• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : سلبيات جامعاتنا متى يتم التصحيح .
                          • الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي .

سلبيات جامعاتنا متى يتم التصحيح

تحقيق اسعد عبدا لله عبد علي

كانت المدرسة المستنصرية ثم تلتها حوزة النجف الاشرف والتي لازلت قبلة العلم لتحصيل العلم وترفد العالم بخريجيها ,فمن هذه الأرض كانت أول المعاهد العلمية ..واليوم بعد قطار طويل من العقود أين نحن ؟؟ هل تسلمنا من أجدادنا وأكملنا المسيرة ؟؟ أم ترانا ضعنا في محاولات البداية من جديدة , او محاولة إلحاق بقطار العالم المتطور جدا ؟؟ أين مستوى جامعتنا من العالم اليوم ؟؟ هل هي حقا تعطي العلم ؟؟ هل نجحت في تحقيق منجز علمي ؟؟ اذا عدت الجامعات العالم فأي تسلسل نكون فيه ؟؟ هل لنا الصدارة العلمية بين جامعات العالم ؟؟ أم .. ؟ تساؤلات نطرحها في أفق التفكير مع حسرات تخنق النفس ؟؟
كثيرا ما يخرج عبر الفضائيات او المنابر الإعلامية عمداء الكليات ويتحدثون عن فتوحاتهم العلمية وانجازاتهم الخرافية للكليات التي يرئسوها !! بعدد الخريجين ,او بعدد المؤتمرات التي أقاموها , او ... الخ من انجازاتهم الكبيرة !! كلام نسمعه على الدوام ,لكن خلف ما نسمع حقيقة مؤلمة لا يمكن التغاضي عنها بل ها نحن نحاول طرح بعض جزئيات هذه الحقيقة المؤلمة ..وسوف نبحر في بحر سلبيات جامعاتنا نؤشرها سعيا للتصحيح .

منهاج التعليم والأطر القديمة للتدريس
السلبية الاولى : مناهج التعليم ..
إن تأثير سلبية ضعف مناهج التعليم تنخر في جسد التعليم بمختلف مراحله , فيجب إن تكون هناك ثورة في المواد التي تدرس وتكون مواكبة لجامعات العالم وان يتم تصحيح موضوع الفرق بين المادة والمنهج , فعملية تصعيد المادة وجعلها هي المنهج من الأخطاء التي نعيشها ,مثلا  مادة التاريخ هي جزء من النهج التدريسي لكن مع الأسف نحن نجعلها هي كل المنهج وهذا فرقنا مع الآخرين , وكان له التأثير السلبي على عملية التعليم مع إن العالم من حولنا يجعل من المادة جزء من المنهج لكن نحن نتعكز بالأسلوب القديم الضيق الذي لا يفيد في تطوير التقابليات أبدا ..
 ثم اعتماد طريقة التلقين لليوم في العملية التدريسية حيث لكي الطالب الجامعي ينجح يعتمد ذلك عن الكمية التي حفظها من المادة الدراسية المقررة .. وكلما كانت قدرته الحفضية اكبر كلما كان متميزا ..ويوجد المادة فقط فلا يوجد كتب خارجية ولا بحث فقط أحفظ ما يعطيك الأستاذ من ملزمة او كتاب تنجح . ويقرر مصير الطالب باختبار الحفظ في نهاية العام وهنا تكمن قسوة القانون واختفاء العدالة فالعام الدراسي يقرر مصيره ببضع ساعات يكون الحكم فيها ناجح او راسب ؟؟
تفشي ظاهرة الملازم حيث يعمل الأساتذة على طبع ملزمة ويطالبون الطلاب بشرائها والالتزام بما فيها مما يجعل النادر من الطلاب من يستلم كتب دراسية او يقرءا فيها ,مما أضاع على طلابنا قضيته الأساسية التي جاء من اجلها للكلية ( قضية تحصيل العلم ) ملتزما بملزمة الأستاذ فهي طريق النجاح وليس الكتاب المقرر .
غياب البحث العلمي الحقيقي عن مراحل الدراسية في الجامعة
وغياب البحث العلمي الحقيقي عن مراحل الدراسية في الجامعة فقط ما يطلب من الطالب في مرحلة التخرج كإسقاط فرض ليس إلا !! فيقوم اغلب الطلاب إما بشراء بحوث جاهزة او سحبها من الانترنيت وهذه الحالة متفشية بين جامعاتنا بل وتلقى التبريك من الكوادر التدريسية بحثا عن الراحة .. مع انه يجب إن يكون مادة البحث من المرحلة الاولى وعلى الطالب إن يقدم بحثا حول كل مادة يدرسها وليس فقط مادة الاختصاص, لا إن يتفاجا بدرس في أخر شهرين له في الكلية اسمه البحث العلمي ..عندها سنكسب بحث يقدم الطالب الجامعي إلى إن يتخرج خصوصا اذا التزم الكوادر التدريسية ببحث حقيقي وليس مجرد بحث انترنيت او مشترى من السوق وهنا تأتي مسؤولية وضمير الأستاذ .. عندها  سنكسب جيل علمي يبحث عن الحقيقة متمرس في هذه النقطة . ويتم غربلة الطلاب فيبقى فقط الطالب الحقيقي ويسقط المزورين وما أكثرهم وسط الجو العلمي الصحيح. .

