جميع بلدان العالم الثالث تعاني من عقبات وأزمات كبيرة تمنعها من الألتحاق بالدول النامية. فعلى سبيل المثال بلد كبير مثل العراق، العريق في حضارته وشعبه، والغني في معادنه وذخائر، أصبح في العقود الأخيرة يعاني شعبه من الفقر والحاجة، والجهل والتخلف، وانعدام البنى التحتية، وفقدان الكثير من الأمور الحياتية مثل الكهرباء والماء الصالح للشرب، وتراجع كبير في الزراعة والصناعة والخدمات الحكومية، وضعف المنظومة الأمنية والقضائية وأنتشار الفساد الاداري، وضعف الحكومة المركزية وأتباعها نظام المحاصصة الحزبية وعدم أتباع المصالح الوطنية، وغير ذلك الكثير من الأزمات التي يعاني منها هذا البلد.
وإذا اردنا علاج هذه الأزمات او غيرها في اي بلد كان في العالم، بل اذا اردنا تجاوزها والأرتقاء والتقدم الحضاري، يلزم على الشعب والحكومة أتباع أربعة خطوات أستراتيجية أساسية في ذلك البلد:
أولا (أصلاح النظام السياسي): بأعتباره القيادة المركزية وصاحبة القرار والتخطيط والتشريع والتنفيذ والمحاسبة، ولابد من أعادة النظر في دستوره وسد نقاط الضعف والخلل فيه، وجعل له القدرة على أتخاذ القرارات الصائبة في معالجة الأزمات.
ثانيا (اقرار رؤية مستقبلية): يلزم ان تتعاون الحكومة والشعب في كتابة رؤية مستقبلية وطنية، لعشرين سنة القادمة، تحقق طموحات الشعب في كل مجالات الدولة، وتلزم الحكومات المتعاقبة في تحقيقها.
ثالثا (التنمية البشرية): المجتمعات التي تعاني من الجهل والتخلف لا تستطيع بناء وطن، لأن بناء الوطن يتوقف على وعي الأمة وعلمها، والأمم الجاهلة والمتخلفة ما تفسده أكثر مما تصلحه، فيلزم الأهتمام بالمدارس والجامعات والعلماء وصناعة الثقافة والوعي الجماهيري.
رابعا (التنمية الشاملة والمستدامة): يلزم العمل بالرؤية المستقبلية ووضع التخطيطات الاستراتيجية لتحقيقها، في شتى المجالات وخصوصا البنى التحتية للدولة والى جنبها المجالات الاقتصادية من الصناعة والزراعة والسياحة والتجارة. ويلزم ان تكون مستدامة ولا تتوقف او تتغير بتغير الحكومات.
|