• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : ماذا ننتظر؟ .
                          • الكاتب : عبد الهادي البابي .

ماذا ننتظر؟

 جزء من مداخلة للكاتب الأعلامي عبدالهادي البابي في أمسية حول(المسرح الحسيني ) التي أقيمت في قاعة أتحاد أدباء كربلاء ..
أيها الأخوة الحضور ..السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .......وأهلا وسهلاً بالباحث المسرحي الأستاذ خضير درويش..
أسباب  خلود الثورة الحسينية :
ثورة الأمام الحسين  عليه السلام هي التي خلدت نفسها بذاتها ، وذلك لقوتها وقوة وقائعها والمصائب والمواقف البطولية والعناصر الأخرى التي أمتلكتها ..وأهم أسباب الخلود لهذه الملحمة العظيمة :
*هدف الحسين ..لأنه كان لله ...فهو ينمو ويرتقي ويصعد ولايقف في طريقه شيء .
*أن الملاحم العظيمة تستمد معنوياتها من أبطالها وقادتها ، فكلما كان القائد صاحب هدف أنساني نبيل ، وذو قدرة على تحريك الأحداث ، ولديه الجرأة والشجاعة على مواجهة أعدائه كان بقاء موقفه خالداً على مر الزمن من الأمور المسلم بها ، وقد أجتمعت كل تلك العناصر في شخصية الحسين عليه السلام ..
*الشعر والرثاء  الذي قيل بحق هذه الملحمة عبر التاريخ ..
* الشهادة والموقف البطولي في الملحمة ..وماجرى على عيال الحسين عليه السلام بعد شهادته  ..كل هذه العناصر قد توافرت لتجعل من ملحمة عاشوراء غضة طرية متجددة على مر الزمن .. ولاشك في أن المسرح الحسيني سيشكل أضافة مهمة لهذه الأسباب التي ذكرناها ، لأنه أحد تجليات هذه الملحمة العظيمة ..
ولكن لدينا عدة ملاحظات  على المسرح الحسيني :
1-   أرى بأن مسرحة الأحداث والشعائر الحسينية يمنح القضية الحسينية بعداً عالمياً وأنسانياً ، وأنه لابد لهذه الملحمة العظيمة أن تتطور في طريقة التعبير تبعاً لتطور الوسائل على مدى الزمن ، ولقد كان للتشابيه دور إيجابي في تحويل الصورة التاريخية من حالة ذهنية إلى حالة حسية .
2-   نحن لانرى بأن هناك مشكلة في توفر النصوص المسرحية الخاصة بالمسرح الحسيني ،ولكن المشكلة في توفر الأمكانات والعناصر الفنية الأخرى ، العناصر التي تتكامل فيها المسرحية الحسينية ، مثل وسائل العرض الكبيرة ، والمؤثرات الصوتية والضوئية ،إضافة إلى القابليات الفنية العالمية للممثلين ..
3-   نحن ندعو إلى توضيف القدرات الفنية الأبداعية في المسرح الحسيني من حيث الكتابة والأخراج ، وإلى أختيار الممثل بعناية وإلى الرقابة على طبيعة الأداء ..
4-    على الجميع من كتاب وأدباء وفنانين وشعراء ومخرجين ومنتجين أن يندفعوا بقوة للتمثيل الكربلائي بكل وسائله لمواجهة العصر بلغته وأسلوبه ، والأنطلاق بالملحمة الحسينية في الجو الفني مع الألتزام بالخطوط الأساسية لتلك الملحمة ،وعلينا – وهذه نقطة مهمة جداً أيها الأخوة - أن لانسقط الرمز الأيحائي على الحقيقة التاريخية .. لقد آن الآوان في ظل مناخ الحرية التي أنعم الله بها علينا في العراق اليوم أن نقدم هذا النموذج الرسالي الأصيل إلى العالم ليُعرف من خلاله  من هو الأمام الحسين عليه السلام ..
مالذي ننتظر ؟
5-   وأخيراً أتسائل بمرارة ..مالذي ننتظر... لكي نقدم عملاً مسرحياً كبيراً أو مسلسلاً ضخماً أو فلماً تاريخياً مميزاً يجسد صورة واحدة على الأقل من صور ملحمة كربلاء العظيمة  ؟؟
مالذي ننتظر ..مالذي ينقصنا ..النصوص موجودة ومتوفرة ويتمناها كل مخرج وفنان في العالم ، والفسحة والحرية والأجواء موجودة ومتوفرة بكل أبعادها وليس هناك عذر في هذا الجانب ، الأموال والدعم المادي يمكن أن يحصل بسرعة هائلة ، فقضية الحسين عليه السلام لايمكن لموالي محب أن يبخل أتجاهها بكل مايملك من جاه أو مال أو نفس وهذا مانلاحظة يومياً من بذل وعطاء في سبيل قضية الحسين عليه السلام ..إذاً مالذي ننتظر ؟؟ هل تعودنا على الأشياء الجاهزة تأتينا من خلف الحدود ونحن نتفرج عليها ، فتمرنا ينبت ويثمر في بلادنا ، ولكنه يباع إلى الخارج ويعود إلينا معلب بأحسن صورة أو على شكل مربى أشكال وأنواع فنشتريه ونفرح به ولانفكر لماذا لانعمل ذلك في داخل بلادنا ؟؟ ونفطنا يخرج من أراضينا ثم ُيصّنع في دول الخارج على شكل غاز أو بنزين أو زيت للمحركات ويعود إلينا نشتريه بأغلى الأثمان ، وكذلك يخرج تاريخنا ومجدنا وتضحيات أجدادنا وقادتنا تخرج منا على شكل أحداث ووقائع في بطون الكتب التي لهونا عنها بصراعاتنا وأختلافاتنا وعدم تقديرنا لقيمتها ومكانتها  ثم تعود إلينا على شكل مسلسلات وأفلام مدبلجة فنركض ورائها ونشتريها ونزدحم عليها- ونحن في غفلة -  ونعقد المؤتمرات لمناقشتها ونعمل المسابقات لأجلها في داخل بلادنا - كما حصل للمسلسل الأيراني  المختار الثقفي - ونتحدث عن قوة أخراجها وحسن تمثيلها وروعة أداء أبطالها ، ولكننا لانتعب أنفسنا بالتفكير لحظة واحدة ..ونسأل أنفسنا :
إلى متى نستورد ولانصدر ..وإلى متى نشتري ولانبيع ..ومالذي ينقصنا  !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10373
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19