تحدى عمروبن عبد ود العامري جمع المسلمين للمبارزة والقتال، في معركة الخندق، ونادى ساخراً بدينهم، وجعل يصول ويجول داعياً إلى المبارزة، فلم يجبه أحد إلا الإمام علي عليه السلام، إلا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يأذن له، وقد ورد في كثير من الروايات، أن عمرو نادى ألا رجل؟ وجعل يؤنبهم ويسبهم، ويقول أين جنتكم التي تزعمون، أن من قتل منكم دخلها؟ فقام الامام علي عليه السلام فقال : أنا له يا رسول الله، فأمره النبي بالجلوس، ثم نادى عمرو الثالثة وقال،
لقد بححت من النداء بجمعكم هل من مبارز؟
فقام الامام علي عليه السلام فقال : يا رسول الله أنا،فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأذن له، وألبسه درعه ذات الفضول وأعطاه سيفه ذو الفقار، وعممه عمامة السحاب على رأسه تسعة أكوار، ثم قال له : تقدم فقال لما برز للقتال ( اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه)
ثم قال (برز الإيمان كله إلى الشرك كله)
فمشى إليه وهو يقول :
لا تعجلن فقد أتا ك مجيب صوتك غير عاجز
ذو نية وبصيرة والصدق منجي كل فائز
إني لأرجو أن أقيم عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز
حتى نهاية القصة المعروفة حينما ضربه علي عليه السلام على عاتقه فسقط، وفي رواية : فضربه على رجليه بالسيف فوقع على قفاه، وثار العجاج والغبار، وأقبل علي ليقطع رأسه فجلس على صدره، فبصق اللعين في وجه الإمام علي عليه السلام، فغضب عليه السلام، وقام عن صدره يتمشى حتى سكن غضبه ثم عاد إليه فقتله.
يصف القرأن المعركة من خلال وصف المسلمين (إذ جاؤوكم من فوقكم ومن اسفل منكم وإذ زاغت الابصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا )فذاتها القلوب التي بلغت الحناجر، حينما صارت زمر داعش، قاب قوسين او ادنى من اطراف بغداد، بعد ان عجزت المنظومة الدفاعية للدولة عن صد هجماتها، ووقف الطير على الرؤوس من جديد .
حينها انبرى شبل علي بن ابي طالب، اسد العراق السيد علي السيستاني بفتواه المباركة، واطلق عنانها بجهاد كفائي، تحث فيها الام ولدها والزوجة زوجها والاب ابنه، للدفاع عن العرض والارض فكأن ذو الفقار يضرب جمعهم ليفرق شتاتهم، وما اشبه اليوم بالامس، فمعركة تحرير الارض اخذت الطابع العقائدي اكثر مما هو متعارف عليه بمعارك التحرير، كانت بمثابة ذو الفقار يطير رأس عبد ابن ود وامثاله من الكفرة والخوارج من جديد، وكان الانتصار على اعتى قوى ظلامية شهدها التاريخ، الذي اراد هدم حضارة تاريخها الآف السنين .
مارست العصابات الاجرامية شتى انواع الظلم والطغيان ضد ابناء المدن المحتلة، حتى شعرت المرجعية الرشيدة بخطورة وهول العدو القادم، فكانت فتوى الجهاد الكفائي بمثابة حفظ لهوية وتاريخ آل البيت سلام الله عليهم، ولكن ما حصل هو دق لناقوس خطر لا يميز بين طائفة واخرى وبذلك اصطف الجميع وبيد واحدة وشعار واحد هو لامكان لظالم في ارض الحضارات ارض الجهاد والتضحية، حينها سجل التاريخ اروع ملاحم البطولة، والوحدة التي تحت خيمتها هب العراقيون بكل العناوين،
هنيئا لكل من وقف للدفاع عن عراق الحضارة والتاريخ ومبارك لصاحب الفتوى المباركة التي رسمت لوحة الانتصار، والرحمة والمغفرة لجميع الشهداء فبدمائهم تطهرت الارض من دنس الكفر والظلالة .
|