سيبقى الجهد الفردي للمثقف عامة علامة جديرة بالانتباه انه الجهد الذي يلخص تضحياته من اجل الثقافة ومسارها المطلوب ولكن هل تتمثل الحركات الثقافية بالأفراد أنفسهم بعيدا عن القاعدة العامة لحركة الثقافة ؟
اعتقد ... كلا ... لان ثمة ابعاد للمعنى الجماعي في دور الفرد .. وفِي مختلف المجالات ومنها الثقافة .
فالكاتب المبدع او الفنان الذي يضحي بحياته من اجل الفن والجمال والأشخاص الذين يعملون على تأسيس المبادرات الرائدة في الصحافة والمسرح والسينما والفنون الاخرى كلهم يستحقون الثناء .
إذن كيف نؤسس قاعدة جماعية للابداع الذي تكون فيه المبادرة الذاتية علامة للاتجاه الجماعي الذي تتمثل فيه النظرة الشمولية ..؟ هذا هو السؤال الذي علينا ان نتأمله ونضع له الاجابات المناسبة .
فالثقافات المحلية بموروثها العظيم لم تفقد قدرة الخيال وعوامل استثمار العلم في بناء ثقافات جمالية تمتلك شروطها بالبقاء بل تمتلك قدرات لإعادة صياغة الخيال البشري برمته قبل كل شيء .
فالموروث ترك لنا خبرة هائلة أسست حضارة وادي الرافدين .. والمعاصرة لاتتقاطع مع الحضارة وازدهارها المطلوب .. ولكن هل نحن اليوم نستطيع ان نستغني عن فلاسفتنا وعلمائنا ومثقفينا وعلوم عصرنا ..؟
كلا
نحن بحاجة الى فلسفة يتداولها الناس في البناء اليومي وعلى صعيد التطبيق لا الفلسفة بأعتبارها ألغازا ونحن بحاجة أيضا الى الجمال الخلاق من اجل الارتقاء بالذوق وحب الآخرين .. واشاعة روح التعاون بينهم .. ونحن بحاجة الى ترسيخ مفهوم التسامح والإخاء ونبذ الفرقة المقيتة نحن بحاجة الى ترسيخ مفهوم الشفافية للتعامل اليومي مع الناس ..
ونحن بحاجة أيضا الى خطاب حضاري وفكري لترسيخ مبدأ العدل والاخلاق والمساواة .. ونحن بحاجة ماسة للثقافة التي تخطو بالانسان نحو مستقبل يصنعه انساننا داخل تاريخه وبعقل ناضج وبحب اصيل للعمل والبناء .
ونحن بحاجة الى كل من يتقدم وبلا استثناء كقدوة متكاملة وناضجة من اجل صناعة مجتمع المحبة والاخوة والازدهار .
|