• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : اللغة العربية قوة العرب!! .
                          • الكاتب : د . صادق السامرائي .

اللغة العربية قوة العرب!!

اللغة أداة العقل , والمفردة اللغوية عنصر مهم في بناء الإرادة الذاتية والجمعية , وكلما إزداد المخزون اللغوي عند أبناء المجتمع تنامت قوته وقدرته على الإبتكار والإبداع والتنوير والإنتصار , لأن نشاط العقل يتناسب طرديا مع ما يكنزه من مفردات.

 

وفي أول عهدي بالعمل في المجتمعات المتقدمة علينا , أدهشني إمتلاك الأطفال للمفردات الكفيلة بمساعدتهم على التعبير عما يجول بخواطرهم بالكلمات , فكان كلامهم سريعا وثريا بالعبارات والمفردات التي تؤهلهم لإطلاق قدرات عقولهم.

 

وعندما أقارن ذلك بمجتمعاتنا يتبين أن المخزون اللغوي عند الإنسان العربي نزير بالمقارنة بالمجتمعات المتقدمة , ولهذا يكون التعبير بلغة الجسد والعاطفة والإنفعال أكثر من لغة الكلام , فتتحقق التفاعلات الحامية التي تصل إلى حد سفك الدماء والدخول في دوّامات الإصطراع العنيف.

 

ففي مجتمعاتنا كنت أعاين الحالات الهستيرية يوميا  , بينما في المجتمع الغربي لا أكاد أعاينها إلا نادرا جدا , فلم أعاين حالة هستيرية واحدة منذ أكثر من عشرة سنوات , والسبب أن إنساننا لا يمتلك ثروة لغوية كافيه للتعبير عما فيه بالكلام , فيحاول الإستعانة ببدنه وعواطفه , ولهذا يفقد الكلام قيمته ودوره في الحياة , ويضيع طعم الكلمة ومعناها وما تشير إليه.

 

وبسبب ذلك فأن الشعر ضعف دوره في الحياة , وكل إنتاج أدبي أو فكري , ومعظم ما يُكتب في الصحف والمواقع لايؤثر أو يعبر عن الحالة , لأنه أصبح مبهما ولا يتصل بالأذهان ولا يتفاعل مع العقول.

 

بل أضحت الكتابة باللغة العربية وكأنها كتابة بلغة أجنبية في بعض المجتمعات العربية , التي أضاعت المشيتين , فلا هي إمتلكت ما يكفي من مفردات اللغة الأم , ولا من مفردات اللغة الأجنبية , مما أدى إلى ضعف كبير في التعبير والإدراك والتقدير والحكمة والقول الواضح بالكلمات.

 

والواقع العربي المرير يشير إلى أن من أهم الأسباب الغير منظورة والمهملة , التي أدت إلى رزاءة الأحوال هو الخواء اللغوي والفقر المعجمي  أو الإفلاس اللغوي , و ضعف أرصدة المفردات عند الإنسان العربي , والذي يعود إلى أن أنظمة التعليم لا تزوده بالعدد الكافي من المفردات اللازمة لصناعة الحياة الأفضل.

 

وبما أن العربية من أثرى لغات الدنيا بمفرداتها , فالمطلوب تزويد الإنسان العربي ما بين خمسة وعشرين ألف مفردة وخمسين ألف مفردة قبل بلوغه العشرين من العمر,  لكي تتحقق القوة ويتعزز النمو والرقاء.

 

وبدون ضخ المفردات اللغوية في عقول الأجيال , فأن الأمة ستبقى في محنة التداعيات والإنكسارات.

 

وهذه هي الرسالة الثورية المعاصرة التي يجب أن نرفع راياتها ونجسدها في الحياة العربية لكي نكون.

 

فأعيدوا للكلمة ومعناها دورها وأهميتها في حياة العرب!!




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=112795
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 19
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 28