• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : ابتهالات شاهدة في فاجعة استشهاد الجنين المحسن (عليه السلام) .
                          • الكاتب : علي حسين الخباز .

ابتهالات شاهدة في فاجعة استشهاد الجنين المحسن (عليه السلام)

 برهة من وله.. ألم.. شعاع جراح، وأبوح.. الألم شهادة يقين، أنا فضة خادمة الزهراء (عليها السلام)، جئت لأحدثك ما رأت العين، فهي رأت كل شيء وعايشت القضية من بزوغ فجرها الأول، الغصة تجوب القلب، وتغتسل بماء الحياة كل يوم، كيف يذبل جذرها، وعندها نبوءة نبي كريم أخبرها بما سيجري على بيتها. والضلال لا يقدر أن يمتلك نقاوة أداء الأمانة، فتراه يرمد عين الوئام، ليعيش على فضلات جرم، ولهذا اخشوشن موقف بعض المسلمين مع بيت أهل الرحمة، ولم يراعوا حرمة السيدة الزهراء (عليها السلام)، ولا حرمة بيت قدسه الله تعالى. دخلوا عنوة بيتاً ما كان الرسول (ص) يدخله إلا بعد الاستئذان من فاطمة (عليها السلام)، رأيتهم يلملمون جفاف ايمانهم، ويذبحون ضمائرهم ليرمموا سقائف موت ودمار، رأيت معه قنفذا، وزيد بن اسلم، والمغيرة بن شعبة، وغيرهم يحملون الحطب الى باب دارها، فقيل له: فاطمة في الدار، فقال: وإنْ..! أمهلني برهة من شجى؛ كي أسقي عطش ذاكرة اتعبها الصمت، أسرعت مولاتي الزهراء (عليها السلام) وهي خائفة على أطفالها، وهم يصرخون من هول الموقف، لاذت خلف الباب، رفس قنفذ مع مولاه الباب فسقط محسنها شهيدا قبل ولادته، وشهقة المسمار ارعبت الصلاة في محرابها. أنا أشهد أن أكثر من واحد أجرم بحق مولاتي، استنجدت بي وهي تنادي: الحقي فضة اليك فخذيني، والله لقد قتلوا ما في احشائي، احتضنت مولاتي لأحملها الى الحجرة، ولكن سقط الجنين قبل وصولها الحجرة، ارتفعت أصوات النساء الواقفات في الطريق بالبكاء والعويل، لكن قلوب القوم لا تلين لصرعات مفجوعة. عسى دمي يفيض عند سطوع هذا النقاء، فقد كنت عند الباب، أرى كيف تغزو النتانة شذى الاقحوان، هذه هي حقيقة مشهد ينسف شرعية حكم الطغاة، وأنا غير معنية بما يروي الرواة؛ لأني غير مستعدة أن أكذب عيني أبداً.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113122
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 25
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19