• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : جنيات ح4 الراكب على الفيل .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

جنيات ح4 الراكب على الفيل

الراكب على الفيل المتعمم بالثعبان هو واحد من اشرس عفاريت الجن , واشدهم مراسا , واصعبهم ترويضا , لا يجوز ذكر اسمه الحقيقي , لان في ذلك خطر على كل من يقرأه , لذا يكتفي الروحانيون بذكر صفته وهيئته , فلا ضرر في ذلك .
يستلزم تحضيره وتسخيره اسبوعين , اسبوعين في الصحراء او أي مكان خال , برياضة واستعدادت معينة , واشراف استاذ خبير , كما وان هذا العفريت يحب نوعا من انواع البخور , لذا فيجب اعداده له , كي يسارع الى الحضور , ويقبل دعوة المعزم ( الشخص الذي يقوم بالتحضير ) .
حين طرح استاذي الموضوع عليّ , ترددت كثيرا , فلا املك الشجاعة الكافية , لكن استاذي وعدني بأن يوفر لي كل ما من شأنه تذليل الصعاب , واخيرا قبلت الفكرة , وبدأ استاذي بتقديم الشروح النظرية , واخبرني بكل ما سيحدث في تلك الخلوة , واني قد اتعرض للكثير من المغريات من اجل ان انهي موضوع التحضير هذا , وطلب مني ان لا استجيب لتلك المغريات , وان امضي قدما .
في صبيحة اليوم التالي , انطلقنا انا واستاذي وعدد من زملائي الطلاب , وشرح لي الاستاذ كل ما هو ضروري , وبالذات طرق التحصين , التي يجب ان احمي نفسي بها من شرور ذلك العفريت واعوانه , ودعوني جميعا وانصرفوا , شرعت بالتحصين الاول , وهو ان ضعت سبابتي اليمنى على الارض ورسمت دائرة حول مجلسي , اثناء رسم الدائرة اتلوا اية الكرسي , حيث انتهت الدائرة عند نقطة البداية , وعندها يجب ان اصل الى قوله تعالى ( وهو العلي العظيم ) , وتلوت التحصينات الاخرى , واطلقت البخور , وشرعت بالعزيمة ( ...... شمّ دخنتي واقبل دعوتي , واحضر في مكاني هذا .... الوحا الوحا العجل العجل الساعة الساعة , بارك الله فيكم وعليكم ) , العديد من المرات , دبر كل صلاة مفروضة .
حلّ الليل سريعا , وعندما فرغت من قراءة العزائم , جلست وطلبت حضور زملائي الجن , الذين لبوا دعوتي بسرعة , وطلبت منهم ان يعنوني على هذا العمل , لكنهم بمجرد ان ذكرت لهم الاسم ( اسم العفريت ) , اعتذروا و لاذوا بالفرار , جلست وحيدا , ولم يحدث شيء غير عادي .
في الليلة الثانية , اقبل عليّ عدد من الجن , بهيئات مختلفة , وطلبوا مني ان اكف عن هذا الامر , فلم اقبل نصحهم , وهكذا توالت الليالي , في كل ليلة يحدث امر عجيب , بل لا يمكنني ان اتصوره حتى في الاحلام.
مرّ اسبوعين , وحان اللقاء بذلك العفريت , انتهيت من قراءة العزائم والاقسام , وجلست عدة لحظات للتأمل , حتى شعرت بالملل من الفراغ والوحدة , فقررت ان اشغل نفسي بشيء من الصلاة وقراءة القرآن , فلم اشعر بالنعاس تلك الليلة , وبعد عدة ساعات , تراءى لي من بعيد ان شيئا يتحرك نحوي , بدا لي انه فارس , او شخص ما يركب شيئا ما , الى ان اقترب اكثر وبان تماما وواضحا , فيلا ضخما , يركبه شخص اضخم , غريب الهيئة , لا قبيحا ولا جميلا , يلف ثعبانا ضخما على رأسه , كأنه اتخذه عمامة , ويتكلم منزعجا :-
-    من هذا الذي دعاني الى هذا المكان ؟ .
 فهاج وماج حولي , محاولا ارعابي , وبث الذعر في قلبي , تارة اغمض عيني , وتارة اصبر نفسي بأن كل ما يحدث مجرد خيالات لا اساس لها , الا ان وقف امامي , قريبا جدا , ربما على بعد متر واحد او اقل , فرفع الفيل قدميه الاماميتين , كأنه يريد ان يدعسني , فايقنت من انه لا يمكنه ان يجتاز الحصن , وهو يعلم بذلك , لكنه يقصد ان يفزعني , فلعلي اخرج من منطقة الحصن , وينال مني .
فحام حولي , باحثا عن أي نقطة ضعف في الحصن , فيدخل لي من خلالها , فلم يجد , وهكذا دخلنا انا وهو في صراع , كل منا يحاول ان يروض الاخر , فتلوت كافة انواع الزجر التي اعرفها , كي يهدأ , لكنها لم تنفع ضده , وجلس غير بعيد , وامر الفيل بأن ينفخ بوجهي , والثعبان كذلك , شعرت بضيق الصدر وصعوبة التنفس , فشربت بعضا من الماء والسكر , كما امرني استاذي , فشفيت , ولم ينفعه ذلك , وبقينا على هذا الحال عدة ساعات , اجرب فيها كل الطرق من اجل ترويضه واخضاعه لارادتي , وهو كذلك , فلم افلح انا ولا هو .
الا ان جائتني فكرة , مرت على بالي , كنسيم الهواء , وهي ان اقرأ سورة الفيل , لعلها تكون القاضية عليه , والحاسمة للامر كله , فشرعت بالقراءة , بينما هو تغيرت احواله , واخذ يهوج ويموج , وكأنها تؤذيه , وبدأ بالصراخ , وتمرغ في التراب , فسقط من الفيل , واخذ يتوسلني بالكف عن قراءة تلك السورة , وانه سيكون تحت امري وامرتي , لكني لم استجب لتوسلاته , حتى لاحظت علامات الجزع عليه , فتوقفت وطلبت من العهد والميثاق , فقبل , تناولت جريدة كانت على يميني , قد كتب عليها الاستاذ اية الكرسي , فأمسكتها من طرف , وقدمت الطرف الثاني له , فأمسكها بيمينه , وتلوت عليه الميثاق وردده بعدي , وهكذا احكمت سيطرتي عليه , وعلى فيله وثعبانه , ولم يبق على شروق الشمس الا ساعة او ساعتين , فيجب عليّ انهاء التحضير , ويجب علي العودة الى البيت , فشرعت بأنهاء التحضير , واتلوا عزائم انصرافه , بينما انا كذلك قال لي :-
-    عندي طلب صغير .
فقلت له ( اطلب ! ) .
-    بلكي اتجيبلي كومبيوتر .
-    شتسوي بيه ؟ .
-    اريد اشترك على الفيس بوك  !!! .
  

                                                   حيدر الحدراوي
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11041
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 04
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15