• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ماعده غيرة المايحارب البعث .
                          • الكاتب : عباس العزاوي .

ماعده غيرة المايحارب البعث

 دعوني اليوم اخاطب كل العراقيين ممن يقرأون ماأكتب, بطريقة ربما لم يعتادها احد من قبل في كتاباتي المتواضعة, ودعوني اعتذر مسبقاً لكم ان كنت سأخدش حياءكم ببعض المفرادت الخشنة , ففي الصدر غصة تكاد تقتلني ولوعة تستدر دموعي كلما رايت طفلاً ايتمه البعث ودمر حياته ومستقبله وأذله الفقر والحيف وكسر خاطره العوز والفاقه, وماأكثرهم في عراقنا الجريح ,عراق النفط  والحفاة ,عراق الخير والحرمان, فتقبلوا مني هذا البوح ولايضجرنكم بكائي ياأحبتي فالمصائب اعظم من خيالي وخيالكم والكوارث التي مرت وتمر اوسع من صبري النافذ واكبر من قدرتكم على الاصغاء!!!
كما ان للبعض خطوط حمراء لايسمح للاخرين تجاوزها, نحن ايضا كعراقيين ذاقوا مرارة  الحكم البعثي المتغطرس وآلته العسكرية المتحزبة والمدجنة , لنا خطوط حمراء مصطبغة بلون دماء ابنائنا وآبائنا واصدقائنا ودموع امهاتنا وحسراتهنّ الحارقة, خطوطنا واضحة ومعروفة للجميع , فنحن  لانعرف غير حقيقة واحدة حول هذا الحزب الدموي الساقط اخلاقيا ومبدئياً وتنظيمياً, كونه ومن آمن به وسانده ودافع عنه ومن تبعه باجرام الى يوم الدين ,عبارة عن مجموعة من المسوخ التي تسمى بشراَ تجنياً على الجنس البشري.
 بعد كل ماحدث وكل الدماء التي سالت بسبب هذه المجموعة من الزنادقة المأبونين وقوادهم المقبور, مازلنا نسمع اصوات الشياطين والابالسة تصرخ بنا للكف عن محاربة البعث واذياله وايتامه! وتدعونا للصفح والمسامحة اذا اردنا بناء الوطن, ولا وطن دون ثلة المرتزقة المجرمين!! ,ولاامان دون امان المفسدين القتلة!! ولاسلام دون ان ياخذ ازلام البعث حقوقهم ...ولكن اين حقوق ضحاياهم ياشياطين الانسانية المزيفة ؟ وهل سيصفح عنّا زناة الليل وعصابات الحزب الفاشي ان نحن سامحناهم ؟ سيما بعد ان تركنا مؤخراتهم الزيتونية العفنة مرتعاً لركلات بساطيل الامريكان , وهاهم يعودون الكرة دون حياء او خوف للتلصص والتخطيط ليلاً لتدمير بلادنا والعودة من جديد للتسلط على رقاب الابرياء ليذيقوا شعب العراق كأس الذل والهوان مرة اخرى ,كما فعلوها مع زعيمنا الخالد عبد الكريم قاسم فهو الاخر سامحهم .. سامحه الله !!  وقد كانوا في قبضته ...الا نتعلم من دروس الماضي؟. لاعفا الله عنّا أن عفونا عنهم , ولا اذاقنا الله حلاوة العيش ان تركناهم بمأمن من سطوة القانون والعدالة! ولانهم ليسوا قدوة لنا لانريد ان نقتص منهم كما كانوا هم يفعلون بنا , مع انهم اهلاً لذلك ولاكرامة لهم.
  نعم .... نقبل بعودة البعثيين " الابرياء" حتى المتآمرين منهم لكن بشروط ان توفرت كان بها , والا فلاتعيدوا على اسماعنا تخرصاتكم وادعاءاتكم السمجة ياساسة الصدفة!! ,ببراءة من أُلقي القبض عليهم في الاونة الاخيرة ممن توفرت لهم فرص العيش بين العراقيين بسلام شرط ابتعادهم عن السياسة ومراكز القرار لكنهم أبوا الا الخيانة والتآمر مرة اخرى ظناً منهم برجوع عقارب الساعة الى الوراء وامانيهم بالعودة لحكم البلاد بعد ان نزعوا سراويلهم في اول معركة حقيقية يواجهونها بأنفسهم وليس باجساد وارواح ولد الخايبة!

