من المفارقات العجيبة أن يشبه (عبد الله بن الزبير) الرئيس الأمريكي ترامب في بعض مواصفاته فعبد الله لم يحبه أحد كان متكبرا متعجرفا سيء الأخلاق خشنا غليظا ، في حروبه مع المراونيين عانت مكة والمدينة وبعض الامصار من مجاعة فكان يطعم الناس التمر فكانوا في وئام معه ماداموا يأكلون تمره نظرا لحاجتهم وفاقتهم.

انتفض ابن الزبير على عبد الملك بن مروان ، وسيطر على مكة والمدينة وتسمى بالخلافة فكان يُصلي بالناس ويترك الصلاة على محمد وآل محمد ، ذكر عمر بن شبة ، وابن الكلبي ، والواقدي ، وغيرهم من رواة السير أن (ابن الزبير مكث أيام خلافته أربعين جمعة لا يصلي فيها على النبي ويقول : لا يمنعني ذكره إلا أن تشمخ رجال بآنافها ، وفي رواية أنه قال : إن له أهيل سوء ينغضون رؤوسهم عند ذكره).(1)
التف الناس حول ابن الزبير طمعا في تمره ولكن عندما قدم الحجاج بن يوسف لقتال ابن الزبير في مكة تخلي الناس عن ابن الزبير حتى ان أخوته وابناءه تركوه في آخر لحظات حياته لمصيره. ولما رأى تطاير الناس عنه قال قولته الشهيرة : (أكلتم تمري وعصيتم أمري).(2)

وعلى قاعدة المثل : ( من اكل تمرهم ، يقوم بأمرهم ) انتفض ترامب ضد القدس وإذا بحلفاء الأمس الذين كان ترامب يُطعمهم الدولار يصوتون ضد قراره حول القدس فاطلق الرئيس الأمريكي ترامب ما في جعبته على هذه الدول التي تقدم الولايات المتحدة لها المساعدة المالية لها فقام بتهديدها بقطع المساعدات عنهم واجاعة شعوبهم واركاعهم لقراراته فقال : (هناك من يأكل ــ تمرنا ــ عفوا من خيراتنا ويقوم بالتصويت ضدنا في الامم المتحدة ، سنقوم بتوفير هذه المبالغ بدلا من منحها لهم). مع العلم ان المستفيد من هذه المساعدات المالية هي امريكا نفسها حيث تشترط شروط على الدولة التي تمنحها دولاراتها ولعل احد اهم هذه الشروط ان يتم الاستفادة من هذه الاموال الممنوحة فقط مع امريكا وعدم استخدامها ضد إسرائيل. 
المهم الذي استفدناه من كلام ترامب هو أن الزعماء العرب وبعض زعماء المسلمين لا يمتلكون ذرة غيرة ولا شرف ولا حتى احساس بالكرامة حتى اذا قاموا بالتصويت لصالح قرار ترامب او عدم التصويت فإهانة ترامب لهم تعقبهم خزيا إلى يوم القيامة. فتبين من خلال فضيحة ترامب أن اغلب حكامنا هم من الشحّاذين الوقحين يُثقلون شعوبهم بالديون.

المصادر : 
1- - أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري ج 1 ص 259 قال : ذكر ترك ابن الزبير الصلاة على النبي مراغما لبني هاشم كل من المسعودي في مروجه بهامش ابن الاثير 5 / 163 164 واليعقوبي في تاريخه 3 / 7 8 وشرح النهج 1 / 385 و 4 / 480 490. 
2- مجمع الأمثال أبو الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري ، نشر دار المعرفة - بيروت تحقيق : محمد محيى الدين عبد الحميد .