• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الصحابي الشهيد أعين بن ضُبيعة المجاشعي .
                          • الكاتب : د . عبد الهادي الطهمازي .

الصحابي الشهيد أعين بن ضُبيعة المجاشعي

أعين بن ضبيعة بن ناجية بن عقال المجاشعي التميمي، ابن عم الأقرع بن حابس التميمي الفارس المشهور، ووالد النوار زوجة الشاعر همام بن غالب المعروف بالفرزدق.
نص على صحبته أبو عمر ابن عبد البر في الاستيعاب وتبعه على ذلك ابن الأثير في أسد الغابة، وابن حجر في الإصابة.
ويعدُّ أعين من أبطال المسلمين المعروفين بالشجاعة والنجدة، وشدة البأس، والوفاء لآل البيت النبوي الطاهر، وسجله حافل بالمواقف البطولية والجهادية المشرفة، فظل وفيا على العهد حتى رحل عن الدنيا شهيدا في البصرة سنة ثمان وثلاثين للهجرة النبوية الشريفة.
سكن أعين بن ضبيعة مع قومه البصرة، وشارك في الفتوحات الإسلامية مع سائر المجاهدين الذين سكنوا مدينتي البصرة والكوفة ردحا طويلا من الزمن، حتى هدأت جبهات القتال في الشرق، فعاد يلازم بيته ومصلاه.
ثم كان من أوائل الملتحقين من تميم البصرة بمعسكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في وقعة الجمل، حيث جعله الإمام عليه السلام أميراً على رجَّالة قومه.
وقام أعين بعمل فدائي ذلك اليوم، حين اقترب من الجمل رغم كثرة الرجال الأشداء حوله، فكشفهم وعقر عرقوبه ليسقط على الأرض، ولولا ذاك لضل المسلمون يتقاتلون وقتا طويلا.
ثم وفد على الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في الكوفة مع عشرة من وجوه بني تميم، وشارك في وقعة صفين أميرا على بني عمرو وبني حنظلة البصرة.
وبعد أن قتل معاوية ابن أبي سفيان محمد بن أبي بكر والي مصر واستولى عليها، أرسل عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة، وأمره أن يؤلِّب الناس على أمير المؤمنين عليه السلام ويدعوهم الى نقض بيعته. فالتف حوله جمع من الناس، واشتد أمره حتى كاد يستولى على قصر الإمارة في البصرة.
فوصلت أخبار الفتنة الى أمير المؤمنين عليه السلام فاستدعى أعين بن ضبيعة، وقال له: ألم يبلغك إن قومك وثبوا على عاملي مع ابن الحضرمي في البصرة يدعون الى فراقي وشقاقي، ويساعدون القاسطين الضلاَّل عليَّ؟ فقال أعين: لا تُسأ يا أمير المؤمنين، ولا يكن ما تكره، إبعثني إليهم وأنا لك زعيم بطاعتهم وتفريق جماعتهم، ونفي ابن الحضرمي من البصرة أو قتله.
خرج أعين الى البصرة مسرعا، فجمع رجالاً من قومه، وخطب فيهم، فقال: يا قوم علام تقتلون أنفسكم، وتهرقون دماءكم على الباطل مع السفهاء الأشرار؟
وإني والله ما جئتكم حتى عبيت لكم الجنود، فإن تُنيبوا الى الحق يُقبل منكم ويُكف عنكم، وإن أبيتم فهو والله إستئصالكم وبواركم.
ثم نهض بالقوم الى جماعة ابن الحضرمي فصافوه وواقفهم عامة يومه يناشدهم الله، سيرا على نهج رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام، في النصح والإرشاد للخصوم والأعداء قبل استعمال السيف والقتال، فكان مما قال:
((يا قوم لا تنكثوا بيعتكم ولا تخالفوا إمامكم، ولا تجعلوا على أنفسكم سبيلاً، فقد رأيتم وجربتم كيف صنع الله بكم عند نكثكم بيعتكم وخلافكم)).
فكفوا عنه، ولم يكن بينه وبينهم قتال، وهم في ذلك يشتمونه وينالون منه وهو ساكت صابر على الأذى، ثم آوى الى رحله ظناً منه أن الموعظة والنصيحة تؤثر فيمن استحوذ عليه الشيطان وأغواه. فدخل عشرة من أتباع ابن الحضرمي الى رحله ليلاً، فقتلوه وهو نائم على فراشه رحمه الله.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112526
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 20