• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : النواب .... .
                          • الكاتب : هشام شبر .

النواب ....

(قبل أن يُرفع الستار يسمع ( اغنية روحي لا تكلهه شبيج  بصوت الممثل  يتخلل  صوت الاغنية أصوات نباح كلاب  وريح قوية  واصوات رصاص  و صوت القطارات و صفيرها.. )

( اضاءة على المكان  )

(  محطة  مهجورة  فيها بعض العربات المحطمه  وسكة حديد متأكلة ومسطبة  مكسورة   ونفايات  منتشرة  على الارض )

 

هو : البرد قارص  يجعل الروح تنحني  اشتهاء للموت ...

( يخرج  علبة سجائرة ويخرج سيجارة ويشعلها وينفث الدخان الى الاعلى )

 

 لا قيمة لحياة ولا معنى لموت، وليس ثمة فارق إن متّ في العشرين أو الثمانين من عمرك، محكومًا بالإعدام أو في سرير غرفتك...

 

(يجلس  على المسطبة ويمسك في يدة اليسرى بأوراق وبكأس خمر في يدة اليمنى ..يرمي الاوراق في الهواء ثم يدحرج  قدح الخمرعلى الارض )

 

 

حين ضاجعت  اوراقي كأس خمر  أنجبت جيش من أيتام قصيدة  ماتت لحظة ولادة  ...

 

( يتمتم بهمس وهو يترنح منتشيا)

 

 

 

(روحي ولا تكَلها  شبيج  وانت الماي مكَطوعة مثل خيط السمج روحي  حلاوة ليل محروكَة حرك روحي....)

( يجلس  امام كرة ارضية كبيرة  ويلفها بقوة )

 

 

كرة ارضية الفها بيدي فتلتف بي الدنيا ومافيها هههههههههه

 

 

في جوفي وطن يبتلع ريقي حين أغص  بأرصفة  الغربة  و  ملامح مدينة بايعت  حتفها ب ثوب فقير  اكتظ  دفترة بالدموع ...

 

( يضرب على الارض بكلتا يديه  وهو يردد)

 

ألقيت مفاتيحي في دجلة وما عاد هنالك مفتاح يفتحني ها أنذا أتكلم من قفلي...

 

( صمت  مع حركاته وهو يرقص رقصة زوربا  )

 

 

هذياني  سيقان قصائد  خلعت عنها سروالها الداخلي 

 

( يتهالك باكيا )

 

( على   اوراق  يخرج قداحة من جيبه  وكل ورقة  يقرءها    يحرقها  ويرميها ويأتي بالثانية الى ان يحرق مابيديه من أوراق )

 

 

أغرس  جرحي  بفم سكين  وأنتظر  حتى   ينبت  موت  .. أراقص كأسي وأضمه رشفة  رشفه  ... رشفة رشفة ...

 

 

أمتصُ الحاناتِ ولا أسكر.. أمتصُ الحاناتِ ولا أسكر....

 

 

اش اش اش اش

 

اقدم نفسي الى نفسي وانا أتقيأ وجودي علامة استفهام  ...

 

( يمسك بطبشور ويكتب على الحائط  كانه معلم  يخاطب طلبته )

 

 

انا شاعر  جف الخوف في عينية فصار كذبة ... اكتب السلطة حد الجلد ..وحين يموت الوالي في قصائدي أضحك سخرية ...

 

(يضرب بالطبشور على الحائط )

 

 انجبتني  أسرة ثرية لكن هزة مالية أفقدتها ثروتها ... وفي لطخة حظ اكملت  دراستي ب كلية الاداب ..مرت الاحزان  حتى ليلة ماطرة  بالشياطين  هربت  خلالها

ومنها  هربت عن خارطة  وطن  ....نمت في احضان مدن غريبة  حد الخطيئه  سجنت في وطني  وحين هربت في روحي  سجنت وطني....

