• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : لماذا هذا الخوف من الشيعة .
                          • الكاتب : محمد خضير عباس .

لماذا هذا الخوف من الشيعة

صعد نجم  التيار الاسلامي الشيعي  في العراق  بعد احداث عام  2003 وذلك  بحكم  ما كان  يشكله هذا التيار  من قوة  فاعلة  في  قيادة  حركة المقاومة  الشعبية  ضد  نظام  صدام المقبور  سواء كان  ذلك  في الداخل  او  من  خلال  نظاله  مع قوى  المعارضة  العراقية الاخرى  في  الخارج  ونتيجة  لتطبيق  النظام الديمقراطي في  تشكيل  الحكومة العراقية  فقد  فازت  الاحزاب  الاسلامية الشيعية  في الانتخابات البرلمانية  لما  تتمتع  به  هذه  الاحزاب  من  قاعدة جماهيرية  واسعة  مما ادى بالتالي  الى  الاستحواذ  على كافة المناصب  الحكومية المهمة في الدولة  ونتيجة  للتقارب الكبير  بين الحكومتين  العراقية والايرانية  الذي حصل  بعد  احداث عام  2003 المتأتي  من  جراء  استضافة  الاخيرة  لاغلب  القادة السياسيين  العراقيين  الحاليين  ايام  كانوا  يعملون  في  حركة المعارضة  العراقية  على  اراضيها  ولسنين عديدة  من  جهة  ولتشابه  نفس المذهب الحاكم  الذي  يشكل الاغلبية  من بين  مكونات  شعبي  كلتا الدولتين  مما ادى  الى  تطور  العلاقات بينهما  وعلى كافة الصعد   مما ولد   نشوء تصور  لدى  الرأي العام الداخلي  والخارجي  مفاده  تبعية  شيعة العراق الى ايران و هذا  ما  عبر  عنه الملك  عبد الله  الثاني  ملك الاردن  عندما  حذر  عام  2004  من  خطورة هذا التقارب  ووصفه  بالهلال الشيعي الجديد الذي  يمثل  كل من ايران  والعراق  وسوريا  امتدادا  الى جنوب لبنان  وكذلك  اتهام  الرئيس  المصري المخلوع  حسني مبارك  في  مقابلة له  مع  قناة العربية   شيعة العراق بتبيعتهم الى ايران  هذا  بالاضافة الى عدم  الترحيب  العلني والحذر  الذي ابداه  كافة حكام  دول الخليج العربي  من النظام الجديد  في العراق  لذلك  بدأت تشن  حملة  جماعية  عدائية  من  قبل  ما  يطلق  عليهم الان  علماء الامة  ورجال الدين  في كل من  السعودية  وبعض اقطار الخليج العربي  ومصر  لتكفير  هذا المذهب والطعن  به  من خلال  الفتاوى  والتصريحات  التي يطلقها  هؤلاء الدعاة  وكان اخرها  ما  صرح به  الشيخ (  يوسف البدري )  المقرر المساعد  لمؤتمر  الوفاق  القومي  الذي انعقد مؤخرا  في  مجلس الشعب المصري  والمخصص اصلا  لدراسة  المستقبل السياسي  لمصر  في المرحلة الحالية  حيث  حذر  في كلمته  من خطورة  الشيعة  على الامن القومي المصري  وقال  انهم  منحرفون  وطالب  مصر  الحذر  والحيطة منهم  وزاد من  تخرصاته  بالقول  انهم  لا  يعترفون بالرسول ويشككون بالقران الكريم . ان تخوف  دول جوار العراق  من الفكر الشيعي  ربما  يكون له ما يبرره  كون  اغلبية هذه  الدول  شعوبا وحكومات  محسوبة  على المذهب السني  لذا  تحاول  جاهدة  محاصرة هذا الفكر  والتامر عليه  واسقاطه  خوفا من  انتقال   عدوى ا لتغير  اليها  كما حصل  في البحرين  ولكن  ما هي اسباب  هذه  الحملة  في مصر  التي  تقع  بعيدا عن العراق  وفي  قارة اخرى  اما كان من الاجدى  والاحسن  لهذا  الداعية  الالتفات  الى مناقشة  وحل  الكم الهائل من المشاكل  التي  تواجه الشعب المصري في المرحلة الراهنة  بدلا من  زرع  التفرقة والشقاق بين  صفوفه  وحسناً فعل  شيخ الازهر  الدكتور  احمد الطيب  عندما  رد عليه  وعلى امثاله  حين قال  ( ان تكفير الشيعة  شيئ  مرفوض  وغير  مقبول  ولا نجد له  مبرراً  لا من  كتاب  ولا سنة  ولا اسلام  واضاف  نحن  نصلي  وراء الشيعة  فلا يوجد  عند الشيعة  قرأن  اخر  كما   تطلق الشائعات  والا ما ترك  المستشرقون  هذا  الامر   فهذا  بالنسبة لهم  صيدا  ثمين) . ان رجال الدين  وعلمائه  في كافة الدول العربية والاسلامية  يلعبون  دورا كبيرا  في التاثير على  عقول  قطاعات واسعة من  شعوبهم  بسبب  تدخل الدين  في كل  شيئ من  حياتهم لذا   نوجه  ندائنا   الى كافة المرجعيات الدينية  التي  تمثل   كافة  المذاهب الاسلامية  بتحديد  الاشخاص  المخولين  الناطقين  بأسمها  وان  لا تسمح  بل وتعاقب  كل من هب ودب  والذي  يحسب  نفسه  رجل  دين  او فقيه  او  داعية  بالتصريح في  هكذا  مسائل  خطيرة  لان  الامة العربية  لا تحتاج  الى انقسام  اكثر مما هي  منقسمه عليه  كما نناشد  الحكام  العرب  المنادين  بوحدة  الامة والاسلام  بالتدخل  لردع امثال  هؤلاء  الاقزام  ويجب  عدم  اعتبار  ما  يقولونه من باب  حرية التعبير  والرأي التي  شرعتها  الدساتير وقوانين  حقوق الانسان الدولية .
Medoo5561@yahoo.com  



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=11260
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 11 / 13
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 18