• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نعم للمالكي ، العلم الوطني أولاً .
                          • الكاتب : صادق غانم الاسدي .

نعم للمالكي ، العلم الوطني أولاً

لم أسمع يوماَ أن دولة من دول العالم لها علمان أو رايتان تمثلانها في المحافل الوطنية والسياسية والرياضية بل المتعارف لدى الجميع أن علما واحدا يكون رمزا وعزة للدولة فينحني له الجميع ويقبله أبناء الشعب وتقطر العين دموعا حين يرفع عاليا في سفوح المعارك والانجازات الوطنية وتذوب كل الطوائف والمذاهب أجلالا وإكبارا له ,نعيش اليوم في العراق  في دولة واحدة وقيادة رئيسية ولكن لا نعرف في بعض الأوقات عندما نرى أن أحزابنا العزيزة تمتلك كل منها علما يمثلها وتناشد قواعدها بالتمسك به ورفعه إثناء المسيرات والاحتجاجات ويكون مثل تلك المناسبات العلم الوطني يتيم وان وجد فيكون حضوره بإعداد قليلة جداً ,من حق أي حزب أو قبيلة أن تتخذ راية أو علم كشعار خاص بها ويمكن لها رفعه ونصبه في مكان ما على أن لا يغطي مساحة تنافسية للأعلام الرسمية  ولكن ليس لها الحق في أبرازه  ليكون منافسا للعلم الوطني , من اجل أن لا يتجزأ رمز وإحساس عامة الشعب ويضعف الولاء والحب وينفقد الارتباط الروحي بعلم الدولة الرسمي ,مثلما علم كردستان مقدس في نظر الشعب والقيادة الكردية , كذلك لا يخلو حب العراقيين بكل طوائفهم  بان علمهم مقدس أيضا وبدليل أن الشهيد حبيب الله يزمل بالعلم ليخفف به المصاب على عوائل الشهداء, ما يجري اليوم في العراق أن الديمقراطية لم تستثمر بشكلها الحقيقي فليتذكر الجميع أن بلدنا حرم من الديمقراطية لمئات السنين , ولكن الله انعم علينا بديمقراطية التعبير والمناشدة التي أبهرت العالم وأغضبت دولا كثيرة  فعلينا أن نتريث باتخاذ المواقف المتشنجة والتصريحات النارية وبالتأكيد أنها لا تصب بمصلحة الوطن والشعب  فلماذا نعبر عن الخطاء بالمسيرات , السيد المالكي أمر بإنزال الإعلام الكردية من الدوائر الحكومية والمرتبطة بوزارات الحكومة المركزية ومرجعها في بغداد , علما أن مدينة خانقين تخضع لمرجعيتها في المخاطبات الرسمية إلى محافظة ديالى , أذن ماهو المانع من تصحيح الخطأ , كما لا أتصور أن السيد رئيس الوزراء أراد من هذه الخطوة إذلال أو اهانة العلم الكردي , علما أن العلم الكردي مرفوع وهو على بناية الدوائر الرسمية  لمدينة خانقين فاقد للشرعية وغير دستوري ,فهذا تصرف من مسؤولية وطنية باعتباره صاحب القرار الرسمي ومنتخب من عامة الشعب ,ولكن تفاجئ الشعب بخروج متظاهرين وهم يرفعون العلم الكردي وتساندهم قوات ترتدي زي الحرس الوطني وهي تصعد الآليات العسكرية تلوح بأيديها وترفع العلم الكردي وطالبوا المحتجين بأن يرفعوا العلم الكردي على جميع دوائر الدولة واعتبروه علما مقدسا , ومن المؤسف حين ما سمعت  التصريح الناري الذي أدلى به كمال كركوكي رئيس برلمان إقليم كردستان للصحفيين وقال فيه ( أن تدنيس حرمة العلم الكردي أمر لا يمكن قبوله ) هذا التصريح لم يصب بمصلحة الشعب الكردي ولا بالحكومة المركزية , خصوصا انه جاء في وقت تذللت الكثير من القضايا العالقة بين الإقليم والحكومة من خلال المفاوضات التي جرت قبل أسابيع, في الوقت الذي نسمع بين فترة وأخرى تصريحات مماثلة من القيادة الكردية وتهديدهم المستمر حول ضم مناطق من وسط وشرقي العراق الى الإقليم , والتصريح جاء مطابق لرؤيتهم وطموحاتهم التوسعية , وقد سمعنا أيضا من خلال وسائل الأعلام أن شخصا أضرم النار في جسمه احتجاجا على تنزيل العلم الكردي متناسيا أن العراق لم يكن حالة مشابهة لما جرى في تونس كي يلفت نظر الشعب والحكومة المركزية لتحقيق مأرب وأجندات مصطنعة , أن الشعب الكردي نسيج متشابك مع جميع المحافظات العراقية ,وقد عاش مأساة القتل والتهجير كما عاشتها مدننا في الجنوب وان هنالك قواسم مشتركة في النضال ضد الدكتاتورية وما عانه الشعبين لا يختلف فيه الأمر من حجم المأساة والمعاناة , وعلى القيادة الكردية أن تتذكر أنها حققت وأخذت ما فيه الكفاية من الخزينة المركزية والاستثمار وتطمح أيضا الى الاستقلال لا للفدرالية , ولكن مشروعها يجابه بالفشل لان الدول المحيطة بها لأتسمح لها بتنفيذ طموحها , وكم مرة تقدمت فيه القيادة الكردية بالرجاء من الحكومة المركزية لوقف القصف والحد من التجاوزات للدولة التركية والإيرانية , فمصير الكرد مرتبط بقوة وعنفوان الحكومة المركزية , وكلما تقدمنا أشواطا في البناء والقضاء على الإرهاب ينعكس على الاستقرار السياسي والاقتصادي في إقليم كردستان.     
 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10605
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 22
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18