يدخل في مفهوم الانسانية العديد من الاعتبارات الفلسفية فالأنسانية بشكل مجرد تدل على نوع الانسان واختلافه عن بقية الكائنات
اما اذا كان القصد جوهر الانسان فهذا يعني أننا نقف أمام تعريف شائك ومحير فهل الانسانية تشمل كل ماهو ايجابي أم انها تشمل الانسان الايجابي والسلبي فما نسمعه من وسائل الاعلام وغيرها من المواقع والكتب تعتبر ان الانسانية هي مجموعة من الجوانب الايجابية والأخلاقية للانسان ولهذا لابد من توضيح الانسانية ومراحل تطورها عبر الزمن
الانسانية في العصور الوسطى
يتضح مما سبق ان تعريف الإنسانية هو وجهة نظر العديد من الفلاسفة والادباء وحتى الاشخاص العاديين فكل منهم يرى الانسانية من منظور مختلف وهو ما جعل تعريفها محط خلاف على مر العصور فقبل الميلاد وفي عصر كان يعبد فيه الناس التماثيل رأى بعض الفلاسفة اليونانين ان في عبادة هذه التماثيل انتقاصاً للأنسانية اي انهم نظروا للانسانية من منظور العقل البشري الذي لايجب ان يؤمن بان هذه الصخور هي آلهة لهم ومع تطور الوقت بدأ بعض المفكرين الانكليز بتعريف الانسانية على انها مدى محبة الناس لبعضهم بغض النظر عن مستوى تفكيرهم وعقليتهم وفي اوربا مع بداية القرن الثامن عشر ظهرت افكار جديدة للانسانية تٌمجد الجنس البشري وتعتبره افضل مخلوق على الارض بسبب امتلاكه العقل الذي يجعله قادراً على التفكير والتغيير في مجتمعه كيفما شاء وقد وصل لبعض من اصحاب هذه الفكرة الى اعتبار الانسانية ديناً بديلاٌ للبشرية وان الانسان من حقه ان يثور على الحكام والكنائس ليحصل على حق التعليم والانتخاب وتغيير سياسات بلاده وهذه لأنه أفضل المخلوقات على الارض حسب وجهة نظرهم
اما الأنسانية من نظر الإسلام لو عدنا قليلاً للوراء وبحثنا في الكتب الإسلامية سنجد أن الإسلام لم يترك امراُ إلا وقد وضحه بالقول او الفعل فقد خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا أدم وعلمه أسماء الملائكة والشجر وكل مخلوقات الله واستخلفه فيها وهذا اكبر تكريم للانسان وجاء من بعده الرسل الذين جاءوا بدعوة الناس لتوحيد الله عز وجل بطريقة فيها الرفق واللين في التعامل حتى مع من كان يعترض هذه الدعوة وكان لسيد البشر محمد صلى الله عليه واله وسلم الأثر الأكبر في توضيح مفهوم الانسانية من خلال دين الإسلام الذي جاء به وحتى العلماء غير المسلمين يشهدون له بذلك فالتسامح وحب السلام والكرم والرفق بالتعامل مع غير المسلمين كلها صفات تدل على الانسانية وتشمل الجانبين الفعلي والروحي حتى الديمقراطية التي أوجدتها اوربا كان الإسلام قد سبقها عندما ألغى مفهوم العبودية وحرمه
ومن هنا نفهم ان الانسانية هي مجموعة من الأفكار والتصرفات الحميدة الصادرة عن الفرد والتي تدمج ما بين العقل والروح لتبين اهمية وجود الانسان وقيمته في المجتمع .
|