• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مدعي المرجعية والتخبط في أمر العصمة .
                          • الكاتب : الشيخ نزار آل شبل .

مدعي المرجعية والتخبط في أمر العصمة

( ١ )
قبل البدء أقول: ربما يأتي من لا يفرق بين الناقة والجمل ولا بين البحر والصحراء ويتحامل على من من هو أعلى منه كعباً وعلماً برميهم بعبارات متوحشة كصاحبها، ومثل هذا الشخص لا يستحق الحديث معه، وإنما الحديث سيكون مع من يعقل الكلام.
مدعي المرجعية قال في ( مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي 473 ) عدة نقاط ، منها ما قاله بعد ما نقل عن البحار قول الحسين ابن سعيد الاهوازي من اصحاب الرضا والجواد عليهم افضل الصلاة والسلام : لا خلاف بين علماءنا في انهم عليهم السلام معصومون عن كل قبيح مطلقا..).
علّق مدعي المرجعية بقوله:
( اذن هذا فهم بعض اصحاب الائمة لا انه موجود في كلمات الائمة بل في كلمات الائمة ما يوجد خلافه ).
—�— - - - - - - —�—�-
فنلاحظ أولاً : أنه نسب القول بالعصمة الى بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام بينما الموجود في عبارة الأهوازي ( لا خلاف بين علمائنا )، فأين كلمة لا خلاف وكلمة بعض أصحاب!!
وثانياً: نفى أن العصمة موجودة في كلمات الأئمة عليهم السلام ، بل ادعى أن الموجود في كلام الأئمة عليهم السلام خلاف القول بالعصمة!!
وهذا إما أنه ناشيء عن جهل بالروايات أو أن الذي لقنه الكلام قد دلّس عليه فلم يعطه روايات الباب التي ذكر فيه كلام الحسين بن سعيد، لان الروايات التي تعرضت لعصمة الأئمة متعددة منها هذه الرواية:
- معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص١٣٢ : عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين عليهم السلام قال: الامام منا لا يكون إلا معصوما، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، فلذلك لا يكون
إلا منصوصا.
فقيل له: يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل
الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة والامام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الامام، وذلك قول الله عز وجل إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم.

( 2 ) 

قال: قال الاستدلال على العصمة متأخرة في أواخر القرن الرابع...الخ
لا أدري هل هذا جهل أو تجاهل أو تدليس أو أخذه من غيره تقليداً؟
الذي نعتقده أن الرجل مقلد الى آصف محسني أو الى محسن كديور 
وسنذكر استدلال أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كأنموذج لبيان زيف كلامه وكذب دعواه لعل العقول النائمة تستيقظ:روى الشيخ الصدوق في الخصال، وعلل الشرائع، ومعاني الأخبار، وأمالي الصدوق: 
ماجيلويه عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير قال: ما سمعت والا استفدت من هشام بن الحكم في طول صحبتي إياه شيئا أحسن من هذا الكلام في صفة عصمة الامام فإني سألته يوما عن الامام أهو معصوم؟ 
قال: نعم.
قلت له: فما صفة العصمة فيه؟ 
وبأي شئ تعرف؟ 
قال: إن جميع الذنوب لها أربعة أوجه لا خامس لها: الحرص والحسد والغضب والشهوة، فهذه منتفي عنه: لا يجوز أن يكون حريصا على هذه الدنيا وهي تحت خاتمه، لأنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص؟
ولا يجوز أن يكون حسودا لان الانسان إنما يحسد من هو فوقه وليس فوقه أحد، فكيف يحسد من هو دونه.
ولا يجوز أن يغضب لشئ من أمور الدنيا إلا أن يكون غضبه لله عز وجل فإن الله قد فرض عليه إقامة الحدود وأن لا تأخذه في الله لومة لائم ولا رأفة في دينه حتى يقيم حدود الله عز وجل.
ولا يجوز أن يتبع الشهوات ويؤثر الدنيا على الآخرة، لان الله عز وجل حبب إليه الآخرة كما حبب إلينا الدنيا فهو ينظر إلى الآخرة، كما ننظر إلى الدنيا فهل رأيت أحدا ترك وجها حسنا لوجه قبيح؟ وطعاما طيبا لطعام مر؟ وثوبا لينا لثوب خشن! ونعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية؟




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=106575
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 10 / 10
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19