكَبَ عنه كنصر و فرح عدل كَتَنَكَّبَ.
وَ فِي حَدِيثِ أَهْلِ الْبَيْتِ:" مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ" أي لا مخلص له منها.(انتهى)
وقال في :
التعليقة على أصول الكافي (ميرداماد) النص 13 ا
فقال تبارك و تعالى: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَ الْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ لانه كان داخلا فيه بغير علم و لا يقين فلذلك صار خروجه بغير علم و لا يقين و قد قال العالم عليه السلام: من دخل في الايمان بعلم ثبت فيه و نفعه ايمانه، و من دخل فيه بغير علم خرج منه كما دخل فيه.
و قال عليه السلام: من أخذ دينه من كتاب اللّه و سنة نبيه صلوات اللّه عليه و آله زالت الجبال قبل أن يزول، و من أخذ دينه من أفواه الرجال ردته الرجال.
و قال عليه السلام: من لم يعرف أمرنا من القرآن لم يتنكب الفتن. و لهذه العلة انبثقت على أهل دهرنا بثوق هذه الاديان الفاسدة و المذاهب المستشنعة التي قد استوفت شرائط الكفر و الشرك كلها و ذلك بتوفيق اللّه تعالى و خذلانه، فمن أراد اللّه توفيقه و أن يكون ايمانه ثابتا مستقرا، سبب له الاسباب التي تؤديه الى أن يأخذ دينه من كتاب اللّه و سنة نبيه صلوات اللّه عليه و آله بعلم و يقين و بصيرة فذاك أثبت في دينه من الجبال الرواسي، و من أراد اللّه خذلانه و أن يكون دينه معارا مستودعا- نعوذ باللّه منه- سبب له أسباب الاستحسان و التقليد و التأويل من غير علم (انتهى)
اعزائي القراء الكرام :
النتيجة من كل ما سلف ان من لم يعرف امر اهل البيت عليهم السلام من القرآن الكريم ولم يعرف التشيع والامامة من القرآن الكريم لابد ان يقع في الفتنة ولا خلاص له منها ؛ ولذلك عندما يشرح لنا الرسول الكريم صلى الله عليه واله ما وقعنا فيه في زماننا هذا من الظلمات لا يرسم لنا طريق للنجاة الا في القرآن الكريم ومن القرآن الكريم فيقول روحي فداه :
بحارالأنوار 74 136 باب 6- جوامع وصايا رسول الله .....
عن نَوَادِرُ الرَّاوَنْدِيِّ، بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ قَالَ عَلِيٌّ خَطَبَ بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه واله فَقَالَ :
أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ فِي زَمَانِ هُدْنَةٍ وَ أَنْتُمْ عَلَى ظَهْرِ سَفَرٍ وَ السَّيْرُ بِكُمْ سَرِيعٌ فَقَدْ رَأَيْتُمُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ يُبْلِيَانِ كُلَّ جَدِيدٍ وَ يُقَرِّبَانِ كُلَّ بَعِيدٍ وَ يَأْتِيَانِ بِكُلِّ وَعْدٍ وَ وَعِيدٍ فَأَعِدُّوا الْجَهَازَ لِبُعْدِ الْمَجَازِ فَقَامَ مِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا نَعْمَلُ ؟؟
فَقَالَ إِنَّهَا دَارُ بَلَاءٍ وَ ابْتِلَاءٍ وَ انْقِطَاعٍ وَ فَنَاءٍ فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْأُمُورُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَ مَاحِلٌ مُصَدَّقٌ مَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَ مَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ وَ مَنْ جَعَلَهُ الدَّلِيلَ يَدُلُّهُ عَلَى السَّبِيلِ وَ هُوَ كِتَابُ تَفْصِيلٍ وَ بَيَانُ تَحْصِيلٍ هُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ وَ لَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ وَ ظَاهِرُهُ حُكْمُ اللَّهِ وَ بَاطِنُهُ عِلْمُ اللَّهِ تَعَالَى فَظَاهِرُهُ وَثِيقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَهُ نُجُومٌ وَ عَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَ لَا تُبْلَى غَرَائِبُهُ فِيهِ مَصَابِيحُ الْهُدَى وَ مَنَارُ الْحِكْمَةِ وَ دَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ النَّصَفَةَ فَلْيَرِعْ رَجُلٌ بَصَرُهُ وَ لْيَبْلُغِ النَّصَفَةَ نَظَرُهُ يَنْجُو مِنْ عَطَبٍ وَ يَتَخَلَّصُ مِنْ نَشَبٍ فَإِنَّ التَّفَكُّرَ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ كَمَا يَمْشِي الْمُسْتَنِيرُ فِي الظُّلُمَاتِ وَ النُّورُ يُحْسِنُ التَّخَلُّصَ وَ يُقِلُّ التَّرَبُّصَ .(انتهى)
ارجو ان نلتفت بان النجاة في القرآن الكريم لا غير ؛ فهل اننا أدّينا الامانة لنشر علوم القرآن الكريم ام شُغلنا بالقال والقيل .
في احدى المواقع حدث لي نقاش مع فتاة وكتبته بكتاب اسمه "قالت لي وقلت لها"- الى الان لم يطبع - واشترطت معها ان لا يكون النقاش الا بالقرآن الكريم وتحكيم العقل المنير وبعد شهرين كتبت لي
"اللهم اشهد اني قبلت التشيع بعلم وعقل" لاننا لا نحتاج مع القرآن الكريم نورا ؛ فهو النور الذي في الزجاجة وليس له وقود يشع به ذلك النور الا آل محمد عليهم السلام فبصرنا نور آل محمد بنور القرآن ونور القرآن لا يتقد الا بآل محمد عليهم السلام
اللهم اشهد اني قد بلغت بان علينا ان نعتكف على القرآن الكريم ان اردنا معرفة الحق والنجاة من الفتن في آخر الزمان والا كما قال الامام عليه السلام :
"مَنْ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَنَا مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَنَكَّبِ الْفِتَنَ"
|