• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هل الحياة مرت بعيدا عن اهدافها  ؟! .
                          • الكاتب : د . ماجد اسد .

هل الحياة مرت بعيدا عن اهدافها  ؟!

لو سرقنا من الزمن، بضع دقائق، وسألنا أنفسنا: ماذا أخذنا من الحياة ...؟ ندرك ـ لو فكرنا حقاًـ ان الحياة هي التي أخذت من الناس، بالدرجة الأولى، ولم تترك لهم إلا ان يتجاهلوها !
 لم نأخذ شيئاً يذكر منها ...
فالأحداث جرت تصاعدية، ومتسارعة، تتقدم خطوة، لترتد، وتتمايل، وتتعثر، وكأن (العمر) مضى بعيدا عن المكان، والزمان،  ومن غير علاقات توازي معنى الحياة..
 ولكن هناك من يرى انه اخذ...، ربما، بحدود الظن، والتوهم، والتخيل، لكن المعادلة مختلفة تماما : لأن الحياة ليست (هبة)، أو يتم الحصول عليها مصادفة، بل هي ـ بالاستناد إلى تاريخها ـ حصيلة جهد متواصل، يبدأ بتربية الرضيع، والعناية به، والاهتمام بمراحله الدراسية، المختلفة، وصولا ً إلى تحمله مسؤولية المشاركة في البناء. 
  وهنا تكمن المفارقة، بين كائنات تنتج حياتها، وأخرى، تستهلكها. كائنات تدرك إنها تعمل بمسؤولية، وأخرى لم يخطر ببالها انها تتحمل المسؤولية، بل ربما لا تريد ان تكون مسؤولة حتى ببناء حياتها، بالجهد المطلوب، والعادل.
    فهل حقا ًيمتلك الناس الشجاعة والاعتراف بعمق ان هناك مشكلة لم تحل، وجديرة بالقراءة، أي، تحديداً: ان الحياة مضت بعيدا ً عن أهدافها...، وإنها هي التي سرقت من الناس حياتهم، ومصائرهم، وليس العكس !
   فلو سألنا زملاؤنا، أصدقاؤنا، معارفنا السؤال بصيغة أخرى: هل حصلتم على ما كنتم ترغبون الحصول عليه، كالسعادة، والوفاء، والمعرفة، والمحبة، ام ان حصيلة الركض اليومي بحثا ً عن المستلزمات الضرورية، قد سرقت الجهد كله، ولم تترك، لمعظم الناس، إلا الهرب، بل ونسيان الحياة ذاتها !.
   لو سألنا: كيف حصل ذلك، في بلدان تمتلك الوفرة في أساسيات بناء المصائر، لعثرنا على الجواب: ان الجهد المبذول في بناء الحياة لم يفض إلا إلى:  لقد ذهبت الحياة سريعا ً، كالبرق...، بالأحرى: ذهبت الحياة من غير ان تترك علامة دالة عليها..!
   ولعل كلمة استأذنا عالم الاجتماع والمفكر د. علي الوردي: لو أجرينا انتخابات حول نوع الدولة، فمعظم الناس سينتخبون الدولة (الدينية)، ولكنهم سيذهبون للعيش في الدول الديمقراطية، أو العلمانية !
 لكن الخلل بحاجة إلى قراءة، إلى وقفة، إلى صدمة: ان غالبية سكان العالم الثالث، غير معنيين بصناعة معاني الحياة...، ليس لانشغالاتهم بالبحث عن مستلزماتها اليومية، الضرورية، أو زجهم في انشغالات ثانوية، وغير صادقة، وفي الغالب مقصودة، فحسب، بل لأن معظم سكان هذه البلدان، قد اعتقدوا ان الحياة محض: ولادة...، زواج، وموت! ولم يخطر ببالهم، في الغالب: ان البشر هم الذين يمتلكون كافة أدوات صناعة مصائرهم...، والاستمتاع بها، بدل تركها تذهب مع الريح، والتراب، وعبر خلافات لا تدوم طويلا ً، كي يطويها النسيان، بعد ان تكون الحياة قد غابت !



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=103490
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19