السلبية الثانية:ظلم انسيابية القبول وقضية تعلم ما تحب
اعتماد أسلوب استمارة القبول التي تسمى بالانسيابية واعتماد المعدل هو الفيصل في قبول الكليات فيذهب الطالب حسب ما تأتي به رياح الانسيابية ولا اختيار له في الكلية التي يذهب إليها !! مما يولد أجيال تدرس ما لا تحجب بل إن الكثيرون لا يملك طموح ولا هدف ينتظر ما تأتي به الانسيابية وهكذا يستمر بدراسة ما لا يحبه ولم يمثل هدف .. فلا نجد مبدعين ولا عباقرة إلا ما ندر وبفترات زمنية متباعدة.. فهنا خللا يجب إن يتم تصحيحه..
السلبية الثالثة :    مصائب الدراسات العليا
كل العالم يشجع من لديه الطموح في إكمال دراسته فتفتح له الأبواب ويكون التنافس الشريف والشفاف بين الطلبة سمة أساسية لجامعات العالم وتعطى الأولوية القصوى من الاهتمام والمراقبة إبعادا للطارئين ومغتصبي حقوق الآخرين .. ويتم احتضان من لديه القدرة والطموح والكفاءة ويقدم له الكثير ويسير له الأمر لأنه صانع للمستقبل هكذا يصور عندهم.. لكن الصورة بالمقلوب عندنا .. أولا نتسائل لما    ذا وضع معدل 65% حيث قضى على طموح العشرات من شباب العراق ممن لم يساعده الظرف أيام دراسته في البكالوريوس لظروف العمل او ظروف البلد غير الطبيعية او لنقل هو اليوم يملك اللارادة والإصرار على التقدم العلمي فلماذا لا يفتح الباب لكل ويكون الفيصل هو الاختبار ؟؟ ما الضرر في ذلك فإذا زاد عدد المتقدمين هل سيصاب التعليم بانتكاسة ؟؟ ثم لماذا لا يزداد عدد المقاعد ويصبح ميسر بشكل اكبر لمن يريد التقدم العلمي ؟؟ لماذا لا تنشى أكاديمية تختص بالدراسة العليا بشتى الصنوف تستقبل مئات الطلاب وفق سياقات علمية وحسب الاستحقاق ؟ولماذا لا يتم تطوير إلية القبول في الدراسات العليا والتي هي مليئة بالثغرات ؟ ولماذا لا توجد سياسة بعيدة المدى والدليل التعليمات تتغير ككل عام ؟ وهنا نسجل انه في  الفترة الماضية أي السبع السنوات الفائتة مر قافلة من المزورين والانتهازيين والمرتشين وهم اليوم ضمن الكوادر التدريسية في جامعاتنا وهذه حقيقة غير خافية على احد لكن هل يمكن حل هذه الانحراف الذي حصل في السنوات السابقة ؟؟ هل يمكن كشف المزورين والمرتشين والانتهازيين وإحالتهم للقضاء هم ومن شاركهم.. انه حلم نحلمه اليوم عسى إن يصبح حقيقة في يوم من الأيام ..
السلبية الرابعة:البنايات الجامعية
 البنايات الجامعية من ناحية الخدمات ضعيفة جدا وغير مؤهلة وتحتاج لثورة في النظافة فهل يعقل إن تكون القاعات والممرات بهذه الحال وهذا لا يختص بكلية بعينها بل يشمل اغلب كلياتنا .. فالمرافق العامة في اغلب الكليات قذرة ولا يتم الاهتمام بها , والتصميم لا يخضع لدراسة بل للاهواء والانا المستخدم لا يتم على علم وفهم بل على سبيل التجربة ومرات على سبيل التباهي بين العمادات ما دام المال الذي يهدر بالملايين ولا من محاسب .. وسائل التعليم متخلفة وتحتاج إلى تطوير.. الحقيقة هناك تخلف في فن الجمال فيما يخص القائمين على العلمية الإنشائية للكليات مما جعل الفوضى هي سمت البنايات والأثاث في كلياتنا..

