• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : دولة " الشقاوات " .
                          • الكاتب : نعيم ياسين .

دولة " الشقاوات "

باديء ذي بدء اعتذر للزملاء والقراء من اهل اللغة لاستعمال الجمع " شقاوات " ومفردها " شقاوة " والصحيح على ما اعرف استعمال اشقياء ومفردها شقي , واعتقد ان المصطلح العامي " شقاوة وشقاوات " اقرب الى حالنا وحال دولتنا في العراق ما دامت اللغة ضوابط وقواعد وكل شيء في العراق بات خارج القواعد والضوابط . " الشقاوة " في عرف العامة المتمرد الذي يؤذي مجتمعه وابناء جلدته باي طريقة سعيا وراء لذاته وشهواته , ولانعدم وجود بعض الشقاوات تفخر بهم الناس لما يبدونه من عون وحماية للضعفاء , لقد عرفت كثير من مدن العراق " شقاوات " من الطرازين ومع ان هؤلاء اختفوا منذ زمن من حياتنا العامة الا ان طرازا جديدا ظهر من " الشقاوات " في حياتنا هم شقاوات السلطة , وهؤلاء اعظم خطرا على حياة الناس لانهم لايعترفون بقانون ولا يخضعون لضوابط , الى جانب ما يبتبأونه من مناصب في دوائر الحكومة . من سلوك " الشقاوات " الجدد ان يرفض المحافظ تنفيذ امر الوزير , ويرفض الوزير امر رئيس الوزراء , ويرفض الموظف امر مديره العام , اليس ذلك ما كان عليه " شقاوات " ايام زمان ؟ قائمقام خانقين الذي هو في ترتيبه الاداري ادنى من محافظ , بل ادنى من عضو مجلس محافظة يرفض امر رئيس الوزراء بانزال علم اقليم كردستان من فوق مباني الحكومة في قضاء خانقين , ويحرض على التظاهر ضد القرار وضد الحكومة , ريئس اقليم كردستان يعلن استعداد الكرد لاراقة الدماء من اجل علم كردستان لانه مقدس ! ولم يقل لنا السيد كركوكلي هل حسمت خانقين من الناحية القانونية بانها جزء من اقليم كردستان ليرتفع على مبانيها علم الاقليم , ام هي سياسة فرض الامر الواقع ؟ . قال المسؤولون الكرد في كركوك انها قدسهم , وقبل ان تاخذ المادة  140 طريقها الى التطبيق قالوا كركوك جزء لايتجزء من كردستان !. ان من واجب السيد المالكي ان يامر بانزال العلم الكردي عن مباني الحكومة الاتحادية في خانقين لان واجبه التزام الدستور والقانون . لماذا عد الكرد امر السيد رئيس الوزراء استفزازا لحكومتهم ولم يعدوا خطوتهم استفزازا للحكومة الاتحادية ولملايين العراقيين ؟ عندما يطلب الكرد من الحكومة تشديد مواقفها من تركيا وايران لوقف القصف على حدود اقليمهم عليهم ان يتذكروا مواقفهم التي يستفزون بها الحكومة سواء في تصريحاتهم او في خطواتهم على الارض من اجل خلق واقع حال وفرض خريطة جديدة لاقليم كردستان بعيدا عن تحكيم الدستور والقانون . قد يغري بعض السياسيين حكومة اقليم كردستان باتخاذ خطوات ومواقف استفزازية , وقد يرى بعض المسؤولين الكرد بان الفرصة سانحة لاتخاذ هكذا خطوات خصوصا في ظل الانقسام العربي السياسي وتناقض المواقف بين السياسيين العرب , لكن ينبغي للكرد النظر ابعد من ذلك لان اضعاف الحكومة المركزية اضعاف لاقليمهم وان ما يلتهمونه خلافا للدستور واليات تطبيقه سوف يتقيأونه غدا كون العراق واوضاعه , بل واوضاع المنطقة كلها عبارة عن رمال متحركة لم تثبت على شكل معين بعد .  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10433
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 17
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29