• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تجنيس الخزف للخزف في اعمال الخزاف شنيار عبد الله .
                          • الكاتب : د . حازم السعيدي .

تجنيس الخزف للخزف في اعمال الخزاف شنيار عبد الله

 ليست الاعمال الفنية الا تقنية وتخطيط او العكس وليس عملا خارجا عن المألوف وانما هو انعكاس للواقع في جوهره ووصفه الضروري في الارتباط مابين ماهو واقعي وماهو خيالي , ولو تمعنا في اعمال الخزاف شنيار عبد الله منذ ان تعرف بدراسته على الخزف بوصفه فنا عالميا وفرعا من الفنون التشكيلية وبعد ان استحصل علميته الامريكية نجد ان علاقته تبقى وطيدة بالارض والجذور على الرغم من التقنيات المعاصرة الاوربية والغربية والامريكية التي شابت اعماله وذلك يعد محددا في نظر النقد الفني والمجتمع بوصف الخزف عملا فنيا ذاتيا ومنطقا جماليا متكاملا , الا ان المنطق يتطابق مع منطق المجتمع في مألوفه وطبعه وان خرج احيانا عن مألوفه , اي ان البعد الاجتماعي والتاريخي حاضر دائم في اعمال (شنيار) وفي اعمال مواكبيه ومريديه امثال ماهر السامرائي وتركي حسين وقاسم ولي في وجود للنزعة القائلة ان الفن للفن ومن قراءتنا الشديدة الملاحظة لانستبعد العرف الاجتماعي الخاص بالخزف اذ يتناوله فنا من الفنون حتى يصبح سردا على الرغم من الرمزية والتجريدية العاليين ولذا يصبح مرة اخرى جزءا من اللغة الام ليشكل هوية الفنان وشكل الفن الخزفي(الراكو والسيراميك) ويتجه للمضمون باستمداده المظاهرة الاجتماعية بمباشرية واستثناء , اذ يبدو ان مايرتبط بعناصر التشكيل والتكوين وحدة موضوع وسيادة منحت (شنيار ) مكانة جمالية اكثر مما هي دلالية في ايجاد خزف ارثي يرتبط بالهوية والكنية والاستعارة عبر سنوات للخبرة والتعلم والتعليم وكأي من الفنون  الاخرى للخزف شكلا تقليديا واشكالا مزيفة لاتنفك ان تعرب عن موصوفيتها كمظهر اجتماعي احيانا وفني اخر اذ غلبت على اعماله خاصية التلاعب في قابليات الانجذاب والتكسر في طبيعة الفعل اللوني والكيميائي للزجاج وهنا ظل الشكل باردا اوحدا يتميز بالسطحية في قانون الرسم والبعد الثالث في قانون المنظور لما امتلكته الشكلية الكتلية النازحة الى التمثيل الهندسي لديه , فنجده يساقي الكتابة الرمزية الحروفية ولو بشق حرف عربي بعيدا عن الاستقلالية في رسم الحروفية عالية الضبط دونما منهجية حروفية وهذا لايشكل نقطة ضعف لدى (شنيار ) بقدر ان اهتمامه واضح في نزعة الخزف نحو الراكو او باقترابه الى المألوف الخزفي وهذا لايختلف عن نزعات الفنان شاكر حسن ال سعيد في البعد الواحد , مضمونا وجوهرا ولاضير ان يعزو شكلانيته الخزفية بمصاحبة الاهتمام بتاريخ المجتمع وجعل اعماله ادبا .
كما في الحقيقة ان مفهوم الشكل اتصال بالواقع الانثروبولوجي يتمثل بالقدرة على الاتصال بالعمل الفني المشبع بالدخان في تقنياته او المسال باستخدام خامات الزجاج كالاركلاين جاعلا من اعماله كمالا مثاليا يشكل ادبيات (الخزف للخزف) وعلى النقيض من معاصريه حينما يتلمس لونية الاوحد والثنائي او الثلاثي ليجد علاقات الابتعاد عن الواقع بفرض الواقع على المتلقي وعبر المنطقية وعلاقاتها ويجدها ادراكا خصبا لوظيفة المشكل الخزفي ان تقرأ العمل بعينك لا بعين الاخرين واعدها وظيفة التمثل بتطابق اسرار الخبرة وفطرية المتلقي وانشاء مايمثل منطقة للجمال , هكذا تتجسد حقيقة فرض الواقع الفني في مجاميع بنيات النظام التكويني حتى لنجد ان الزمن غير واضح لكن المكام اكثر وضوحا فيما لو عدنا لاعمال شنيار وقاربناها بين فترتين (الاولى قبل 2003 والاخرى بعدها ولما يميزه ان اعماله القبلية حملت موروثها السياسي والعقائدي في حين ان البعدية كانت اكثر جدلا وسفرا الى وجهات عناها الفنان بتونس او ايطاليا , عليه ادركنا ان الفعل الخزفي نشاط تعبيري تركيبي وتحليلي جمالي لواقع مألوفه  يتحرك ضمن مستويات الفكر والفعل وعليه ان حقيقة الخزف للخزف منهجية للسوبريالية الفطرية كالتي راح اليها الرواد والعظام من المهتمين والضالعين بالفنون كبيكاسو ودالي على الرغم من نقاط الاختلاف الواضحة في التعكيبية والسوريالية , وان مانحن بصدده تسليط الضوء على الفعل وردة الفعل في ان ملتقى المشاهدة لايكون مرورا كافائي وانما نفسي اكدته اعتبارات الشكل وحددته بنى التطبيق الاستتيكي لعناصر التكوين التي نعدها اساليب ادراكية دقيقة واستنباط مبرر ذلك ان معظم الفنانون تطبيقيون ومنظرون متفلسفون يعملون في نحت منجزهم بروية تشكل السببية والمصير بنياتهم , وهنا لابد من التوقف لما اشيع عن ان الكاتب الفنان قد توقف عن رسم البيئة اي بمعنى ان النص نصا ولد من رحم البيئة ومجتمعها . ولذا فان شنيار عبد الله استعان بتقنيات (الأجناس التشكيلية ) كما وصفها تراث امين هو مايمثل او يضم الأجناس المعروفة  ( رسم، نحت، خزف ) والانواع هي داخل كل جنس ، فيكون لجنس الرسم أنواع ، ومثله النحت والخزف وان نظرية الأجناس الفنية شأنها شأن الدراسات الأخرى " يجب ان تكون دراسة تفحص التطورات والتعديلات في سياق العلاقات القائمة بين الاجناس المختلفة ، ويجب ان تفحص وتحدد الخصائص الشكلية التي ينقطع من دونها انتساب عمل ما الى جنس معين. وهذا ما قامت عليه الكثير من الدراسات النقدية في مجال الاجناس الفنية والادبية ، وان الكثير من المقارنين المحدثين في مجال الأدب أمثال ( تودوروف ، كارول ماديسون ، واين بوث ، هاري ليفن ) يرون في مفهوم الجنس " انه شيئ يتطور تاريخياً ، شيئاً يجده المبدعون الطامحون في متناول اليد ، يمكنهم ان يعملو ضمنه او يحاولو توسيعه او خرقه او تجاوزه  . 

    .  


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=105180
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29