• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : قضية رأي عام .
              • القسم الفرعي : قضية راي عام .
                    • الموضوع : النرويج تطلق مصطلح " يوم الإنصاف والعدل " على اليوم الذي استشهد فيه الامام الحسين عليه السلام .
                          • الكاتب : الشيخ عبد الامير النجار .

النرويج تطلق مصطلح " يوم الإنصاف والعدل " على اليوم الذي استشهد فيه الامام الحسين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا المصطلح ـ يوم الإنصاف والعدل ـ أطلقته النرويج على اليوم الذي استشهد فيه الإمام الحسين (عليه السلام) في طف كربلاء. ففي خطوة فريدة من نوعها ـ سبقت بها الدول العربية والإسلامية والأوربية ـ أقرت النرويج تدريس مبادئ نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) في مدارسها الرسمية.

* المسيحية والعقائد الأخرى
فقد اتخذت وزارة التربية والتعليم النرويجية أساليب وطرق متطورة للتدريس وكتابة المنهج، ومنه درس (المسيحية والعقائد الأخرى)، وهو من الدروس التي أقرتها في المنهاج التعليمي من الصف الأول الابتدائي إلى الصف التاسع المقابل للصف الثالث المتوسط في العراق.
ومن بين المواد التي تدرس في هذا الدرس هي الديانة الإسلامية، وفي الصف الرابع الابتدائي حصراً تدرس نهضة الإمام الحسين (عليه السلام) بشكل خاص، في فصل مستقل تحت عنوان "ثورة الحسين"، وفصل آخر يتناول مسألة التشيع وقضية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ومسألة الانتظار.
علماً بأن المعلومات التي أخذت منها تلك المواد، هي من مصادر الشيعة الإمامية؛ لأن وزارة التربية والتعليم النرويجية لديها يقين بأن علماء الشيعة هم نواب عن الإمام المهدي (عليه السلام)، وهم ينتظرون طلعته البهية لإتمام الأمر بشكل مطلق.

* تقرير وكالة نون الخبرية
وفي لقاء لمراسل "وكالة نون الخبرية" أجراه مع الأستاذ "علي حسين الجابري" ـ والذي عمل معلماً في مدارس التعليم الابتدائي في النرويج لمدة ستة أعوام ـ حول هذا الموضوع، قال الأستاذ الجابري ـ في معرض حديثه عن كتاب "المسيحية والعقائد الأخرى" والغاية من تدريسه ـ: إن سبب تسميته بالمسيحية والديانات الأخرى؛ لأن ديانتهم هي المسيحية وثم باقي الديانات الأخرى، وهو درس يراع فيه حقوق جميع الديانات؛ لأن الدولة هناك تحترم حرية شعبها في معتقده وديانته.
وفي جواب له على سؤال: لماذا أفردوا الحديث عن قضية الإمام الحسين (عليه السلام) في فصل مستقل في منهج الصف الرابع؟.
قال: هم أفردوا قضية الإمام (عليه السلام) بالخصوص؛ لما للمأساة التي حصلت في كربلاء، والتي تعرف لديهم بـ "يوم الإنصاف والعدل"؛ ذلك لأنهم يأخذون الجانب المشرق من ثورة الحق ضد الباطل، وانتصاره بالرغم من قتل الإمام ومن معه؛ ليثقفوا أبناءهم على التضحية من أجل الحق، ويعلموهم من خلال قضية الإمام الحسين (عليه السلام) كيفية بذل النفس ونكرانها؛ لأجل تحقيق الهدف السامي.
ويؤكد الأستاذ الجابري: إن المراد من تدريس هذا الكتاب في المدارس النرويجية، هو تثقيف أبناءهم بشكل مطلق، وبقضية عاشوراء بشكل خاص، وبنصوص كتبت بسياق قصصي مشوق، يقدم المعلومة للمتلقي.
مشيراً إلى أن مؤلف الكتاب كتب مقولة لأحد فلاسفة المسيحية، في مقدمة الفصل الذي تفرد بواقعة كربلاء، مفاد تلك المقولة: إن ثورة الحسين (عليه السلام) إرادة لكل الشعوب.
أما عن كيفية تدريس مادة الدرس، وهل ثمة ما يميزها بشكل ايجابي ينقل مبادئ النهضة المباركة؟.
أجاب الأستاذ الجابري: الشواهد على ذلك كثيرة، لذلك تجد أن لكل فصل في هذا الكتاب مدرس مختص، لا بسرد القضية فقط، وإنما متمرن على كيفية إيصال القيمة التعليمية، وخلاصة يستفيد منها طالب العلم بشكل يراعَ فيه علم النفس التربوي، والتجرد من الأحاسيس، وهكذا باقي فصول الكتاب، حيث تجد أن لكل فصل فيها أستاذ متخصص، وهذا مما جعل النرويج من البلدان المتقدمة بالتنمية البشرية؛ لأنهم يعملون على بناء المجتمع من النشء ومرحلة الطفولة.