السلبية الخامسة: العلاقة المفقودة بين الطلاب والمجتمع
السلبية الخامسة: العلاقة المفقودة بين الطلاب والمجتمع.
محور العملية الجامعية هي خدمة المجتمع.. ففي دول العالم يقوم الطلبة بنشاطات لخدمة المجتمع لتحقيق نوع من التفاعل بين الطالب الجامعي وما يحمل من معرفة وبين المجتمع.. وهذا يغرس فيه حب العلم وتأصيل خدمة المجتمع والتفاعل مع معاناتهم ومحاولة رفع الهم والظلم عن الناس وتحقيق التكافل الاجتماعي الكل يساعد الكل.. وسيعطي صورة مشرقة عند المجتمع عن الطلبة الجامعيون وجامعاتهم بما تصنع من جيل يريد إن يغير الأرض نحو الأحسن.. هذا يصنعه الغرب وهو من صميم ديننا وقيمنا لكن نحن كسالى ومتقوقعين بطرق لا تقدم شيء للمجتمع محولين أروقة الجامعات إلى أشبه شيء بمتنزه للقاء العشاق ليس إلا !! 
السلبية السادسة:إلية اختيار العمداء الكليات
الخ,نقطة أساسية تحتاج لوقفة من قبل رئاسات الجامعات ومن قبل الوزير شخصيا , فيكون هناك سقف زمني لكل عميد ويقدم برنامج ثم يكون هناك تقييم للأداء ,ويكون الاختيار عبر انتخابات حرة ثم المستحقين وبشكل شفاف ويقدم كل منهم برنامجه كي يحاسب على ما قدم من برنامج وتكون هناك لجان متابعة بكل صدق لا مجرد لجان تشكل لا تفعل شيء تتابع عمل العمداء كي يكون العمل قائم على خوف المتابعة ولجان التفتيش ولا يترك الأمر من دون أي رقابة ومسائلة وتضيع الكليات بتشكل بطانة للعميد وتكتلات ,و....الخ,  والخاسر الوحيد هو العراق والعملية التعليمية.
الختام:
هذا بعض ما يعرفه الناس من أمور غير خافية على البسطاء من الناس فما بال المسئولين وأهل القرار لا يقدموا على قضية التصحيح ؟ مستقبل البلد في خطر هذه السلبيات وغيرها الكثير والتي تشبه مرض السرطان والذي يهدد الجسد بأكمله إن لم يتم استئصاله.. هل نستمر بعملية الضحك على الناس ونقول أن لدينا دراسة جامعية حقيقية ؟ عسى أن يتم التصحيح .. 
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=10842
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 10 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28