• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الى من يهمه الامر, في تحقيق مطامحنا .
                          • الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي .

الى من يهمه الامر, في تحقيق مطامحنا

بينما أنا واقفٌ بجانبِ قسم التسجيل, في تلكَ الجامعة التي أمضيت فيها أربع سنواتً دراسية وتخرجتُ منها, يسألني الموظف عن الجهة التي تريد عنونة تأيد التخرج اليها, لوهلة بقيت صامتاً, فأنا لا أعرف الى أين أعنونه, ولا أعلم أيضاً لما أتيت لاستحصال تأييد, كان كل ما أعرفه أنك لا تستطيع التقديم لأي وظيفة بلا هذا التأييد, الذي يثبت أنك تخرجت من أربع سنوات جامعية وتملك شهادة البكالوريوس, ولك حق التعيين, والغريب أيضاً في هذا الأمر أنني أستغرقت ثلاثة أيام لاستحصال ذلك التأييد, الى ان جاء يرقد بجانب سريري, فلا محل له من التعيينات, ففي بلدي لا توجد أهمية للخريج, لدرجة أن البعض يلاطفه ببعض الكلمات البسيطة, بأنه لما تخرج وأين سيذهب, ولو بقي طالباً كان أفضل له بكثير .

الى من يهمه الأمر, ومن برأيكم يهمه الأمر؟
من المسؤول عما نريد, ومن المسؤول عن تحقيق مطامحنا, صرنا لا نعرف كثيراً, أين نحن من أين, ولماذا نصل بالطمع للحد الذي نطالب به عن حقوقنا, فكل ما أعرفه أننا يجب أن نقتنع باللاشيء حتى وأن كان لاشيء, الى من يهمه الامر في أنتشال ذلك الفقر الذي يسكن ذلك الرصيف, الى من يهمه الامر في تعويض الايتام عما فقدوا, الى من يهمه الامر في وضع أبتسامة على ذلك المريض الذي لا يملكُ تكاليف علاجه, الى من يهمه الأمر في بناء مسكنً لتلك العائلة التي تجلس خلف قارعة الطريق, الى من يهمه الامر في بناء مدارسٍ كافية لطلابِ المستقبل الذين بدأوا يدرسون على الأرض, في مدارساً تحتضن أكثر من طاقتها كطلاب وكدوام صباحي ومسائي, الى من لا يهمه الامر, لأن صاحب الأمر لا يهم وجوده من عدمه .

في كل بلدان العالم, هناك حكومةُ تتبنى كل أحتياجات مواطنيها, فلا يوجد عنواناً يحتاج الى من يهمه الامر, لأن حتى أبسط الامور غير المادية مهمة لديهم, دون أن تذكرهم بذلك, فحق الانسانية لديهم يحتم عليهم حفظ حقوق المواطن, وحق عيشه كأنسان بحقوقً كاملة, أذا كانت الحكومة غير معنية بالأمر, ولا تلبي أحتياجاتنا, ولا تداوي جراحنا, فمن المعني أذن بالأمر, ومن صاحبُ الخدمةِ الفعلية والمسؤول عن تقديمها, يبقى السوأل مطروحاً على طاولةِ الفخامة لصاحب العناية بالأمر, على امل أن نرى التفاتةً فعلية أو شبه ذلك, ورداً متواضعاً لمطالبنا, حتى وأن كان تحقيق بعضها, أن لم يكن الوعد بذلك جائزاً ...




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=111241
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28