 

( يحمل  الكرة الارضيه على ظهره  وهو يصرخ )

 

 

لماذا أدخلتم كل زناة الليل إلى حجرتها

ووقفتم تستمعون وراء الباب لصرخات بكارتها

وسحبتم كل خناجركم

وتنافختم شرفا

وصرختم فيها أن تسكت صونا للعرض

فما أشرفكم

أولاد القحبة   هل تسكت مغتصبه

 

( يضحك بمرارة )

 

(يرتدي عباءة رجالية ويمسك بمسبحة   ويتحدث بوقار )

 

 

كل الذنوب التي توارثتها  لم تمنحني حق اللجوء  فدعوت الشيطان سرا   كي أحضى ببطاقة  جحيم 

 

( يمسك  يدف  ويضرب علية  بيدية وهو يتحرك  كالدراويش ويردد)

 

 

في انوثة صحراء  بنيت عش لنورس بحر  أنجب فوضى  تحلق  بفم حياة بجناح  صمت ....

 

( صمت ينظر الى لاشيء بذهول )

 

 

طلبوا مني  ان اعتلي  المنصة   تقدمت  لا بخطوتي ولكن بغصة   صرخت  ب الحضور  جبناء   فصفقوا  بكل مالديهم من حياء  ...

 

(يمسك  بصحف وهو ينادي  كبائع  صحف )

 

 

 

اخبار اخبار  جمهورية  اخبار اخبار طريق الشعب  الثورة اخبار اخبار اخبار ...

 

( ينثر الصحف في الهواء ويتحدث بحزن)

 

 

    ( دِكَ راسك  ابكَاع العرس واصعد مراجف للدف أيام المزبَّن كضن تكَضن يا ايام اللف .....)

 

( يمسك  باطار صورة  ويحادثة  من خلال الفراغ وهو يترنح )

 

 

مذ رحلت وانا ارسم كل يوم وجهك .... تعلم ان ذاكرتي ترفض ان تلفظك نسيان وتعيد اسمك الاف المرات وانا على وسادتي ... اخاف من مسافة اجهضت من رحمها انت ...

( موسيقى)

 

 

 

افضل ان اكون مهرج  على ان اكون قديس

 

 

 فالكتب  تفتح افواهها  كي  تراني  اشنق بحبال الضحك  ....

 

 

( يحرك بيديه كأنه يقود فرقة موسيقية وهو يغني )

 

 

(روحي ولا تكَلها  شبيج  وانت الماي  مكَطوعة مثل خيط السمج روحي  حلاوة ليل محروكَة حرك روحي...)

 

(  يمسك  قناعين صورة رجل وصورة امراة بيدية  ويجلس على ركبتية )

 

 

يضع قناع الرجل  امام وجهه:

نامت وسادتي على صدر الفراش تسترق حلم

 

يضع قناع المراة  امام وجهه:

حين تداهمنا الاحلام في لحظة سهر نغتال انوثتها 

 

يضع قناع الرجل  امام وجهه:

صحن طفولتي خيال يغترفني عنوة

 

يضع قناع المراة  امام وجهه:

فوضى انت وانا احتضنك  ذهول 

 

يضع قناع الرجل   امام وجهه:

 

نحن  تقاسيم ناي  يعزف  نشاز  يجهد نفسه بأرتداء معنى

 

( يرمي الاقنعه من يديه وينهض وهو يردد الشعر بطريقة جنائزية )

 

 

(منثلم من روحي انا لروحي و اتحسسك بياجرح بجروحي يالتعت بي فضت منفى  وغركتني بنوحي ...)

 

( يرتدي قبوط  فيه حدبه حتى يتشكل احدب وعلى احدى عينية  يضع عصابة وبيدة الة كمان )

 

 

ارتدي عاهتي  محطة  حافية القدمين 

 

 

( يعزف بالكمان وهو يبكي )

 

 

 

تهاجمني ارواح تنقر على الدف  ترسم خطوات مجنون..... ادخلوني غرفة التعذيب كنت وحدي  طلبوا مني   ان اعزف ... اعزف اعزف  حتى يغمى عليك

غربة ...

 

(   يخلع القبوط والعصابة من على عينية ويتهالك على الارض )

 

اتهمت  بالخيانه  وجردت  من اوسمة الخلود  ..من يعيد لي روح   اتهمت  بالزنا   كي اقيم عليها القصاص  فمذ كنت خرافة  وانا ارسم الهتي كيف اشاء  واتخلص منها متى اشاء  ..

