• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أثر القرآن في تحرير العقول .
                          • الكاتب : عبد الهادي عبدالزهرة أبرش العارضي .

أثر القرآن في تحرير العقول

بدأ القرآن الكريم أول مابدأ،بتحرير العقول من قيود الجهل والأوهام والأساطير ، وباشر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) أول ماباشر تطهير العقول من أدران الألحاد والشرك والظلالات وعبادة الناس للناس ،فحيثما وجد العقل النظيف وجدت العقيدة السليمة ، ومتى ما تحرر العقل ، أنطلق الفكر والسلوك من أسر الخرافات إلى رحاب العلم والمعرفة ،...والقرآن الكريم في أول آياته الكريمة التي أشرقت على الأنسانية هو محق العبودية للمخلوقات وقصرهاوحصرها بالخالق الواحد الأحد.وبدد دياجير الجهل وانار طريق العلم (أقرأباسم ربك الذي خلق* خلق الأنسان من علق ) سورة العلق ، الآية1..
 
وهذا التحول الجذري الذي أحدثه القرآن وباشره الرسول أيقظ الأنسان وأفاض الحرية على العقل وأسبغ العلم عليه فحرره من مطلق المادة وعبودية خالصة لله تعالى ،وأن الطبيعة القرآنية لتحرير العقول لاتكتفي بتغيرات ظاهرية في مناهج التفكير وأساليب العمل وإنما تمتد إلى أعماق العقل والنفس وتحدث إنقلاباً جذرياً في الأسس والقواعد التي تصدر عنها عقائد الناس وأفكارهم ومشاعرهم وعواطفهم فتغير باطن الأنسان يكفل تغيير ظاهره كما يكفل ديمومة وتكرار آثار التغيير قال تعالى (أن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم )الرعد 11...
 
ولقد وجدنا عقائد العالم والعرب قبل الأسلام حيث كان العجل والثعلب والريح والشمس والنجوم والحجر والنار والناس وغير ذلك أقدس مكانة وأعز منزلة من الأنسان وكان الأنسان العبد الذليل الضارع لهذه الأرباب ،فأطل الأسلام ودوى صوت القرآن فجعل الأنسان أعز ما في ملكوت الله وكل مافي الكون من كائنات وفي السماء أو في الأرض مُسخّرةً لخدمته ( ولقد كرمنا بني آدم )الأسراء 70..
 
(ألم تَروا أن الله سخر لكم مافي السماوات وما في الأرض )لقمان 20فأعاد القرآن للأنسان الثقة بنفسه ،وعندئذ أهتز العقل الأنساني هزة تساقطت عندها جميع الأوهام وخرافات السنين السحيقة وتهاوت كل الآلهة التي يخلقها الناس ويعكفون عليها ويخرون لها ساجدين ،وأستيقظت النفوس واشرأبت الأعناق تستشرف فجر الدين الجديد وتنصاع لنداء القرآن الكريم: (وإلهكم إلهٌ واحد لاإله إلاّ هو الرحمن الرحيم)البقرة ..163..ولكن الوثنيين وأمثالهم كثير في هذا الزمان وكل زمان لم يعجبهم هذا التوحيد فقالوا :(أجعل الألهة واحداً إن هذا لشيء عجاب )ص5.. فهم يتعجبون من دعوة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم  لعبادة الآله الواحد، حيث أنهم لايستطيعون التخلص من فكرة وجود الآله المتعددة وهذا بسبب تراكم الثقافات والعادات الخاطئة التي أكتسبوها من المحيط الذي عاشوا فيه ،فراحوا يجعلون من بعض الأولياء والأنبياء الموتى وسائط ومراجع بينهم وبين الله فهم لايدعون الله مباشرةًلأنهم يعتقدون بأن الله بعيد وغير ممكن الأتصال به إلا عن طريق هؤلاء الأولياء ،ولكن الله تعالى أخبرهم بأنه أقرب إليهم من كل شيء(وهو أقرب إليكم من حبل الوريد ) ويستجيب لهم بدون واسطة ( قل أدعوني أستجب لكم ) ولكن وبسبب رواسب الشرك والوثنية في نفوسهم تراهم متعلقين بهذه الأمور ،ولايقبلون أي نصيحة تبعدهم عن معتقدهم حتى وأن قرأنا لهم  سيرة الأنبياء وذكرنا لهم كل آيات القرآن التي تدعوهم إلى نبذ الأضداد و كل شيءندعوه من  دون الله فأنهم قد أستزلهم الشيطان وزين لهم أعمالهم فانساهم ذكر الله العظيم ، فدخل إليهم من باب تعظيم وتقديس بعض المخلوقات وغيرها من الطرق التي تفضي بالنهاية إلى الشرك بالله سبحانه وتعالى ..



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10468
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29