• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مسعود والخيار الاصعب  .
                          • الكاتب : هادي الدعمي .

مسعود والخيار الاصعب 

 طبيعة كل انسان التأسي بالقدوة ، لأن الإنسان الذي لايظفر بالاسوة الواقية يعيش التبعية للقدوة السيئة، لذلك من الله على المؤمنين انه بعث رسولا من جنسهم لا من الملائكة، لأن كل جنس ممكن ان يقتدي بمن شاكله ، لذا علينا أن نكون صادقين في عملنا ومسؤولياتنا اتجاه الجنس الذي نتعايش معه وتجمعنا معه روابط التعايش السلمي منذ قرون مرت وتشاركنا فيها سبل العيش ،  لأننا واحد ، يجمعنا وطن واحد ، دين واحد ، وأن اختلفنا في بعض المسميات ، وهنا يتطلب الشعور بالمسؤولية، والاستشارة في الأمر الذي اروم القيام به ، هل هو يحمل الصفات الحسنة ، أم يحمل الصفات الأخرى؟ أم اعتبر بالأمور الإلهية التي ذكرها لنا القرآن الكريم ، وما اية المباهلة الا واحدة من الآيات المهمة التي حذرت نصارى نجران من مباهلة النبي (ص) ، وطلبوا المهلة من النبي ثلاثة أيام، وذهبوا إلى بني قريضة والنضير وبني قينقاع ، فاستشاروهم وأشاروا عليهم ان يصالحوه ولا يلاعنوه ، وقالوا هو النبي الذي نجده في التوراة ........، والسبب في امتناع النصارى من مباهلة النبي (ص) أنهم كانوا على يقين أنهم على باطل ، والرسول ومن معه كانوا على حق، ومن هذا الأمر نرى الكثير من يعترض على استفتاء كردستان العراق، لأسباب كثيرة يعيها القريب والبعيد ، والاجدر بالكرد ان يستشيرون ثقاتهم ولااقول حلفاءهم ويأخذون باستشارتهم ، هل يحق لهم الانفصال ؟ وان يأخذون الحكمة والنصحية من الحكمة نفسها 

لأن هي  الدروس والمعاني . نفخر كشعب عراقي ان لهذه القضية مكانآ شاخصا في قلوبنا على تراب الوطن.

علاقتنا كعراقين مع عاشوراء علاقة مستقبل وليست علاقة ماض وتاريخ فحسب ،  نعرف قيمة الصادقين وقيمة الاخاء والعهد وقيمة العقيدة والتضحية، نتعلم اليوم من الحسين بأن القيادة ليست انتصارا انيا، بل انتصار في الرؤية والمنهج ولو بعد حين.. تجمع واحد محرم الذي فاق التوقعات في خروجه ونهجه ولمبداء الذي يحمله من تجديد عهد  مع سيد الشهداء، وصدحت الأصوات بكلمة ( حسينيون مابقينا ) ( وهيهات منا الذلة ) ، من بين هذه الحشود التي خرجت في وقت فيه قواتنا  تحقق انتصارات متتالية ضد الارهاب ، خاطب السيد عمار الحكيم في رسالته العاشورائيه إلى أنصاره،  والى الشعب العراقي بكل اطيافه ، معبرا بكلمات الحب والاخوة والتوحد، منطلقا من  محرم الحرام ، لنتعلم من موقف كربلاء معنى الاخوة والإيثار مستشهدآ باخوة   ابي الفضل العباس لأخيه، وكيف كان له الدرع الواقي والقائد المدافع عن عمق الاخوة التي امتزجت بروح ابي الفضل ،   وان الاخوة موقف وان التضحية واجبة حين تنتهك المبادىء، والعراق اليوم يخوض معركة شرسة هي معركة حق وباطل ، علينا أن نحمل صفات الاخوة والوطن للعراق ونعيد  العراق اليكم ولنا خاليا من الإرهاب ومن التجزءه  ونكسر شوكة الباطل والارهاب والتكفير، ونسقط كل  اقنعة الشياطين ونكشف  أكاذيبهم،

لقد اختلطت الدماء التي ارادت الهة الشر والتكفير تفريقها منذ ان خلقها الله واحدة، بقوله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) هذا هدفنا  بوحدة الوطن وأن نعمل من اجل مستقبل أبناءه ، واكد قائد الحكمة في خطابه مسألة مهمة وجوهرية  ان إتركوا وراء ظهوركم الاحقاد والضغائن والثارات، فأنها لاتبني دولة ولاتنمي مجتمع، انتم نسمة شمال هذا الوطن، يا اصدقاء الجبال ورفاق درب الثورة والنضال.......الم تكن خارطة العراق واحدة منطلقة من زاخو حتى الفاو ، هذا هو العراق متمثلا ب(١٨) محافظة ، منتظمة جغرافيا وسط وشمال وجنوب ، ان الحقوق لاتسقط بالتقادم، ولكل في هذا الوطن متساوون  في الحقوق والواجبات ، وان نضع مصالح شعبنا قبل مصالحنا وان لانحسب حركة الشعوب بسنوات عمرنا فنتخذ قرارات مضغوطة قد تطيح بكثير من الانجازات.

سياسة الازمات لن تؤدي الا الى المزيد من الدمار وفقدان الثقة بين ابناء الوطن الواحد والجغرافية الواحدة، وسيكون الجميع خاسر ان تنازع الاخوة لاسمح الله ، حب العراق متزامن مع النفوس بل هو الروح والهواء فلاتفرطوا  بالعراق ولاتستهينوا بالعراق، فهو السد المنيع وهو الحصن الحصين، واذا ما انهار لاسمح الله، فسننهار جميعا ومن دون استثناء ، من خلال هذه الكلمات التي خرجت متزامنة مع يوم الفتح والشهادة يوم انتصار الدم على السيف ، أن يتحكم العقل والمنطق لدى الكرد ويتخذون من العراق الوطن والام الحاضنه لهم ، لأنهم عاشوا وتغذوا فيه ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=105223
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 09 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18