 

( يرقص  كطير مذبوح وهو يتحدث )

 

 

من انفاس خليعة راودت مهرج عن نفسه ..وجمهور  حبس انفاسه زنا .. كان الوطن مسافة سخرية ..

 

 

( صمت )

 

 

(لا.. لا تفزّزهن تهيج الجرح خليهن يهودرن.. حدر الحراير كطه...)

 

( يجلس امام الة طابعه قديمه  ويضرب على مفاتيحها ويكتب وهو يتمتم  )

 

 

 

من حانة غروب  خرجت ثمل   اتمايل  منفى  ككل السكارى  كنت أتنبأ  ان السلطان  جريح   وانه سيموت  ولم اكن اعلم  انه سيموت فينا قتل ...

 

( يقلب بغضب  الطاولة التي عليه الة الطابع   وهو يصرخ )

 

 

  أخطئت الشعور ذات محيط  بسفينة  حبلى بأشرعة الهزائم  ....

 

( موسيقى رومانسيه يتحرك خلالها الى صورة حبيبته  ويضمها على صدره بعد ان يقبلها )

 

 

 

كيف انت  هل ياترى لازلت انت  حيث تركتك  ذات غلطة  بعطرك  الاخاذ  حد  كنيسة  وهمسك  الممشوق  حد انتحار   فراشة ب ضوء قمر   ....

 

 

 

 

 

نسيت ان اخبرك  انهم   قطعوا حبال صوتي وغرسوا حرابهم  في جثة عصفور مات وهو يحلم  بالتغريد   ...

 

 

( موسيقى )

 

( ينظر الى نفسه في مراة كبيرة تتوسط المكان)

 

 

 

( صمت )

 

 

 

نحن كالجرذان موتى تكرم موتى  وتهين بالركلات من على قيد الحياة ....

 

( موسيقى )

 

( يحمل طبل كبير  ويضرب به بعصا وهو ينادي  )

 

 

يا قارىء كلماتي بالعرضِ  وقارىء كلماتي بالطّولْ

لا تبحثْ عن شيءٍ عندي يدعى المعقولْ إنّي معترفٌ بجنونِ كلامي بالجّملةِ والتّفصيلْ ....

 

(  يرمي الطبل  على الارض ويرتدي  نظارة سوداء  ويتحرك كالاعمى  ويجلس  عند عمود نور )

 

 

 

 

جلست في مكان ما قريب من ذاكرتي  أفتش عن شيء يشبهني  أبحث في ازقة السنين عن رائحة ل خطوه او بقايا مسافه احتضنها او تحتضنني ... اتجه نحو نافذة علقت على حبال صوتي  اغلقها  الصمت احاول فتحها لكنها تنكسرت ويتدلى لساني  ل يتذوق مرارة التجربه...

 

 

(  يغني  صوت البحار)

(او يامال اووويامال  او يامال )

 

 

( بصوت حزين  )

من فرط الجوع  دخلت مطعم فراحت كل الفضلات تلعب بخدي صدرها شرط كي تطعم ... مسحوا وجه بكارتها وغرسوا بالشوكة والسكين عفتها وعلى البسمة كانت ترغم ...

 

( يتسائل مع نفسه  )

 

سؤال أمضغه ويمضغني  ...هل يقبل    او لا يقبل   ...لالا  لا يقبل  ....

 

 

ماكان الله يقبل  ان اكون  نبي فالانبياء لا تشرب الخمر ..ولكن هل يقبل  ان اكون  ضعيف  كقطعة سكر  اذوب في حجر  بغي  يغتصب عندي احساسي  ويذهب بالايمان من قلبي ومن كأسي ...

 

( يرن هاتفة  فيرفع الهاتف ويتكلم وهو يبكي )

 

(الو  الو  ... ﭽذاب ردتك ولو ﭽذاب  ردتك تطش بعمري صم عتــاب ردتك  ولو شباچ يملي حياتي تراب

ردتك ولو صبيره حمره تفي وجهي من حـﭽـي الغياب ﭽذاب)

( يجلس على بيانو على يسار المكان  ويعزف  )

 

يبن الزنا  من نطفة كنت هنا  وشربتنا حد الثمالة  وحين انتهيت رفضتنا  ....

