• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : هكذا سيكون الخطاب البعثي بعد الانسحاب الأمريكي .
                          • الكاتب : اياد السماوي .

هكذا سيكون الخطاب البعثي بعد الانسحاب الأمريكي

لا شكّ أن القرار الأمريكي بالانسحاب الكامل من العراق نهاية العام الحالي قد قوبل بارتياح رسمي وشعبي , ففي المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قال (( ستنسحب جميع القوات الأمريكية من العراق وفق المواعيد المقررة والمتفق عليها وكذلك فإن جميع القواعد الأمريكية قي العراق ستغلق مع نهاية هذا العام , وقال أيضا إن جميع حجج ومبررات الجماعات الإرهابية لاستخدام السلاح وسفك الدماء قد انتفت مع هذا الإعلان )) .
أي بمعنى إن هذا الإعلان قد سحب البساط من تحت أقدام الجماعات المسلحة والتي اتخذت من الاحتلال ذريعة لسفك الدماء وتدمير المنشآت الاقتصادية للبلد . وحزب البعث المنحل بجناحيه هو من أكثر الجماعات التي ركبت موجة مقاومة الاحتلال متصوّرا إن ركوب هذه الموجة ستمسح من ذاكرة العراقيين الجرائم البشعة والقذرة التي ارتكبها هذا الحزب الفاشي والدموي بحق أبناء الشعب العراقي والدمار الذي ألحقه بالعراق بسبب سياسات رأس النظام المقبور وما تسببت به هذه السياسات الرعناء من دمار شامل .
وبعد أن أصبح الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية في العراق واقعا لا محالة , بعد إعلان الرئيس الأمريكي ميشيل أوباما ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي , بدأت جرذان البعث تهيئ الأجواء للاستمرار بمحاربة النظام القائم بحجة أن هذا النظام منصّب من قبل الاحتلال الأمريكي وبالتالي فإن إزالة هذا النظام هو الهدف النهائي لإزالة آثار هذا الاحتلال.
والعراقيون جميعا يدركون إن ادعاءات البعث بالمقاومة ما هي إلا محاولة بائسة لإعادة رسم الصورة المشوهة التي خلفها المقبور صدّام ونظامه العفلقي المجرم , وقد يلتقي هذا الخطاب مع خطاب القاعدة الإجرامي في ضرورة التصدي للرافضة في العراق , وبالتالي فإن مؤشرات الخطابين تؤكد استمرار العمليات الإرهابية المسلحة في العراق , فالبعث العراقي الملاحقة قياداته بجرائم ضد الإنسانية اقترفها خلال فترة حكمه المظلمة في العراق , قد جعل من الاحتلال قضية يختبأ وراءها ليسفك الدماء ويزهق الأرواح ويدمر المنشآت , مع العلم إن سياسات هذا الحزب المدمرة هي التي تسببت بمجيء هذا الاحتلال .
ولطالما كانت بيانات هذا الحزب الإجرامي والدموي تؤكد إن هذا الاحتلال سوف لن يغادر البلد وستكون له قواعد عسكرية دائمة في طول البلاد وعرضها , وبالتالي فإن غطاء المقاومة سيوفر له شرعية الاستمرار بهذه المقاومة .
لكن الآن وبعد هذا الإعلان الرسمي وبعد هذا الانتصار الكبير الذي تحقق بفضل الإرادة الصلبة لرئيس الوزراء نوري المالكي تحديدا والذي أصرّ على عدم الإبقاء على أي جندي أمريكي بعد نهاية هذا العام وعدم إعطاء أي ضمانات بالحصانة لهم في حالة الإبقاء على البعض منهم كمدربين للجيش العراقي , يحاول البعث المجرم أن يجد له ما يمدّه من مبررات للاستمرار في إيذاء الشعب العراقي , فهذا الحزب المحظور نشاطه في العراق بموجب الدستور العراقي بسبب جرائمه الوحشية ضد الإنسانية يريد أن يعيد ماضيه القذر في المؤامرات والانقلابات العسكرية , معتقدا أن الظروف التي جاءت به للسلطة عام 1968 يمكن إعادتها من جديد بعد الانسحاب الأمريكي من العراق , مستغلا وجود البعض من جرذانه في القوات المسلحة العراقية والذين تسللوا من خلال عملية المحاصصة اللعينة التي قامت عليها العملية السياسية الجارية .
 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11094
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29