• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحيدري وسوء العاقبة .
                          • الكاتب : صلاح عبد المهدي الحلو .

الحيدري وسوء العاقبة

كُلَّما شرَّح القلمُ مواقف (هُبل),قام عبَّادُه يصيحون:- ألَم يناضل من أجلِ الدين والمذهب ضدَّ الوهابية,فما عدا ممَّا بدا,ولِمَ غيَّرتُم موقفكم منه؟
يا عُبَّاد الصَّنم,لاتمنُّوا على المذهب دفاع أهل المذهب عنه,فتلك وظيفتهم الشرعية,كما الصلاة والصوم,والمذهب محفوظٌ - في الحقيقة - بجهود العلماء منذ آمادٍ طويلة, وسنين متمادية,والهجمة عليه ليست وليدة اليوم,ومن يقرأ كتب الرجال,وسيرة العلماء,وفهارس المؤلفات يرى هذه الحقيقة بأجلى صورها.
ودونك المراجعات للسيد شرف الدين,والردَّ على الوشيعة للسيد المحسن العاملي,صعوداً بغدير الأمينيِّ,وعبقات عالَم الهند,وكتب الشهيد التستري,ناهيك عن كتب العلامة الحلّي وغيرهم.
وإذا كان الرجل يفتخر أنَّه شيَّع نفراً هنا,وآخر هناك,فأرجوا أن تطالعوا حياة العلامة الحليّ الذي جعل المغول شيعة,وحياة العلامة الكركي الذي جعل سنَّة ايران شيعة وأدخل التشيّع اليها,فهذان العلمان شيَّعا دولاً وأقواماً بكاملها في وقتٍ لم تكن هناك فضائيات ولا وسائل اتصالٍ حديثة إلاَّ نيةً أخلصاها لله تعالى,ولم يمنَّا بعملهما هذا على أحد,ولا تجاوزا على علماء زمانهما.
ومهما تكن عظمة ماصنعه ذلك الرجل,فإنَّه لن يصل إلى عشر معشار ماقدَّمه الزبير بن العوام,فإذا كان الرجلُ قد دافع عن الامامة باللسان وهو آمن,فالزبير في يوم إحراق الدار جاهد عنها بالسنان وهو خائف,واجتلد هو وعمر حتى أخذ عمر سيفه,وبعض الكتب اشتبهت وظنَّت أن عمرَ أخذ سيف الإمام عليٍّ عليه السلام.
ومما يُروى عن الامام عليٍّ عليه السلام - إن صحَّت الرواية - قوله في حقه:- اعزز عليَّ أبا اليقظان أن أراك صريعاً مجدلا.
ومضمون قوله الآخر:- مازال الزبير رجلاً منا آل البيت,حتى شبَّ ابنه المشؤوم عبد الله!!!
مع شكيّ في مضمون هذا القول أيضاً؛لأن (زال) إذا كانت منفيةً في الماضي تمحضت للدعاء,والامام عليه السلام لايريد الدعاء للزبير ان يكون منهم آل البيت,بل يريد الاخبار,ولعل الصحيح (لم يزل الزبير رجلاً....),ولم اراجع.
ولا ندري من هو الابن المشؤوم لذلك الرجل الذي أزلَّ رجله عن الصراط الحق,وأخشى ان يكون ابن عربي.
ولكن ,مع هذا الموقف المشرف للزبير,فإنَّه كان سيء العاقبة,عرف الامام علياً عليه السلام بالحجاز,وانكره بالعراق,ومات ميتة سوء.
فهل نقول:- لماذا نتكلَّم عن الزبير وقد دافع عن فاطمة الزهراء عليها السلام يوم الدار؟ ام العبرة بالخواتيم؟
مع ان الزبير كان رجلاً من (ال البيت) كما ورد في مضمون القول السالف,ولم يقل الامام عليه السلام ان الحيدريَّ منا آل البيت,فإذا كان الزبير - وقد ورد فيه من الحديث ماورد - حريَّاً بالملامة,فمن لم يرد فيه شطر كلمة أحرى بالملامة منه.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=104573
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19