* زرع ثقافات متنوعة
ويلخص الأستاذ الجابري: إن أهم الأسباب التي تتبناها وزارة التربية والتعليم من خلال مواد هذا الدرس، أنها تزرع ثقافات متنوعة في أبناءها، تجعله على اطلاع ومعرفة بعقائد وثقافة باقي الديانات الأخرى؛ لئلا يكون قاصراً في التعامل مع أي شخص مهما كانت ديانته.
ثم أضاف: إن النرويج كانت الدولة الوحيدة التي راعت أهمية هذا الدرس في أوربا؛ ولما حققته من نجاحات، فقد بادرت مجموعة في بريطانيا، بوضع هذا الدرس ضمن مناهجها، وعلى الخصوص المدارس الإسلامية، بأجازة من الحكومة البريطانية.

* ذبيح كربلاء
ومما جاء في هذا الكتاب ـ الفصل الخامس، الصفحة 102، ذبيح كربلاء ـ ما نصه: في سنة 656م صار علي (عليه السلام) خليفة للمسلمين، وكان رابع القادة بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، ومع أن علياً تم انتخابه من المسلمين ليكون قائداً، فقد كان له أعداء كثيرون، كان أغلبهم من عشيرته في مكة، واُغتيل (عليه السلام) سنة 661م، ومع اغتياله نشأ الفرق بين الشيعة والسنة.
بينما كان الحسين (عليه السلام) وأتباعه في الحج سنة 680م، تم مطاردته وتوجه إلى صحراء كربلاء، حيث حاصره الجيش هناك، واُجبر أن يبقى مع عائلته في صحراء كربلاء المحرقة ثمانية أيام من غير ماء، بعد أن نفذ ماؤه.
وفي الليلة العاشرة، قال الحسين لمن تبعه من أصحابه: من أراد منكم الذهاب والنجاة، فليذهب الآن. وقد ذهب عنه مجموعه من أصحابه تحت جناح الليل لينجو بأنفسهم، وعندما أشرقت شمس صباح يوم العاشر من المحرم، لم يكن مع الحسين سوى (72) رجلاً، بالإضافة إلى النساء والأطفال.
جيش الحسين الصغير خسر المعركة ضد آلاف الجيوش التي تجمعت لحصاره، وكانت الأوامر العليا أن يذبح جميع أهل الحسين وأصحابه، حتى الطفل الرضيع تم ذبحه في ذلك اليوم.
النساء والأطفال الذين أسروا، تم سوقهم من مدينة إلى مدينة أخرى، تتقدمهم الرءوس المقطوعة للحسين وأصحاب الحسين، ومنذ ذلك اليوم الذي قتل فيه الحسين، بدا الشقاق واضحاً بين السنة والشيعة.
وهكذا يروي المؤلف القضية إلى ساعة قتل الإمام (عليه السلام)، لكنه يُراع خصوصية لسبي النساء وقتل الأطفال، بشكل يعكس وحشية الموقف، وعدم مراعاة الأطفال ساعة حمل الرءوس أمامهم، ولهذين الأمرين خصوصية لم يتم ذكرها لمرحلة الصف الرابع؛ خشية التأثير على سن الطفولة.
في جانب الصفحة (102) هناك مربعان يحويان معلومتان:
الأولى: كرب تعني الحزن، وبلاء تعني المصيبة،شرح مفردة كربلاء.
الثانية: المسلمون دائمو الحزن لأجل أولئك الذين ذبحوا في كربلاء. جان ليون جيرمو.

