• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ] [٩] .
                          • الكاتب : نزار حيدر .

أَلذِّكْرَى [الأَربَعُونَ] لانتِفَاضَةِ [ الأَرْبَعِينَ] [٩]

    [يا صدَّام گُل لِلبَكِر ذِكر حسيَن مَنعُوفَه].
   بهذا الشِّعار الأَزلي الذي يُترجِم الهِتاف الخالد [أَبد والله ما نَنسى حُسينا] و [أَبد والله يازهراء ما نَنسى حُسينا] صدَحت حناجر أَنصار الحُسين السِّبط (ع) لتشقَّ الأَثير إِلى عَنان السَّماء! منذُ لحظة إِنطلاقتهُم من النَّجف الأَشرف وحتَّى لحظة تنفيذ حُكم الاعدام بهم في سجونِ الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين في بغداد!.
   كانت المجموعةُ فئةً قليلةً حاصرها النِّظام الارهابي بكلِّ جبروتهِ! فقرَّرت أَن تكسِرَ الحَصار بالشَّهادة لتتدحرجَ الكُرة حتَّى باتت اليوم سيلٌ هادِرٌ من عَشراتِ ملايين النَّاس يتجمَّعون عند مرقدِ الشَّهيد إِبن الشَّهيد في كربلاء مِن كلِّ حدَبٍ وصوبٍ وهُم يردِّدونَ ذاتَ الشِّعار [أَبد والله ما نَنسى حُسينا]!.
   أَوَليسَ هذا دليلٌ على أَنَّ دم الانتفاضة الباسِلة إِنتصر على سيفِ الجلَّاد الطَّاغية الذَّليل؟! كما انتصرَ دمُ الحُسين السِّبط (ع) على سيفِ الطَّاغية الأَموي ابْن الطُّلقاء وحفيد الطُّلقاء يزيد!.  
   لقد شاءَ الله أَن يكونَ الدَّم هو الثَّمن الذي يدفعهُ المؤمنونَ لحمايةِ الاسلام من الانحرافِ والزَّيف والزَّيغ منذُ أَن أَذنَ الله تعالى بقتلِ الحُسين السِّبط (ع) وأَهل بيتهِ وأَصحابهِ في كربلاء في عاشوراء عام ٦١ للهجرة ولحدِّ الآن وإِلى يَوْمِ يُبعثون!.
   وللدَّم الذي ينزفُ من نُحورِ الشُّهداء أَثرٌ مدوِّي يجرف الطُّغيان ويفضح الطَّاغية ويُدمِّر عروشَ المستبدِّين الظَّالمين! لماذا؟!.
   لقد قالَ الله تعالى في مُحكمِ كتابهِ الكريم {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا}  والشَّهيدُ هو القتيلُ المظلوم الذي وليَّهُ الله تعالى الذي يصف ذاتهُ المُقدَّسة بقولهِ {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ} وقولهُ {فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} فليسَ في أَخذِ الله تعالى للظَّالمِ لينتقِمَ للمظلومِ [الشَّهيد] الذي هو سبحانهُ وليُّهُ إِسرافٌ أَبداً، وهو العدلُ الذي وصفَ ذاتهُ المقدَّسة بقولهِ {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ}!.
   لقد كانت تضحيات أَنصار الحُسين السِّبط (ع) في هذهِ الانتفاضة في القمَّة لأَنَّها جاءت بينما كانَ نِظامُ الطَّاغية الذَّليل في قِمَّة التوحُّش والارهاب والقَسوة والجبروت! كما كانت ماكينتهُ الإعلاميَّة الضَّخمة في قِمَّة إِنتاجها! ففي تلك السِّنين إِشترى النِّظام كلَّ الأَقلام المأجورة والمُبتذَلة! العربيَّة منها والأَجنبيَّة بالاضافةِ إِلى الأَقلام العربيَّة التي انتشرت آنذاك في العديدِ مِن دُوَل العالَم وخاصّةً في أُوربا!.
   كما أَنَّ أَجهزتهِ [الأَمنيَّة] والعسكريَّة كانت في قمَّة حركتِها ونشاطِها، إِذ كان النِّظام الديكتاتوري وقتَها يُنفقُ [٧٠٪؜] من ميزانيَّة الدَّولة على الجيش والأَمن والمُخابرات ووسائل التَّعذيب التي كانت تُصنَعَ لهُ خصِّيصاً في أَلمانيا!.
   أَمّا حضورهُ السِّياسي والديبلوماسي [الاقليمي والدَّولي] فكانَ في الذَّروة!.
   وسطَ كلَّ هذا جاءت إِنتفاضة صفر الظَّافِرة عام ١٩٧٧.   
   ولذلك يُمكنُ وصفَها بـ [أُمِّ الانتفاضات] أَو [عرُوسِ الانتفاضات] في تاريخِ الْعِراقِ المُعاصر!.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109253
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29