• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : نحنُ والفِتَنُ العظمى .
                          • الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود .

نحنُ والفِتَنُ العظمى

     مُذ أبلغ اللهُ تعالى نبيَّه الأكرمَ محمدًا (صلى الله عليه وآله) بتحذيرِه ((وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ)) [البقرة/120] ، وحتى يومِنا هذا أضحينا نشهَدُ الفِتَنَ تترى على نبيِّنا (صلى الله عليه وآله) ، وعلى أئمتِنا (عليهِمُ السلامُ) ، وعلى الصحابةِ الصادقين (رضي اللهُ تعالى عنهم) ، وعلى القادةِ والساسةِ الصالحين ، وعلى دينِنا القويم ، وعلى مؤسساتِنا ومناهجِنا التي تدعو للبناءِ السليم. إنها حربٌ على الأمةِ الإسلاميةِ التي يخشاها كلُّ من لا يخشى الله. وهنا أتحدثُ عَنِ القادةِ الصالحين ، والأمةِ الصالحةِ ، والمؤسسةِ الصالحةِ ، والمنهجِ الصالح ؛ فحوربَ الجميعُ بشتى الوسائلِ والطرائقِ.

     ومنها ما جرى ، ويجري اليومَ علينا مما شدد التحذيرَ منه السيدُ السيستانيُّ (دام تسديدُه) ، بعد تطهيرِ العراقِ من (داعشَ) ميدانيًّا بما مفادُه: ستشهدُ المنطقةُ ، والمسلمون - بعد داعشَ - فِتَنًـا عظمى كثيرةً ؛ فيجبُ التنبهُ والحذر !

     إنَّ فتنةَ (إسرائيل) و(احتلالَها فلسطينَ) ، و(الحربَ العراقيةَ الإيرانيةَ) ، و(احتلالَ الكويت) ، و(قمعَ الانتفاضةِ الشعبانية) و(احتلالَ العراق) ، و(القاعدة) ، و(داعش) ، و(خرابَ سوريا) ، و(خرابَ اليمن) ، و(تجريمَ حزب الله ، وتجريم الحشد الشعبي) ، و(فتنة دولةِ الكرد) ، و(فتنةَ الخليجِ بقطر) ، و(فتنة السعوديةِ بالتصفيةِ الداخلية) ، و(اغتيال علي عبدالله صالح) ، و(مجيءَ ترمب للحكم بقراراتِه الهمجية الحيوانية) ، و(إعلان القدس عاصمةً لإسرائيلَ رسميًّا) ما هي إلا مراحلُ تمهيديةٌ للإعلانِ الرسميِّ الدوليِّ بالحربِ العالميةِ - بقيادةِ الولاياتِ المتحدةِ - على الإسلامِ والمسلمين في موطنِ القرارِ الإلهيِّ للإسلامِ (الجزيرة ، والعراق ، والشام).

     ولا يقولَنَّ أحدٌ: هذا معروفٌ. لا ، إنه ليس معروفًا قبلُ رسميًّا. بل صار الآن إعلانًا رسميًّا بفضلِ الخونةِ ، والمستعربين ، والعملاء من الحكامِ ، والمتنفذين ، والشعوبِ العربية والإسلاميةِ الدنيويةِ المعدومةِ الهُوِية.

     وثمة ڤيديو نُشِر مؤخرًا يَظهرُ فيه مستشارُ (ترمب) للأمنِ القومي يصرحُ فيه بما حذَّر به القرآنُ قبل أربعةَ عَشَرَ قرنًا ونصفٍ تقريبًا.

     إننـا نؤمنُ باللهِ تعالى الذي قال: ((إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)) [الحج/38] ، ونؤمنُ بالوعدِ الإلهيِّ الذي سنقولُ عنده: وصدق اللهُ وَعْدَه ، فأظهرَ مُظهِرَ القرآنِ ، ومالئَ الأَرْضِ قسطًا وعدلًا ، بعدما مُلِئت ظلمًا وجَورًا ؛ لذا لن نخشى ممن يخشى منا. وَاللهُ ربُّـنا ، وهو مولانا ، ونِعمَ النصير.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112111
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28