  اقول نعم ... ارضى وارحب بعودتهم  , لكن ...شرط ان تعيدوا لي أبي وعمي وابن عمي واخوتي واصدقائي وجيراني ... اعيدوا لنا محمد لفتة , وحيدر حسن واخيه فلاح وكاظم خلف وكنعان وعلي والي وعيدان علي  واخويه سعدون والشيخ سعيد علي, وخالد كاظم ابن اخي واخويه ابراهيم  وخليل الذي ذُبح في منطقة ابو غريب, وسيد حرز واخوته الخمسة , وسيد جاسم امام مسجد ( سيد الرسل ) والمصلين معه وبيت سيد جليل وابناءه واخوته,  اعيدوا لي, صديقي الحبيب جهاد عبد الامير , وعبد الحسين عبيد ,.. اعيدوا لنا الشهيد سيد حسين الذي مزقت رصاصات البعثيين جسده الطاهر في وضح النار وامام بيته ومن ثم سحلوه في شوارع الثورة حتى ساحة (55) ليترك يومين هناك تحرسه كلاب البعث كي لايدفن جثته احد .....
 اعيدوا لنا الشباب التي كانت تُعدم في ساحات "كسره وعطش"  وسط زغاريد العاهرات من وكيلات الامن ...اعيدوا لي صحبتي وطفولتي ,اعيدوا لنا  ضحكتنا وفرحتنا , اعيدوا لنا اعيادنا التي قضيناها دون ملابس جديدة  ودون فرح, ودون عيدية ... ودون قطعة حلوى ... ونحن ابناء عراق النفط !!! اعيدوا لنا فرحة الطفولة ومرحها  اعيدوا لنا مستقبلنا الذي ضاع واصبحنا خارج دائرة تكنقراطكم الموقر بسبب رفضنا للنظام السابق. اعيدوا لنا كل من قضى نحبه بيد البعثيين في سجن ابو غريب ( الخاصة)  والشعبة الخامسة والرضوانية والمخابرات و مديرية الرعب (الامن) العامة  , ايقضوا  لنا كل سكان المقابر الجماعية المنتشرة على طول العراق وعرضه , ففيها قلوبنا وارواحنا التي اعتصرها التراب وفيها عيون احبتنا التي شهدت جريمة وأد الشعوب وليشهدوا كل هؤلاء على صلحنا وعفونا الملائكي المقدس الذي تبتغون!!
 ان قدرتم على اعادة هؤلاء الى الحياة واصلحتهم كل هذه الاشياء التي احترقت ودُمرت في حياتنا سنعفي عنهم ونبدأ من جديد , بنسف الحجب المتعاظمة بيننا طوال السنين الماضية...  والعيش بسلام وأمان تام ..... والا فلا تتاجروا بدمائنا وحياتنا ...فأهل الدم اولى به , ومن يريد منكم  يادعاة السلام الكاذب ان يصبح قديساً ومتسامحاً يتفطر رحمة وسخاءاً على حساب دمائنا فليقدم اهل بيته واحبابه قرابين على دكة مذابح البعث!! وبعدها سنستمع لنداءاته المباركة وفيض طيبته المتفجرة  خيراً وسلاما!! ان أستطاع الى ذلك سبيلا .
ختاماً اقول نحن امام مسؤولية تاريخية كبيرة كافراد اوجماعات , كاحزاب اوتنظيمات , داخل السلطة او خارجها , فهذه المرحلة الحرجة  من تاريخ العراق تحتم علينا الوقوف والتصدي بحزم وشراسة ضد البعث وانصاره واذياله ورفض عودتهم مهما قدمنا من تضحيات جديدة تضاف الى رصيدنا الهائل من الدماء التي اهرقت سابقاً, فعراقنا الحبيب مازال يتلمس طريقه بحذر شديد  وبخطوات متعثرة  ـ بفعل فاعل ـ نحو دولة القانون والمواطنة, دولة الديمقراطية والحريات, لان اي تنازل نقدمه الان الى هؤلاء الاوباش مهما صغر حجمه سيكلفنا الكثير مستقبلاً وسيكلف الاجيال القادمة خسائر اكثر فداحة من خسائر الامس , وليس من المروءة في شي التخلي عن اهلنا وبلادنا الحبيبة بحجج واهية امام خطر عودة حزب العصابات المنحل ,ولايجب ان نستصغر اي فعل نقوم به في محاربة البعث سوى بمقالة او رسالة الى قائمة الاصدقاء تشرح جرائم البعث او حتى تعليق من سطر واحد على مقال مغرض يبرر للبعث وعودته, لان محاربة البعث الفاشي واتباعه واجب انساني ووطني واخلاقي وديني مقدس .....  وماعده غيره المايحارب البعث ...ماعده غيره .
 

عباس العزاوي

 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11059
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29