في تصريح لوكالة أصوات العراق قال النائب علي الشلاه عن التحالف الوطني (( إن تطبيق المادة 140 لا يحتاج إلى موافقة دولة القانون كونها مادة دستورية أقرها الدستور العراقي , وقال أيضا إن الشراكة السياسية بين كتلتي الوطني والكردستاني هي شراكة ستراتيجية )) .
وتصريح السيد علي الشلاه لا يعبر عن الواقع الفعلي القائم على الأرض , بقدر ما يعتبر محاولة لترطيب الأجواء المتوترة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان , والسيد الشلاه يدرك جيدا أن ليس كل ما مكتوب بالدستور قابل للتطبيق والتنفيذ , ولو كان هذا ممكنا لتمّ تنفيذ المادة 142المتعلقة بإجراء تغيرات على مواد هذا الدستور بمدة أقصاها أربعة أشهر من انعقاد أول جلسة للبرلمان العراقي , فإذا كان تنفيذ المادة 140 بهذه البساطة والسهولة فما الذي يمنع الحكومة التي ينتمي لها السيد علي الشلاه من تنفيذها ؟ .
أما كون هذه المادة دستورية فهذا أمر يدركه جيدا السيد علي الشلاه , حيث زرعت هذه المادة وغيرها من المواد ألغاما في هذا الدستور , وهذه الحقيقة قد عبرّ عنها رئيس تحالف دولة القانون الذي ينتمي إليه السيد علي الشلاه عندما قال لقد زرعنا ألغاما في هذا الدستور وليس حقوقا , فإذا كانت المادة 140 ليست المقصودة في هذا التصريح , فليقل لنا السيد علي الشلاه ما هي هذه الألغام التي عناها السيد المالكي في حديثه والتي زرعت في هذا الدستور ؟
واستحالة تنفيذ هذه المادة لم يأتي من تقاعس الحكومة في تنفيذها , بل من عملية التكريد الكبرى التي تعرضت لها كركوك وباقي المناطق المتنازع عليها بعد عام 2003 وقيام الأحزاب الكردية بتزوير سجلات النفوس وسجلات دائرة الطابو .
أما العلاقة الستراتيجية التي يتحدث عنها السيد علي الشلاه , فهذه نكتة تستحق الضحك , فإذا كانت العلاقة بين الوطني والكردستاني ستراتيجية كما يقول السيد الشلاه , فلماذا تطالب القيادات الكردية بحق تقرير المصير وإعلان الدولة الكردية ؟ ولماذا تصف هذه القيادات السيد المالكي بالمتفرد والديكتاتور ؟ وهل تحويل إقليم كردستان إلى كيان منفصل عن الدولة العراقية هو جزء من هذه العلاقة الستراتيجية ؟
ولماذا هذا الاستخفاف بعقول الناس يا سيد علي الشلاه ؟ وهل تريد بهذا التصريح البائس أن تجعل من نفسك سياسيا مفوها ويشار إليه بالبنان ؟
أتمنى يا سيد علي الشلاه أن تكون أكثر منطقيتا وأكثر احتراما لعقول أبناء شعبك وتتحدث بصدق عن حقيقة هذه القيادات المتمردة على الدستور والتي تسعى لتمزيق وحدة الوطن العراقي .
الدنمارك |