• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : مشغول جدا .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

مشغول جدا

في سنة من السنين دخلت إمرأة ريفية وزوجها الى غرفة سكرتيرة رئيس الجامعة، فجأة إرتبك كلُّ شيء، ما ان رأتهما السكرتيرة حتى راحت تصرخ: ماذا تريدان ليس هنا مكاناً للتسوّل (من حسن الحظ ان المرأة الريفية لم تسمعها) هل هناك موعد مسبق، رئيس الجامعة مشغول جداً لاوقت لديه لمثلكما، ماذا تريدان؟ وبعدها ساد الصمت فقالت المرأة الريفية: نريد مقابلة السيد رئيس الجامعة وسننتظره هنا مهما طال الوقت؛ بنيتي لابد ان نقابله وليمنحنا دقائقَ من وقته الثمين؛ وبعدما طال وقت الانتظار رقَّ قلبُ السكرتيرة فدخلت متحمسة لتبلغ رئيس جامعة هارفارد عن قضية المرأة الفلاحة، لكن السيد رئيس الجامعة استاء كثيراً من هذه المقابلة وقال: هل سنترك واجباتنا ونجلس لمقابلة الناس؟ المهم دخل الزوجان مكتب الرئيس الذي لم يستطع معالجة استياءه؛ قالت المرأة الفلاحة سوف لن نأخذ من وقتك كثيراً لنا ولد درس في هذه الجامعة لمدة عام ثم توفي اثر حادث، وأحببنا أن نقدم شيئاً للذكرى يخلد اسم ابننا. لم يتأثر السيد رئيس الجامعة بهذا الكلام لكونه يدرك حدود التبرع ماذا تقدر ان تتبرع امرأة فلاحة فقيرة! فرد بخشونة: هل تريدان مني أن أشيد نصباً تذكارياً لإبنكما؟ قالت الام : نحن جئنا من اجل أن نهب الجامعة مبنى جديداً يحمل اسمه. قال الرئيس مستغربا : نعم؟! وراح يرمق المرأة بنظرات غضب. وأضاف: يبدو انك لاتعرفين كم يكلف انشاء جامعة يا سيدة، ستحتاجين الى ثمانية ملايين دولار أو أكثر، وظن رئيس الجامعة ان المرأة صعقت من الخبر وهي تقف لتقول لزوجها فكرة جديدة: لماذا لاننشىء لإبننا جامعة كاملة جديدة تحمل اسمه، فهزّ الزوج رأسه موافقاً وغادرا وسط ذهول رئيس جامعة هارفارد الذي دون في مذكراته هذه القصة ليقول: عرفت حينها أني رئيس جامعة لايجيد القراءة الحقيقية، فقد شيدت هذه المرأة التي احتقرتها لمظهرها جامعة (ستانفورد)، ومنها تعلمت ان لا أحكم على مظاهر الآدميين ابداً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=104797
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 20
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20