• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الاستفتاء في كردستان ؟ .
                          • الكاتب : عباس طريم .

الاستفتاء في كردستان ؟

الاستفتاء في كردستان , والذي لم تعترف به بغداد وعارضته معظم دول العالم , خلق ازمة خانقة بين الاقليم ودول الجوار , ايران , تركيا , سوريا . اضافة الى بغداد التي عارضته جملة وتفصيلا . الاتراك من جانبهم .. اعتبروا ذالك الاستفتاء مؤامرة كبيرة , المقصود منها تركيا لانها تحوي الخزين الاكبر من الاكراد , وهي غير مستعدة لذالك الانفصال الذي سيهدد وحدة وتماسك تركيا , ويخلق كيانات من شأنها اضعاف تركيا , لذالك حشدوا الجيوش والاليات واستعدوا لاسوأ الاحتمالات , والرئيس اردوكان , هدد الاقليم بصريح العبارة , بحجة الحفاظ على وحدة العراق . اما ايران , فالاعلام الاسرائيلية التي رفعة في الاستفتاء , ان هي الا رسالة واضحة لايران , بان الاسرائيليين سيكونون على مرمى حجر من العاصمة طهران , وان ايام العز والاستقرار التي عاشتها ايران , قد ولت والى الابد , وعليها ان تعيش في حلقة الخوف والقلق , وتعاني من الاختناق الذي سيظل ملازما لها , ما دام الوضع على ما هو عليه , وعدوها اللدود يترقب حركاتها وسكناتها . مما دفع بالايرانيين الى تحشيد قوة عسكرية على الحدود بينها وبين الاقليم , واغلقوا الاجواء والحدود البرية واطلقوا التهديدات في حالة استمر الاستفتاء . وسوريا ايضا رفضت ذالك الاستفتاء ولم تعترف به واغلقت حدودها ومعابرها مع الاقليم , واعتبرت نفسها معنية هي الاخرى , واستشعرت بالخطر جراء الاستفتاء .

نعود الان الى العراق , باعتباره المعني الاول والاخير بذالك الاستفتاء , وان اقليم كردستان يقع داخل حدوده و يكمل وحدة العراق الجغرافية , والاكراد ابناء الوطن " العراق " وشركاء في العملية السياسية ولهم اعضاء في البرلمان , ولهم رئاسة الجمهورية , ونائب رئيس البرلمان , ووزير المالية وقبلها الخارجية , وحصتهم 17 بالمئة من خزينة الدولة , وقد ساهموا في كتابة الدستور , لكنهم لم يتفقوا مع المركز بخصوص الاستفتاء والانفصال , وقد اجروا ذالك الاستفتاء , رغم علمهم برفض المركز , وعدم القبول به , حتى ان المحكمة الاتحادية رفضته , ولم تؤيد اجراءات الانفصال . وهددت شخصيات سياسية كبيرة , باستخدام القوة , واجبار الاقليم على التراجع واعادة الاوضاع الى ما كانت علية قبل الاستفتاء . وبعض السياسيين ذهب ابعد من ذالك , الى اخضاع الاقليم والاطاحة بمكتسباته التي حصل عليها بعد التغيير . وان الاستفتاء وما رافقه من اجراءات غير دستورية , لا يمكن لها ان تعيد الجرة التي كسرت , الى ما كانت عليه , وان التعامل مع الاكراد لا يمكن له , الا ان يتأثر بتلك التجاوزات التي لم تراعي , حرمة الاخوة والمصير المشترك , والعهود والمواثيق التي ابرمت بين الجميع, ولم تراعي الالتزام بروح الدستور الذي تم بالتوافق .

اننا نقولها بصوت عال , بان الاكراد , ابناء هذا الوطن العزيز الذي عاش ابنائه في ظل القتل والتهجير والسجون , وعانى الامرين في العهود والحقب التي مر بها العراق , واننا نشد على يد السيد الدكتور حيدر العبادي . الذي اثبت احقيته بقيادة العراق , التي تحتاج الى صدر واسع , وقلب يحوي الجميع . لقد قال السيد العبادي [ سنقاتل من اجل الاقليم لو تعرض لاي اعتداء او هجوم ] وهذا التصريح .. الذي ان دل على شيء , انما يدل على ان السيد العبادي لا يتعجل قرع الطبول , والاستقواء على ابناء الوطن , وانه يأمل ان يحل الامر بالتي هي احسن , وانه .. يحكم العقل والمنطق , في رسم خطواته , ويأخذ بعين الاعتبار وحدة الوطن , وحقن دماء الجميع , وعلى السيد البرزاني ان لا يستفز الجميع ايضا , بارسال المزيد من القوات الى كركوك , ليبدو الامر كتحد للجميع , لان كركوك مدينة التنوع وبالامكان الاتفاق على ادارتها , كي يربح الجميع , ولا تتطور الامور الى ما لا يحمد عقباه . ان حظن الوطن اكبر وصدر الاخوة اوسع واعمق , ونتمنى ان تكون جميع الحلول للمشاكل الداخلية , تاتي كما يشتهي ابناء الوطن .. بعيدة عن التشنج والتهور , فلا زال العقلاء من ابناء وطننا يديرون دفة الامور ليصلوا بها الى بر الامان . ان الاصوات التي تنادي بقرع الطبول والهجوم على كردستان , ان هي الا اصوات النشاز التي تحاول الرقص على دمائنا جميعا , ان الاكراد , كانوا ولازالوا ابناء الوطن , وان التا ريخ سيذكر الحكماء الذين يسعون الى وحدتنا وجمع كلمتنا , وعلى جميع المسؤولين العراقيين اليوم , ان يتوجهوا الى كردستان , ليشاركوا في المصاب الاليم الذي اصابنا جميعا , يوم وفاة الاب والقائد مام جلال رحمه الله وطيب ثراه . الرئيس العراقي السابق الذي كان الخيمة التي تلتقي عندها الفرقاء , وصمام الامان , ومفتاح الحل لكل المصائب التي

كانت تصيبنا , عسى ولعل ان ياتي الحل , ليكون رئيسنا مام جلال رحمه الله ! رحمة للعراق

وصمام الامان , وحبل الانقاذ , في حياته ومماته , طيب الله ثراه , وجعل مثواه الجنة ..




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=106065
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28