• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : المرجعية الدينية عطاء دائم .
                          • الكاتب : كمال الدين البغدادي .

المرجعية الدينية عطاء دائم

من الامور التي تثير الاستغراب، وتدهش الناظر، وتاخذ بلب المتقصي، ان المرجعية الدينية -او "المؤسسة الدينية" كما يحلو للبعض ان يسميها- هي دائما في مقام خدمة الناس على جميع الاصعدة، اجتماعية كانت او ثقافية، مالية او معنوية، بالرغم من كثرة مسؤولياتها وتعدد مهامها، حيث بدأت من اول انطلاقتها بالدفاع عن المنظومة الدينية لدى اتباعها وذلك متمثل في رد الشيخ المفيد على بعض المذاهب او الفرق في زمانه، ومن ثم الشريف المرتضى علم الهدى وما قدمه من تضحيات وخدمات جليلة اقلها على المستوى الفقهي وتعريف الاحكام الشريعة للمكلفين، والشيخ الطوسي بحفاظه على الحوزة العلمية المنتجة للعلماء الاكارم، الرافد الذي يرفد الناس بأهل العلم والورع والتقوى الذين يكونون اول من يقف مع الناس في افراحهم واتراحهم والمدافعين عنهم اذا ما اصابهم اذى، وعلى صعيد الخدمات الاجتماعية انظر الى سيرة الشيخ كاشف الغطاء الكبير وكيف تحمل بعض التبعات المالية عن اهل النجف الاشرف، وانظر سيرة السيد ابو الحسن الاصفهاني ومساعدته للفقراء في زمن المحنة، والسيد محمد حسن الشيرازي بالحفاظ على استقرار وامان المستضعفين في ايران حيث احبط المخططات البريطانية، وفي العراق حيث أنشأ جسرا على نهر دجلة لمساعدة الزائرين للعتبة العسكرية، وعلى صعيد حفظ الامن ومنع الغزو الغربي واحباط مخططاتهم، راجع احداث ثورة العشرين وما فعله الشيخ محمد تقي الشيرازي، وما عاناه من تبعات حيث نفي ولده الى الهند، وانظر مدى مقاومة السيد كاظم اليزدي للمحتل، والموقف الصارم للشيخ طه نجف، وعلى الصعيد الثقافي والمعرفي، انظر ما قدمه علمائنا الاجلاء من الدفاع عن حريم العقيدة، و تأليف الكتب المعرفية، وانشاء المكتبات التي الى الان اثارها موجودة مثل مكتبة الامام الحكيم، ومكتبة السيد الاميني، ومكتبة كاشف الغطاء، وما قدمه علمائنا بتصحيح ما يقدم الى الناس من معارف وعلوم وانتقاء الجودة الجيدة لذلك فلاحظ منتدى النشر وكلية الفقه التي أنشأها الشيخ محمد رضا المظفر، وانتهاء بمشاركة الناس في احزانهم بل حتى تكفل تجهيز وتكفين موتاهم وهذا ما فعله السيد محمد باقر القزويني، كل هذا وانتهاء الى ما تسطره اليوم مرجعيتنا الرشيدة من مواقف، واخلاق، وقيم، ومثل، فكم مؤسسة دينية توجد مثل هذه المؤسسة؟ وكم مذهب يرعى اتباعه وغيرهم مثل هذا المذهب؟ فلا يغرر بنا وتذهب بنا المذاهب، لنارجع تاريخنا ونشاهد ماضينا؛ حتى نعرف حاضرنا.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=111703
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 11 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19