• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دور القيم وأثرها في ثقافة المجتمع الفصل الخامس عشر .
                          • الكاتب : محمود الربيعي .

دور القيم وأثرها في ثقافة المجتمع الفصل الخامس عشر

المقدمة الموضوعية

التغير الحاصل في القيم الإجتماعية والإنسانية
هل يكفي التقدم المادي والإنتاجي في تحقيق سعادة الإنسان والمجتمع؟ أم يجب أن تصاحبه حياة حرة عادلة وكريمة.. وهل إستخدام أسلحة الدمار الشامل وإشاعة الخوف شئ حضاري، أو أن التقدم العلمي والتكنولوجي يجب أن يكون متلازماً مع تشتت الأُسَر وتفكك النظام العائلي! وهل من الحضارة أن تعشش الجريمة ويعم الفساد في المجتمع؟!
تأثير الثورة الصناعية في حياة المجتمع وقِيَمِهِ
مما لاشك فيه أن الحياة المدنية قد تغيرت بعد الثورة الصناعية.. ففي ظل الإختراعات والإكتشافات طغت الحياة المادية وشاعت نظرياتها كما حصل ذلك في كل من المجتمع الرأسمالي والإشتراكي وكذلك في سلوك الأمم والدول أثناء حكم الإمبراطوريات في العالم قبل أكثر أو أقل من ألف عام.
أثر الصناعات والإكتشافات في السلوك الإنساني والإجتماعي
إن ماحصل من إمتدادات مادية  حادة ومنحرفةكان بسبب الغرور الذي أصاب الإنسان بعدما حقق إنجازات مهمة في عالم الصناعة والإكتشاف، ولم تعد للقيم الروحية اية آثار في نفوس الناس ولقد أحدث ذلك شرخاً في النظام العائلي الدولي، ولقد أدى ذلك الى تهديد القيم والتقليل من قيمتها وزاد من فرص أنتشار الفساد ونسب حدوث الجرائم كما قلل من فرص التضامن الإجتماعي، وبذلك تحولت المشاعر نحو الحكام الجدد للعالمين الرأسمالي والإشتراكي ليكونوا لهم عبيداً بعد أن كانوا أحراراً.
 
الأهداف السامية لرأس المال
ويجتهد الإنسان في سبيل تحصيل المال وتنميته بإعتباره عصب الحياة، ولكن المال بحد ذاته يعتبر وسيلة وليس غاية ولابد من تحصيله بطريق مشروع لاعلى حساب إستغلال الآخرين، فالمال وسيلة للحصول على متطلبات الحياة ويتحقق ذلك وفق قاعدة لاضرر ولاضرار، ولابد لهذا المال أن يجمع بالإجتهاد وبما يتماشى مع القانون والنظام العادل.
 
القيم الفاضلة
ولقد شهد العالم نمطاً من التمرد على القيم المتعارف عليها مما شجع على تغيير طريقة الحصول على الثروة حيث لجأت الشركات والدول الى الهيمنة على ثروات الشعوب بسبب الثورة الصناعية والتقدم الذي أحرزته الصناعات الحربية الأمر الذي زاد من فرص إستغلال الشعوب، ولقد كان أحد آثار هذه الثورة إضعاف النظام العائلي وتشجيع العلاقات غير الشرعية بدلاً من التشجيع على الزواج، وإشاعة النزعة الوجودية، وإضعاف رقابة الضمير، وفرض القيود على الحقوق الخاصة للآباء بتفكيك الأسرة وإضاعة عنصر التوزيع الإداري والإشرافي داخل الكيان الأسري مما أضعف عملية بناء القيم بعدأن استبدلت سلطة الآباء بسلطة الدولة والتي فرضت هيمنتها وقوتها على الأفراد تحت مسميات قانونية.
خاتمة
 
إزدواجية فلسفة الحكم في معايير النظام العالمي (الدولي)
 
إن السياسة الدولية باتت اليوم بأيدي غير أمينة فهي تفتقد للعدالة وتستند الى القوة وشريعة الغاب، كما أنها تنتهج فلسفة حكم ونظام يستند الى المعايير المزدوجة والنفاق لم يستطع توفير الحق والسلام كما لم ينجح في التوافق والتوفيق بين الشعوب، فهي ذات طبيعة عدوانية وإستغلالية، فهي وإن تحكمت في مصائر الشعوب إلاّ أنها لن تقوى على الإستمرار في هذا النهج، وكم من الحضارات سقطت بعد علو نجمها، والشعوب في هذه الأيام بحاجة الى زيادة في الوعي وسلوك طريق التنظيم وإعتماد الوحدة رغم الظروف التي تمر بها وهي أحوج ماتكون الى إستعادة قابليتها على التوحد وجمع الشتات وإعتماد الكفاح والعمل المنظم الذي يحقق إستقلالها ببناء القيم الفاضلة وإعتماد الموروث الفكري والثقافي بما يحقق لها الإستقلال والحياة الحرة الكريمة.
 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10362
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19