• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : عراق الخصب لن يغدو رمادا .
                          • الكاتب : جعفر المهاجر .

عراق الخصب لن يغدو رمادا

(ألى وطني الغالي  وأحبتي في العراق الجريح)
لكم في مهجتي ذكر حميدُ
كموج البحر ليس له حدودُ
وفي الذكرى مواساة ودفقٌ
كدفق  النبع يغمره البرودُ
وتلك الذكريات  أعيش فيها
صداها في شراييني قصيدُ
كبرنا والضنا في أصغرينا
وفي  أحداقنا  حزنٌ وطيدُ
حراب الغدر جالت في دمانا
كأنا   َفي  أراضينا  عبيدُ!
وترصدنا العقارب والأفاعي
ومن أجرامها ضج الوجودُ
وعاثت في روابينا  فسادا
لها  القدح  المعلًى  والنقودُ
حروب أوغل الطاغوت فيها
وصار المعدمون  لها وقودُ
مسوخ الأرض تنعم بالعطايا
وفود   المدح   تتبعها  وفودُ
ملايين العراق تبيت غرثى
 
وعيش المتخمين هو الرغيدُ
ضحايا تستغيث ولا مجيرُ
وحفل  كل  يوم  ..ثم عيدُ
ورعبٌ  تنفر الغيلان منهُ
ورب ٌ  الدار جزار عنيدُ
تجبًر واستخف  الشعب دهرا
عتلٌ .. غادر..ٌ وغدٌ.. حقودُ
يسبح  باسمه   قزمٌ  وفدمٌ 
ولله   التعبدُ   والسجود ُ
فكم رفعوا شعارات عقودا
وبان خواؤهن وهنَ سودُ-1
 جراحات .. وظلم.. وانتهاكٌ 
وقضبان السجون لها شهودُ
وفي جوف الثرى كم من شهيد
تحدى  القيد  غايته  الخلودُ
أراملُ قد ملأن الأرض نوحا
وأيتام   جموعهمُ   تزيدُ
 فكم جلبوا لنا الأرزاء عمدا؟
يذوب الصخرُ منها والحديدُ
 
