• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : القبر الأخضر .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

القبر الأخضر

 يبدو لي أني أصبحت إنساناً آخر، أو شيئاً آخر لا امتلك مثل الآخرين عذابات ذاكرة محزنة، روعة الحياة الجميلة تأخذني نحو حيطان الصد، ابن عمي المقاتل سلطان يسألني:ـ هيمنة الموت على تفكير الانسان تسد منافذ الكون، فمن أي شق يأتيك الفرح؟ ويقولها بنداوة روح: يكفي أن اسمك باسم، مسكين ابن عمي لا يعرف بأن الفرح يأتي من داخل الانسان من ثنايا روحه، وقد لا تكون هذه الجبهات تعسة الى الحد الذي تضني مرارتها، هناك سعادة المحصول، سلامة بلد وشعب وأمة وتاريخ مراقد مقدسة وأعراض نحن نحميها. إذا فهم الانسان هذه الأمور، سيعيش حتماً بقلب مفتوح، تنقلب عنده معالم هذه الكآبة وهذا الحزن والبؤس والحرمان وجو الاقتتال الى بهجة تعانق أمنيات أكبر، عند خدمتي في حماية المرقدين الطاهرين للإمامين العسكريين (عليهما سلام الله)، دائماً كنت أرفع يد التوسل وأقول له سيدي خذني اليك، دعني أتلمس روعة حنوك المقدس، أينما كنت أنا أريد أن أكون عندك، رغم تجوالي في مناطق قتالية متعددة مثل منطقة الحضيرة في بلد، ومنطقة الرميلات في ناحية الاسحاقي، ومناطق أخرى لكن كانت الروح قريبة منه. يقولون إن الذاكرة تضعف عند الرؤيا، وأنا صحوت على اطلالة رؤيا استوقفتني تفاصيلها.. رأيتهم يصلون (سلام الله عليهم) ومن أوجههم يشع النور، استوقفني منظر قبر أخضر يقع تماماً قرب قبر سيدي ومولاي الامام العسكري (عليه السلام)، بعدما انهوا صلاتهم التفتوا اليّ وقالوا:ـ ارأيت هذا القبر الأخضر، انه هدية لك فقد استجاب الله دعاءك، وقبل الامام رجاءك. قلت:ـ والنجف؟ اجابني صوت:ـ أنت هنا بأمر الإمام العسكري (عليه السلام)، وإذا بي صحوت أصرخ فرحاً:ـ القبر الأخضر لي، لي أنا وليس لغيري، تعامل بعض الأصدقاء مع القبر الأخضر باعتباره فارقة تميزني عن الجميع، انا صاحب القبر الأخضر تعامل البعض منهم على انها مجرد مزحة، والبعض الآخر اعتبرها من بعض حالات الجنون، اشتركت في تحرير منطقة الشيحة على مشارف الصقلاوية، حيث قام العدو بالالتفاف على مجموعتي، وقاتلنا قتال الأبطال، وحين سقطت شهيداً أسندت الى نخلة أدهشتني، نخلة احتضنت كل جراحات التواريخ لينهض في داخلي ميثم التمار، ويقاتل عني بما تبقى من عتاد، وبعدها حملني الى حيث القبر الأخضر، وقال لي: هنا مثواك فاطمئن، الدواعش احتاروا في أمري، وراحوا يبحثون عني في كل مكان، والجميع يسأل: أين القتيل الرابع؟ بقي الامر الى اليوم يعتبر سراً من الأسرار المذهلة، وحين حرر الحشد المنطقة، وتحرى عن جثث الشهداء، ادهشهم امر اختفائي، فتذكروا حينها اني صاحب القبر الأخضر.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112114
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29