• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : بغداد, والتعليمُ والعجزِ .
                          • الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي .

بغداد, والتعليمُ والعجزِ

وزارة التربية, وكما هو متعارف عليه هي الجهة الحكومية المسؤولة عن التعليم في العراق, وهي ضمن تشكيلات مجلس الوزراء العراقي, يكون الوزير هو المسؤول عن ادارتها وتتألف الوزارة من 20 مديرية مُنتشرة على عموم العراق عدا إقليم كردستان, حضت بغداد بالعدد الأكبر من هذه المديريات, حيث تحتوي على 6 مديريات للتربية موزعة على مختلف مناطقها الموجودة بجانبي الكرخ والرصافة .
مر التعليم في العراق بمراحل عديدة ومتنوعة ومتباينة في المستويات, فمنذ نشأته في عام 1921 شمل كافة المسارات العامة والخاصة, وصولاً لعام 1970 حيث أصبح التعليم عاماً ومجاني وعلى جميع المستويات, وأخذ طابع الالزامية في التعليم في مرحلته الابتدائية الأمر الذي جعل مسؤولية وزارة التربية أكثر أهمية بحكم التزامها بالدراسات الابتدائية والثانوية والمهنية, تميزت تلك الوزارة في مرحلة 1970- 1984 حيث كان نظام التعليم في العراق من أرصن وأقوى وأفضل أنظمة التعليم على العربي اولاً والعالمي ثانياً وباعتراف المؤوسسات والمنظمات المرتبطة وبشكل مباشر بالتعليم وسلوكياته, ومن ناحية أخرى معدل الطلبة المشاركين في التعليم الذي أمتاز بالأغلبية القصوى, وأنخفاض مستوى الجهل والأمية لأقصى قدراً ممكن, بعد هذه المرحلة ومجيء سنوات الحرب مع أيران الأمر الذي جعل التمويل يتجه بالاتجاه العسكري مبتعداً عن التوجه العلمي, الأمر الذي أثر وبشكل سلبي على وضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لأدارة التعليم بالشكل الصحيح, وبعدها وصولاً لسنوات التسعينات الى 2003 السنوات الناجمة عن حرب الخليج والعقوبات الأقتصادية الى أضعاف المؤسسات التعليمية في العراق مقارنةً في السنوات الذهبية السابقة التي كان يعيشها.
مرحلة ال14 سنة منذ 2003 والى يومنا هذا, بتعاقب الدورات الأنتخابية والحكومات المترأسة, والوزراء الذين شغلوا منصب وزارة التربية, عانت الوزارة وبشكل كبير من القيام بالتعليم في العراق بشكل عام على الرغم من ثبات موازنة التعليم وبشكل كبير مقارنة بالموازنات السابقة, وفي الوقت الذي كان من المتوقع النهوض بواقع التعليم أصبح الأتجاه عكسياً نحو هدم المؤسسة التعليمية بمختلف المجالات والقطاعات .
مسؤولية المديريات ال20 المنتشرة في كافة أنحاء العراق, لا يمكن أن يقتصر عملها بالارقام وتسجيل الاحداث فقط, ففي كل مديرية هنالك قسم الأستثمار الذي يأخذ ع عاتقه وبشكل مباشر تطوير وتأهيل المدارس والقيام بها بأبهى صورةً ممكنة, ولكن ما نشهده حالياً يتباين الامر به عكس ذلك, فـ6 مديريات في بغداد عاجزة عن أدارة العملية التربوية في العاصمة بالشكل الصحيح, فالعجز يصيب المؤسسة التعليمية ومن مختلف المحاور, فنشهد عجزاً على مستوى عدد المدارس الذي انتهى به الحال لجعل دوامين أو أكثر في مدرسة واحدة وحجم المعاناة التي تشهدها تلك المدارس من أستهلاك للبنى التحتية اولاً وجهود الطلبة ثانياً خصوصاً في مسألة تنويع الدوام بين صباحياً ومسائي, والعجز الثاني يدور حول عدد المعلمين والأساتذة مقارنة بعدد الحصص التي يجب أخذها في كل صفاً من تلك المدارس, الى يتجه بنا الأمر بعد أن كان مستفيضاً نحو أمراً واحداً لا يمكن النقاش فيه الا وهو عجز المؤسسة التعليمية وبشكل كبير عن ادارة التعليم في العراق وعلى كافة الاصعدة ولمختلف الأسباب ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=109271
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29