* المسلمون يتذكرون ذبيح كربلاء
وفي الصفحة (103) نجد مقدمة ممهدة لواقعة عاشوراء عند أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، وكيفية إحياءها بطقوسهم التي باتت مقدسة، ولها خصوصية لا يبرحون عن تأديتها سنوياً، من خلال تجلي الشأن الثقافي لعامتهم، وتغير الأجواء لديهم.
وجاء فيها أيضاً ـ تحت عنوان "المسلمون يتذكرون ذبيح كربلاء"  ـ ما نصه: مذبحة كربلاء وقعت في العاشر من محرم، وفي كل عام يحي الشيعة ذكرى هذا اليوم الأليم، ولا يقتصرون فيه على ذكر الحسين فقط، بل يحيون هذه الذكرى تخليداً لكل مظلوم في العالم.
يوم العاشر مع ذلك أكثر من يوم ذكرى للشيعة، بل هو يوم تنطلق فيه الآهات والأشجان والألم.
التهيئة لمحرم تبدأ من يوم واحد محرم، فيلبس الشيعة فيه أثواب الحزن، ويبدأ منبر الوعظ بذكر قضية الحسين في تجمعات كبيرة. المجتمعون في هذه المجالس يبكون وينتحبون، ومن ثم ينشدون أناشيد الحب والحزن والولاء للحسين.
في العاشر من محرم تنهي المراسيم، حينما يخرج الرجال والأطفال في مسيرة يبكون ويلطمون فيها؛ لأجل مصيبة الحسين. كثير من علماء الشيعة قتل في نهج الحسين.

* من هم الشيعة؟
بعدها ينتقل الحديث إلى من هم الشيعة ـ بدءً من معنى المفردة إلى معتقدهم، وتوجههم لإطاعة المعصوم بعد النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وما يروه في أن أئمتهم (عليهم السلام) يتمتعون بالتسديد الإلهي لقيادة المجتمع ـ فيقول: عند الشيعة تعني كلمة إمام مفهوماً خاصاً، حيث يرى الشيعة أن وراثة النبي تمت عن طريق علي وفاطمة، ومن ثم ابنهما الحسين أئمة للناس. يرى الشيعة أن من غير المقبول أن يترك الله الناس بعد النبي محمد دون أن يجعل فيهم إماماً يدلهم.
لذلك فإن الإمام يحمل وراثة النبي، هذه الرؤية لدى الشيعة يعبرون عنها بالإمامة، والإمامة هي الطريق المعصوم بين الناس وبين الله.
في جانب الصفحة (103) هناك مربعان يحويان معلومتان:
الأولى: كلمة إمام تعني الهادي أو القائد.
الثانية: نظرية أن هناك من يرث من النبي ويحفظ الرسالة عند الشيعة، وهي نقطة الخلاف مع السنة، حيث يرون أن لا توصية إلهية بعد النبي (صلى الله عليه وآله).

* الإمام الغائب
وأما ما يُخص الإمام المهدي (عليه السلام) فجاء في الصفحة (105) تحت عنوان "الإمام الغائب" ما نصه:
مثال الشيعة نجده في إيران، ويسمى بالمدرسة الاثني عشرية؛ وسبب تسميتهم هو أنهم يعتقدون بعد علي اثني عشر إماماً في الأرض، والأعراف تروي أن الإمام الحادي عشر كان له ولد غيَّبه الله، حيث سيكون هو الإمام الثاني عشر، والسبب في غيبته هو أن حياته معرضة للخطر.
فالإمام الثاني عشر حي لكنه مغيَّب عند الله؛ لذلك يسمى الإمام الغائب، وتقضي هذه النظرية أن الأمام الغائب سيعود يوماً إلى الأرض ليملأها بالعدل، بينما الإمام الغائب لم يخرج بعد، وجب على الشيعة أن يقودوا أنفسهم، بعض الشيعة يسمون العلماء عندهم آية الله، أي علامة الله في الخلق.
علماً بأن هذا الكتاب "المسيحية والعقائد الأخرى" من تأليف راندي وبيورن، الفصل الخامس من الكتاب مدرسة اولف ست في فيال كمون بيرغن النرويج(1).

الشيخ عبد الأمير النجار
السبت 9/محرم الحرام/1439هـ
الموافق 30/أيلول ـ سبتمبر/2017م

* المصدر
 - يسألونك عن الحسين ـ الشيخ عبد الأمير النجار: ص134-143، ب1، ف9، يوم الإنصاف والعدل.


 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=105962
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18