بعد أن شبعت من ويلات الحروب والأضطهاد والهروب من قبضة الجلادين والحفاظ على نفسي من ظلم الدكتاتورية الصدامية في العراق , اعيش في اوروبا منذ حوالي عقدين من الزمن والحمدلله في الأمان بعيدا ً عن الحروب و لأن الأوروبيين تعلموا من الحربين الدوليين معنى الحرب .
الحرب دمار للأنسانية .. الحرب دمار للبنى الأساسية في الدولة , الحرب دمار للأقتصاد والمال .. حرب بلا جدوى بين طرفين بين الكر والفر وفي الأخير .. السلام .. السلام .
منذ اليوم الأول لأندلاع شرارة ربيع الثورات العربية في المنطقة وابتداء ً من تونس العزيزة وانا ارى ازدياد قوافل الشهداء يوما ً بعد يوم في ليبيا وسوريا واليمن ومصر , اليوم ومن خلال التلفزيون التركي كنت اتابع الاخبار من الصباح تأثرت جدا ً وانا ارى وقوع مصادمات جديدة بين القوات التركية ومقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK ووقوع ضحايا من الطرفين .
قيادة حزب العمال الكوردستاني PKK صرح بانهم قاموا بالدفاع عن النفس بعد دخول القوات التركية اراضي اقليم كوردستان ونصبوا كمائن في عدة محاور , سبقت تلك المحاولات قصف جوي كثيف للمقاتلات التركية , ومن جهة اخرى قالت الحكومة التركية ان اكثر من 200 من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK هاجموا عدد من مقرات الجيش والجندرمة في مناطق حدودية بالقرب من هكاري .
لنترك كل هذا وذاك ومن قال ونطق ان كان صحيحا ً او كاذبا ً , يراودنى سؤال واحد فقط حالي حال الملايين . لماذا لايتم التفاوض من القلب وبكل معنى السلام والاخوة بين الحكومة التركية و حزب العمال الكوردستاني PKK من اجل ايقاف نزيف حرب كر وفر بين الطرفين منذ منتصف الثمانينيات . وقطع الطريق على جميع من يحاول عرقلة اعطاء الحقوق القومية والوطنية للكورد في تركيا . حيث لايمكن لأحد انكار ذلك ولايمكن ان يتحولوا الى ترك عثمانية ولا عرب ولاعجم . انهم من اصل الكورد .لاسلام في تركيا والمنطقة من دون اعطاء تلك الحقوق والأعتراف بوجود تلك القومية .
تمزق قلبي أربا ً أربا ً ً وأنا أرى وصول نعوش الشهداء من الجيش التركي لعوائلهم الفقيرة والأكثرية كانوا من مدن مناطق الأناضول ومن الكورد . ولافرق عندي , المهم هو انسان يؤدي واجب وطني مجبورا ً وهو في عز شبابه حسب قوانين دولة , وفي الجهة الأخرى هناك شهداء أيضا ً من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK في الجبال والوديان دفاعا ً عن قضية . لماذا كل هذا الرخص في قتل الأبرياء من الطرفين أو في أية بقعة في العالم كانت . ولماذا لايتدخل المنظمات الدولية لوقف نزيف الدم . ولمصلحة من كل هذه الحروب والضحايا .
البعض من النواب القوميين الترك جالسين تحت قبة البرلمان , يصرخون ويعولون و يتوعدون مقاتلي حزب العمال الكوردستاني PKK , والأخر يدعي أن التقصير من حكومة أردوغان , والأخر يقول من الجنرالات ؟ لو كان الخير في هؤلاء ليذهبوا للقتال في الجبهات , أو يرسلوا أبناءهم وأقاربهم بدلا ً عنهم . لآن أولاد وأحفاد وأقارب المسؤولين لايذهبون الى الحدود الملتهبة , حالهم حال أولاد الرفاق والمسؤولين أبان سنوات الحرب مع أيران .
هناك اطراف دولية وخارجية من مصلحتهم دوامة الحروب في المنطقة وعدم استقرار المنطقة , فتنة طائفية وقومية ودولية ارسلت منذ نصف قرن من اجل الحروب والدمار . وبمشاركة عملاء وخونة من داخل دول المنطقة مقابل ثروات وارصدة في بنوك دولية . وستبقى المنطقة في دوامة الحروب والدمار وعدم الاستقرار. ولكن بأمكاننا التعلم من دروس الماضي واخذ العبر من الحروب من خلال قراءة انتكاسة وحروب المنطقة .
نبيل خضر القصاب
n_kesab@hotmail.com
|