وانا متجه الى مدينة النجف الاشرف لزيارة امير المؤمنين (عليه السلام) والعجلة التي نستقلها تخرق الهواء كالسهم المنطلق من ساعد صياد قوي بأتجاه فريسته حيث تجاوزت سرعة السيارة الـ 100كم في الساعة تقريبا وعيني تستطلع الطريق وفي رأسي أفكار تارة تأخذني شرقا وتارة أخرى غربا، وإذا بأبني يقطع سلسلة الأفكار التي في رأسي وينهي الصمت الذي في السيارة منذ خروجنا، وتوجه الي بسؤاله الاتي: 
ما هذه الصور التي علقت على الأعمدة وعلى طول الطرق حتى انها من كثرتها تصورة انها تسير معنا وتسبقنا احياناً ؟ 
اجبته: انها صور شهداء العراق الذين دافعوا عنه وبفضلهم أصبحنا آمنين. 
فتساءل ابني: من قتل هؤلاء الشهداء؟ 
فأجبته: انهم داعش. 
فقال لي: ومنهم داعش؟ 
اجبته: انهم جماعة خارجين على القانون وعن الدين هدفهم تخريب أي مكان يدخلونه بحجة الإصلاح. 
فقال: هل هم من خارج العراق ام من داخله؟ 
اجبته: أتوا ثلة من خارج العراق وأنضم معهم من كانت نفوسهم ضعيفة ومن لم يكن له دين ولا يحب العراق ولا الإنسانية. 
فقال: وما معنى الثلة؟ 
اجبته: انه مصطلح يطلق على الجماعات القليلة. 
فقال: وكيف دخلوا للعراق ومن أدخلهم؟ 
فقلت: قلت لك ساعدهم من لم يكن له لا دين ولا إنسانية. 
فقال: وهل تمت محاسبتهم واخذ حق هؤلاء الشهداء؟ 
فقلت: الحمد لله يا ولدي بفضل هؤلاء الابطال وغيرهم فقد تم إزالة خطر داعش وطردناهم من العراق. 
فقال: الحمد لله، ولكن قصدت هل تمت محاسبة من أدخلهم الينا ومن كان السبب الرئيسي في دخولهم؟ فأن مدرسة الإسلامية اخبرتنا في درسها ان الله غضب على ابليس اللعين واخرجه من جنته ورحمته لعدم امتثاله لامر الله في السجود لادم ، وهذا جزاؤه ...... 
فهل حاسبنا من ادخل هؤلاء الأشرار وطردناهم من عراقنا ؟ 
فقاطعنا سائق السيارة قائلا لابني: (لا يا ولدي بعدهم نايمين على گلوبنا، وبشهر الخامس لو السادس من السنة الجديدة راح نروحلهم ونتوسل بيهم علمود يبقون على گلوبنا، لانه أخاف يجي واحد غيرهم ويطلع انگس منهم). 
وانتهى حديثنا بوصولنا الى سيطرة التفتيش التي عملها ان تسأل (وين رايح ؟ ومنين جاي ؟ وانزل للتفتيش).
بمن من الله طردنا داعش ولكن هل حاسبنا من ادخل داعش ؟؟؟