 

 

(تبركعت بأحلام مومس وهزهزت روحي نهد وتنفست صدرك غريب  ومن رحت عني شهكت...)

 

 

من اين لي  ببدلة روح  اتجمل بها  وتقيني برد  غربتي  فعلى ارصفة  الجنون اهذي  و اشحذ   من بين  اقدام  ذرة خجل  ...

 

( يغني)

 

 ( انا بانتظارك خليت .. نارى فى ضلوعى وحطيت

ايدى على خدى وعديت .. بالثانيه غيابك ولا جيت

ياريت .. ياريت .. ياريت .. ياريت

ياريتنى ..ياريتني .. ياريتني عمرى ماحبيت)

 

( يرفع يده في لحظة دعاء)

 

ربي  اطلب منك  ان تجعل  جثتي حين اموت مأذنة  حتى يتسلقها الكاذبون  وفي خشوع  يرددون  حي الذنوب ..  هل تعلم  انهم  يصادرون منا حتى الذنوب  ...

 

(روحي ولا تكَلها  شبيج  وانت الماي  مكَطوعة مثل خيط السمج روحي )

 

انا وخاصرتي  وطعنة وجرح .. وخارطة  وأوسمة تصاعدت على صدري  حرب ...اخاف ان اموت  وموتي لا يدهش احد  اخاف ان اموت وموتي لا يصنع  لي مجدا او ذكرى...

 

( يردد كأنه يغني في اوركسترا)

 

 ادم  كان الحزن ودود معي  يشرب خمر ويبكي كالطفل  بين يدي  يرقص  ادم رقصة سحر افريقي  يلبس  ادم موروث اجدب  ارحل ادم فالريح غبية  ترسم شكل الفوضى عندك  فوضى بهوية عربية .....

 

( يحمل  مظلة مطر  على راسه  ويحرك قدمية كأنه يمشي )

 

في المشفى  حين خرجت  من الجنة رمتني  الممرضة على الارض   فزحفت نحو الشمس  بدعوة  الى حفلة  في قرصها  يرقص الغرباء ...

 

وحين كبرت  ادخلوني بفم السجن  وبين اسنان القضبان  صنعت من عجينة صمونة  اعدت للفقراء  راس  سجين  والبسته كوفية عربية  وجعلته على فراش الوهم ينام وهو يحلم  برشفة حرية ....

 

(ينزل المظله من على راسه  ويجلس  على المصطبة)

 

كنت غريب وكانت هي  التقينا   في عربة قطار  منحدرة على سكة  الوجع  من  بغداد الى البصرة   تقاذفنا الكلمات  وترجلنا من انفسنا  ونحن نحتضن  احلامنا  كانت كل النساء في واحدة  وواحدة كانت في الكل  كنت يساري الهوى  وكانت  تستخدم اليمين  فكرة  وفي اوج صراعنا  وحبنا  توقف القطار  معلن  ذبح الحلم  قربة  لوجه الفراق  ....

 

(من غبتو ، التفگ ملهاش خطّابة .. واگلكم روحي عثها الليل .. واختنگت عليكم بيها عطابه .. مضغبره . وأچول من الچول .. وگامت بيها وحشة ليل وترابه .)

 

 

(  يرتدي قبعة رجل مرور  ويضع الصافرة في فمه ويصفر)

 

كل الجهات  تقدمت نحوي وتنازعتني   الخطوات  لا اعرف  من اين ابدء او الى اين انتهي  ..ربما حين اكتب مذكراتي   اعرف  حينها من انا  ....

 

( تتصاعد اصوات القطارات وسكك الحديد  وصوته يتداخل بينهما وهو يردد بحزن )

 

(روحي ولا تكَلها  شبيج  وانت الماي مكَطوعة مثل خيط السمج روحي  حلاوة ليل محروكَة حرك روحي....)

 

 

( اظلام  )




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=110971
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28