فتوى المرجع الديني السيد محسن الحكيم بتحريم الإنتماء الى الشيوعية والتي نصها :
« بسم الله الرحمن الرحيم . لا يجوز الإنتماء للحزب الشيوعي ، فإن ذلك كفر وإلحاد ، أو ترويج للكفر والإلحاد . أعاذكم الله وجميع المسلمين من ذلك ، وزادكم إيماناً وتسليماً . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . محسن الطباطبائي الحكيم ١٧ شعبان ١٣٧٩ » - كانت الفتوى بتاريخ ١٥٢١٩٥٩ م .
كانت موقف من مواقف حوزة النجف الأشرف التي كانت ومازالت تذود لحفظ الأفكار من الانحراف والابدان من الهلاك وتسعى للوحدة وعدم التفرقة .
لو رجعنا لفترة حكم «الزعيم!» عبد الكريم قاسم والأحداث التي صاحبتها من طغيان الحزب الشيوعي الى اقصى الحدود لوجدنا هذه الفتوى في مكانها المناسب ومحلها الصحيح ، وهذه بعض اللقطات من تلك الحقبة :
١- « كانت موجة الشيوعية أكبر تحدٍّ واجهته الحوزة العلمية في تاريخها الحديث فهو أكبر حتى من تحدي الغزو الوهابي في سنة ١٢١٦ هـ .. ، وهو أكبر من الغزو الإنكليزي بعده بقرن! لان الموجة الشيوعية كانت من الخارج والداخل معاً ، عسكرياً وفكرياً معاً ، ولا يوازي خطرها إلا خطة البعثيين لإبادة الحوزة والشيعة!»[١] .
٢- « بلغ بهم الأمر - الشيوعيون - أنهم صوروا كل متدين على أنه مجرم ، لأنه يعيق تقدم المجتمع! أما طلبة العلم أمثالنا فهم بزعمهم من بقايا البرجوازية والإقطاع الرأسمالي ، ومن بقايا الدين الذي يخدر الشعب ويمنعه من التقدم والثورة على الإقطاع! وانتقدوا حتى وجود المساجد والمشاهد المشرفة ، خاصة مناراتها وأبوابها المذهبة ، فكتبوا على جدار صحن مشهد أمير المؤمنين عليه السلام : من أين لك هذا ؟!
وبلغ من جرأتهم أن صاحب دكان مجاور لمنزل السيد محسن الحكيم رحمه الله وهو المرجع العام للشيعة في العالم ، كان إذا خرج السيد رفع صوت المذياع في دكانه بأناشيد الشيوعية ، فإذا وصل السيد رفع صوته : عفلقي عفلقي ! أي : بعثي من جماعة ميشيل عفلق ، وكان ذلك اتهامهم الجاهز لمن لا يحب عبد الكريم ! وكان من شعاراتهم : وِلْما يصفك عفلقي ، والحبال موجودة! أي: من لم يصفق للزعيم فهو بعثي ، والحبال حاضرة لسحله في الشوارع! ولك أن تقدر تأثير ذلك على شعب العراق المسلم ، بشيعته وسنته! كنا نحن طلبة الحوزة لا نخرج من مدارسنا وبيوتنا إلا جماعة ، ونخاف في الليل أن تدخل علينا المقاومة الشعبية فتقتلنا أو تقتادنا»[٢] .
٣- « يقيم النجف الأشرف أضخم احتفال في ميلاد الإمام علي عليه السلام في ميجد الهندي من قبل الشباب النجفي ، وهو أول مهرجان جماهيري في ١٩٥٩ ، ويحضره الآلاف ، وكان عريف الإحتفال الشيخ أحمد الوائلي.. وهجم الشيوعيون على المسجد الهندي وقطع الحفل ونفرق الناس ..»[٣] .
٤- « كان الشيخ حسين الحلّي خرج ذات ليلة متوجهاً الى بيته ، حتى إذا وصل إلى دورة الصحن الشريف أحاطت به جماعة وبأيديهم الحبال وهم يرددون : الحزب الشيوعي للحكم مطلب عظيمي..والحباب موجودة ، فأجابهم مردداً : والحبال موجودة . فانصرفوا ولم يعترضوا له »[٤].
٥- « قد اعتمد الشيوعيون على تضليل الناس ، فأوحوا إليهم أن كلمة ( الشيوعية ) تعني الشيعة ، غاية الأمر أن هذه الكلمة عصرية .. وأن معنى الشيوعية هو إقامة سيرة علي بن أبي طالب ع » [٥] .
٦- « بعد أن صارت الدعوة إلى إلغاء الحجاب ، قام الشيخ محمد أمين زين الدين بتأليف كراس ( العفاف بين السلب والإيجاب ) ، إلا أن الىقابة رفضت الموافقة على طلعه باعتباره يتضمن أفكاراً رجعية »[٦] .
٧- من شعارات الشيوعية المعروفة في العراق هي : « بس هالشهر ماكو مهر والقاضي نذبه بالنهر ! » والتي تعني الإباحية الجنسية بدون اي قيود او شروط الزواج .
__________
[١] تجربتي إلى طالب العلم ص١٣٣ .
[٢] تجربتي إلى طالب العلم ص١٢٧ .
[٣] تجربتي إلى طالب العلم ص١٣٠-١٣١ .
[٤] السيرة والمسيرة ج١ ص٢٩٩ .
[٥] السيرة والمسيرة ج١ ص٢٩٥-٢٩٦ .
[٦] السيرة والمسيرة ج١ ص٢٩٦ .
|