• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الجنس والكراسي!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

الجنس والكراسي!!

الفضائح الجنسية في الكراسي القوية تزكم الأنوف وتطغى على نشرات الأخبار , وتثير تساؤلات عن السلوك البشري وما تمليه الكراسي وتعطيه.

فالعلاقة ما بين الكراسي والجنس ليست جديدة , فالكرسي يرمز للقوة ومطلق الصلاحيات , ومنذ الأزل والذين يتسلطون تنطلق شراهتهم الجنسية وتنفلت لدرجات عجيبة , والتأريخ يزدحم بهذه السلوكيات المنفلتة المتمادية في جشعها الجنسي وسلوكها الغريب.

ومنذ ما قبل التأريخ وفي جميع الحضارات القديمة , يتحول الملك أو السلطان إلى حيوان متأسد شرس جنسيا يستحوذ على عشرات ومئات , بل وآلاف الأناث مثلما يفعل أي ذكر في الغاب الحيواني , ولا فرق بين سلوكهم وسلوك الكبش أو الديك أو القرد والأسد وأي فحل آخر.

والقصص معروفة عن أعداد الأناث اللاتي يواقعهن هذا الملك أو السلطان , وهي ظاهرة مستشرية في الإمبراطوريات السالفة , وتشترك فيها جميع المجتمعات وبلا إستثناء , ولا يمنعها من ذلك دين أو معتقد لأنها تروّضه وتطوّعه لتحقيق تلك الغاية الشهية المنفلتة تماما.

والسلوك موجود في الصين واليابان والهند وعند الحضارات القديمة بأنواعها , فالجلوس على كرسي السلطة والحكم يكون مقرونا بالإستئثار الجنسي والإستحواذ المالي.

وفي الواقع المعاصر تجد العديد من الجالسين على الكراسي يعبّرون عن هذه العلاقة بطريقة أو بأخرى , ومهما تظاهروا وتورّعوا وتوهموا بالنزاهة والرفعة والعفة فأنهم يكذبون , ولا يمكن تبرأتهم من سلوك منفلت يتصل بهذين الإتجاهين , لكن السلوك الجنسي هو الطاغي دوما , ذلك أن الكرسي يعني في حقيقته الإمساك بثروة ما وقوة ما.

والقرن العشرون يحتشد بفضائح جنسية لقادة دول وأباطرة وسياسيين بارزين , ولا جديد في الأمر عندما تمتلئ وسائل الإعلام بالأحاديث عن فضائح جنسية لساسة وقادة متمرسين ومشاهير متنوعين.

إنها النفس البشرية التي لا يمكن ردعها وتهذيبها , وهي التي تتحين الفرص للإطلال برغباتها ونوازعها ومطموراتها , فتتأسد وتتوحش وتفترس بعد أن إمتطت عقل صاحبها وحوّلته إلى أداة لتمرير إرادتها الدونية دوما.

فلماذا تتعجبون من الكراسي الفاسدة التي تتمتع بعهر عنيد , وتجعل الدين دريئة كالحديد؟!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=111683
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28