ولن تغفو جراح الشعب يوما
ولن  تبدو  لمحنته  حدودُ
كأن    المهلكات   لنا  دثارٌ
وظلم  الظالمين  لنا  عهودُ
قصور من دماء الشعب قامت
وقد  ظلت  بلا مأوى حشودُ
قلاعٌ  للصمود  وهن  وهم ٌ
وأعراس   ٌ وميلادٌ   سعيد 
و (أمٌ للمهالك )  أحرقتنا
وجلادُ العراق هو السعيدُ!
وفي الساحات أبواق تدوَي
سنفعل ُ مانشاءُ وما نريدُ!
(أذا بلغ الفطام لنا صبيٌ)-2
تداعت فارسٌ وهوت يهودُ!
ولكن  الحقيقة عكس   ذاكا
سرى الطوفان وانهدت سدودُ
وصاروا كالأرانب يوم حشرٍ
تلاشى الطود والمجد التليدُ
كبيت  العنكبوت  أتتهُ  ريحٌ
فلا حصن ولا قصر مشيدُ!
نعامات نهبن الأرض  لكن
(على   أبناء  جلدتها  أسودُ)-3
شرارٌ ضيعونا في المنافي
كأن  الأرض  ملكهمُ  الأكيدُ!
نصال  الغادرين  بنا  كثارٌ
وقالوا أنها  المجدُ  التليدُ!
أباح  دماءنا  جار  قريبُ
ويشفينا من الجرح البعيدُ!
من الأعراب سيرتهم نفاقٌ
ومنهم (شمر) والباغي (يزيدُ)
وآخرُ  أنكر  القرآن  جهرا 
عدوُ  الله  في  دمه الصدود ُ
(أتوعد كل جبار عنيد)؟
(وهأأنذا  لجبار  عنيدُ )
(أذا لاقيت  ربك  يوم حشر) 
(فقل  يارب  مزًقني  الوليدُ)-4
بنى   (مروانها)  حقدا  دفينا 
وبئس  الخلق  ذياك  (الطريد)-5ُ 
و(حجاجٌ) و( صخرٌ) و(أبن هندٍ)
وكل   منهم  ُ نذل  فريدُ 
فهم شنوا على الأسلام حربا
 وأسمى المسلمين هم الشهودُ
ففي  أعماقهم  بغض  ورجسٌ
ويسري  في دماءهمُ   الصديدُ
كأنهمُ   جذوعٌ  خاوياتٌ 
ملاعينٌ  وفكرهم  ُ بليدُ
نبيُ الله لاقى الضيم منهم
 تسمٌر  في  قلوبهم  الجحودُ
وفي  بغضاءهم لجُوا وغالوا
وأولهم  لآخرهم  عضيد ُ!
وديدنهم مدى الأزمان  ذبحٌ
ونهج  الجدٍ  أحياه  الحفيدُ !
سهام أطلقت من كل صوب
وخلف النصل شيطان مريدُ
على أعقابهم  صدُوا وردٌٍوا
وبأس  الله  للباغي  شديدُ
جحيم الغزو لن يرضاه حرٌ
وكل الشعب شيمته الصمودُ
ف(هولاكو)و(جنكبز ) و(كسرى)
بنار   الحق   كلهم ُ أبيدوا
جنود  الله  أبطال  غيارى
أذا ماهب عصف  أو وعيدُ
هم الأملُ المرجى والأماني 
وفي أوصالهم تغلي الرعودُ
رعاك  الله  يامهد  المعالي
وحاشى أن تطاولك القرودُ!
عشقتك ياعراق الطهر طفلا
فأنت  النبع  والنور الولودُ
وروحي عرًشت فيها المنافي 
يهزٌ  سكونها   نايٌ بعيدٌ
وأرضٌ لم أجد فيها قراري
لأني  في  مجاهلها   وحيدُ 
وتزحف هذه السبعون نحوي-6
ومن  أوجاعها  شاب  الوليدُ
أمنَي  النفس  بالآمال  دوما 
وتسألني الحروف متى تعودُ؟
فكم أرًخت  وجدي في سطوري؟
 
وأن غطى مسافاتي الجليدُ
لعلً الغيث يهمي بعد محلٍ
عسى في  بيتنا يخضرُ عودُ
صباحات  أحنُ  ألى سناها 
هي الأبهى وفي روحي النشيدُ
وقامات  النخيل  شغفن  قلبي 
ودجلة  والسنابل  والحصيدُ 
وفي جرف الفرات كتبت بوحي 
وجمر  البوح  ليس  له حدودُ 
وبي  شوق  ألى  أمي وأهلي
وعن   هذا  التوحد  لاأحيدُ 
فأن حلًَ الظلا مُ وساد ردحا
سيبدو  في الفضا  فجرٌ جديدُ
عراق الخصب لن يغدو رمادا
وفي  كل العصور له وجود 
وأن  جالت  بعينيه  الرزاياُ
غدا   تزهو  بشطيه  الورودُ
أشارات
1-أشارة ألى شعارات حزب العث  الخاوية التي لم يتحقق منها شيئ  (الوحدة والحرية والأشتراكية )
2-تضمين   لبيت  من قصيدة  عمرو بن كلثوم(أذا بلغ الفطام لنا صبيٌ-تخرُ لها الجبابر ساجدينا)
3-تضمين لبيت من قصيدة الشاعر العراقي عبد الغني معروف الرصافي (عبيد للأجانب هم ولكن- على أبناء جلدتهم أسودُ)
4-أشارة ألى بيت الوليد بن عبد الملك الذي رمى القرآن بسهمه وقال  البيتين المذكورين.
5-أشارة ألى الحكم بن العاص طريد رسول الله ص.
6-أشارة ألى عمر الشاعر.
جعفر المهاجر/السويد
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=1125
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2010 / 11 / 02
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16