• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : لماذا لا تمنعنا المرجعيّة عن الممنوع؟! .
                          • الكاتب : زهراء حسام .

لماذا لا تمنعنا المرجعيّة عن الممنوع؟!

في صباح اليوم الثالث من ذي الحجة لسنة 1438 بثّت قناة كربلاء الفضائية مؤتمراً عن (الديّات العشائرية) تقيمه العتبة الحسينيّة المقدسة وكان المدعوّون من شيوخ العشائر، أما المحاضِرين فهم: الأستاذ في الحوزة العلمية السيد محمد علي الحلو، والخطيب الشيخ جعفر الإبراهيمي، بحضور المتولي الشرعي للعتبة الشيخ عبد المهدي الكربلائي.. ولا تخفى أهمية هذه المؤتمرات لما لرؤساء العشائر من تأثير على المجتمع العشائري والمدني أيضاً، وما تكتنفه من مخالفات شرعية فيما يتعلق بالديات والتي تسمى في عرفهم "الفصل" وما يتعلق بالقضايا الإجتماعية خصوصاً المرأة وزواجها بطرق تتعدد مسمياتها ونتيجتها باطلة لما تتضمن من إجبار وغيره. قبل نهاية المؤتمر حيث "المايكروفون" في يد الحضور للإستماع الى أسئلتهم قام أحدهم قائلاً: الفقراء في كل مكان لماذا لا تتكلمون عن السياسيين الفاسدين، المرجعية لماذا لا تقول لنا اتركوا هؤلاء! طبعاً في البداية هناك منهج لدى أتباع المرجعية، الآن هذا شبه تطاول إن لم يكن تطاولاً على المرجع السيد السيستاني وبحضور وكيله الشيخ الكربلائي.. السيد الحلو نبهه على أن كلامه ليس في نطاق الموضوع ثم استرسل الشيخ الإبراهيمي في الكلام وبعدها بقليل انتهى وقت المؤتمر.. لم يرد عليه أحد، لم ينبزوه بكلمة ولم يقتادوه للمساءلة.. وهذا منهج أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع المسيء ورغم كون هذا المنهج عُرف به السيستاني لكن مؤخراً باتت هناك أصوات تتمسكن وتتظلّم وتتأوه من "تكميم الأفواه" الذي تمارسه النجف! وحبذا لو يدلونا عليه. حقيقة كلمة هذا الشيخ العشائري مضحكة جداً وفي نفس الوقت هذه ليست كلمته وحده، بل كثيراً ما نسمعها.. لماذا هذا الشعور بالنرجسيّة حتى لا نجعل مخطئاً وسارقاً وفاسداً في العراق والدنيا إلا الساسة؟! يعني عندما يقال لك أن "الدية" مقدارها هو هذا وأنت تأخذ ضعفها ما شاء الله من المرات ألا تُعدّ سارقاً؟ ألا تعدّ بأخذك للفصل والإعتداء على الآخرين لأجل "دابة"، وتزويجك البنات بناءً على اتفاق ومصالحة مع عشيرة أخرى دون رضاهن فاسداً ممعِناً بالفساد؟ لماذا ننظر الى الساسة على أنهم نيزك فضائي وقع على أرضنا وأحلّ فيها الخراب ولا ننظر إليهم كأناس من أسرنا، من عشائرنا، من مجتمعاتنا، من بلدنا وعلينا أن نبدأ الإصلاح من ذلك الجرم الصغير الذي هو "أنا" والمنظومة الصغيرة التي هي "الأسرة" ثم العشيرة والمجتمع ليصلُح ساستنا وبلدنا؟ الدمار كبير، الفوضى عارمة لا تنبيء إلا عن شيء واحد وهو خطأ الحاكم والمحكوم، الرئيس والشعب لا أحدهما.. أبداً إن قلنا أنه خطأ الساسة فحسب فهي محاولة لإسكات تأنيب ضمائرنا لكنها لن تسكت الفوضى البتّة. صحيح أن المنطق ضائع لكن ما خلته لتلك الدرجة، بأن نعترف بفساد السياسي ثم نطلب من المرجع أن يحرم علينا انتخابه! ماذا؟ هل نحن مجبرون في أفعالنا؟ عقولنا الى أي ناحية غادرت حتى نطلب من المرجع منعنا عن الممنوع! هل تريد من المرجع أن يأمرك بالصلاة إذا ما نودي إليها، وبالإمساك اذا دخل فجر يوم من شهر رمضان؟! هذا يكشف كم نحن مدللون، لقد دللتنا المرجعية كثيراً وحملت عنّا أعباء كبيرة كان بإمكاننا تأديتها، حتى صرنا نطلب منها هكذا طلبات باطلة منطقياً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103016
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 08 / 30
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18