• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المحاصصة .. سياسة الدمار الصامت / الجزء الثاني .
                          • الكاتب : ماء السماء الكندي .

المحاصصة .. سياسة الدمار الصامت / الجزء الثاني

حتى لا يصل المجتمع الى بر الامان يتوجب ولادة فكرة اسمها المحاصصة لتعمل على اضعاف البلد وعدم السماح له بتجربة التحرر او الاتزان لمواصلة غاية النضوج الكلي والاستقلال بلا تدخل خارجي او لوجستي يصور للعالم صوراً من اصل واقع باطني مريض لا يسعه الشفاء ولو لبرهة، وليكن التعدد التسمياتي يأخذ في الأفق حيزاً يعلن من خلاله ولادة تسميات اخر روضت على اساس تمويه اسم المحاصصة لكنها بنفس المنهج والاسلوب. 
لم تأتي الانتقالات التسلسلية لشخصية الانسان صدفة تقفز ثمارها فوق سطور التأريخ وتحتل الصفحة الاولى اطلاقاً، بل هي سلسلة لا تفتقر الى نقص حاصل في حلقاتها لان الدورة التنموية لعقلية الانسان والتغيير الجسماني الحاصل فيه له من الابعاد ما لا تدركه الشخصية نفسها وبما ان الحيز في الارض له معادلة تنعكس مستقبلاً على نتاج الانسان لذا قد جندت الطبيعة كادرها ذي الرمق الساكن والهائج ليتواضع بين يدي هذا الانسان تأكيداً على نبوغه واحتضانه اولى شرانق الحياة الطويلة الامد.
 لعل سبب السؤال المطروح ( البيضة ام الدجاجة) هو مدخل واسع للبحث عن الناتج والمنتوج واساس الخلق والخالق وبما انه اللغز الوارف الحيرة ويعزف على اوتار العالم ككل لم يجد جواباً وفيراً للوصل الى منتهى غاية السائل ما اسفر عن خروج قطار الثبات  والاعتراف ببساطة النفس عن سكة التمهيد للوصول الى النتيجة الحتمية التي تحتم على السائل الامتناع عن تلقي الجواب ،  المناحرة حول الاجابة التي تذرف على الارض ارواح الابرياء جعلت من الطبيعة تشير للانسان بانه مجرم بحد ذاته ويقطع اوصاله من اللاوعي ولا يعرف عن ماذا يبحث ولاي سبب تنامت بداخله هذه الافكار وكيف لها ان تترسخ داخل مخيلته دون اطلاع او دراية او الاكتفاء بكونه اداة تتمتع بكافة قوانين الطبيعة.
جاءت الاية المباركة الكريمة التي شهدت سجال الملائكة مع الواحد الاحد جل ثنائه حول مسألة خلق جديد وهو آدم عليه السلام حين قال تعالى( اني جاعل في الارض خليفة) تمكن الفعل (جاعل) من صف جميع تحركات  الأمر الآمر في جملة زمنية ترمي بناتجها الى المستقبل البسيط وكيف تزامنت هذه الآية المباركة مع فعل آدم حين عصا ربه بأكل التفاحة من الشجرة المحرمة وثبت الفعل جاعل بناءاً على ما فعله آدم ، وصورت الملائكة ثورة آدم بعد وضعه على الارض حين قالو ( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك..) الى اخر الاية.. لم يكن هذا سؤالاً يبحث من خلاله الملائكة عن اجابة بل كان بمثابة التوبيخ اي ما معناه علامة تعجب على الفعل ، وحسب تفسيرات العلماء الاجلاء بان الله جل ثنائه عاقب هؤلاء الملائكة بحجبه  نور العرش عنهم بسبب التصدي بسؤالهم للفعل المقتضي بعد ان اجاب بقوله الكريم(قال اني اعلم ما لا تعلمون) ، حتى لاندخل في سجال طويل وشروحات تحتاج الى التعمق اكثر ، نأخذ تصور هؤلاء الملائكة لان لديهم فكرة عن بني البشراو الخلق الاخر غير البشر وكيف افسدوا في الارض ونشروا الخراب والدمار، وهنا ان الحكم والسيادة لديها افرع من النقاش وان كان الآمر خالقاً مالك للوجود وهو اعلم بكل حيثيات المحيط من الخلق الا ان السجال والتحاور في اتخاذ القرارات اثر بشدة على الرتب الاقل منصباً لانهم عبيد مهمتهم التقديس والتسبيح وليس التدخل في شؤون تنفيذ الفكرة، لعل مهنة الملائكة اشبه بما يمتهنه البشر في مسالك حياتهم الاجتماعية ولكي لاتعم الفوضى في تضارب الآراء واعتلاء نفر على اخر شددت الاحكام والاوامر التي تقتضي على تصريف الامور لكل شخصية تحمل صفات الكفائة والخبرة والتكيف مع ما يراه الخالق مناسباً ليوظف العمل لشخصية مناسبة مثل توزيع الارزاق وقبض الارواح..الخ، لنرى ان جبرائيل عليه السلام لا يلعب دور ملك الموت ويقبض الارواح لان عمله بعيداً كل البعد عن هذا الفعل اما في المجتمع الآني وفي العراق خصوصاً قد قفز بعضاً على بعض في لعب الادوار والادلاء بتصريحات لغير مهنهم ، وزير الخارجية يهمش دور وزير النقل ويحتل مكانه الحواري او المهني، هنا غابت الاوامر الصارمة والتي ترسم خطوط عمران الدولة بكادرها ، إذا كانت الدولة تشهد تجاوزاً في التخطيط المهني والجدول الوظيفي كيف لها  ترجمة تلك التضاربات للمجتمع لتكون قدوة يقتدي بها ؟ وكيف تضع ضوابط  وتجبر المجتمع على تطبيقها وهي عازفة عن تجربة تلك الضوابط والقوانين؟ هل من المعقول ان تكون القوانين الصادرة من الجهات العليا تمر مرور الكرام على مشرعيها لتجر المواطن الى حلبة العبودية والتلويح بالسوط على ان لا يخرج متبختراً بل مذلولاً حني الرأس؟ .
 
m_alkndee@yahoo.com



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10333
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28