• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : مفردة "المفكّر" ؟؟ !! .
                          • الكاتب : الشيخ مازن المطوري .

مفردة "المفكّر" ؟؟ !!

عملية صناعة الفكر "الذي يصح السكوت عليه" ليست عملية سهلة كما يتوهم كثيرون، فالأفكار الجديرة بالبقاء والإحترام، والتي تمتلك مبرّرات، هي التي تصدر عن نفس متأنّ وعملية متزنة وطول باع وكثرة إطّلاع، ثم طبخ الفكرة على نار هادئة لتنضج، ومع ذلك قد تجد بعض الأفكار ما تزال نيئة تحتاج للإنضاج مجدداً. ولأجل ذلك كان المفكرون على طول تاريخ حياة البشر على هذه الأرض هم القلّة والنادرون، وما نجده من استسهال وشيوع إطلاق مفردة "المفكّر" على كل من حفظ كلمتين، أو على كل من امتلك ثقافة عامة وإطّلاعاً على الأطر العامة للعلوم، دون الغوص التحقيقي فيها، يعبّر عن جهالة وسخف لا غير.
ومن جانب آخر فإن التحول في الأفكار والتغيير الفكري والمعرفي بدوره يحتاج إلى وقت يتطلبه فهم الأفكار، فالأفكار حتى تُفهم تتطلب وقتاً يلازمه التأني والتداول بشأن تلك الأفكار خصوصاً الجديدة منها، وحتى ترسخ تلك الأفكار في الوعي العام تتطلب كذلك وقتاً ولا تكون في ثبوتها مستعجلة.
فيما يرتبط بقضايا الفكر والمعرفة يجب التمييز بدقة بين وهم المعرفة والثقافة والفكر، وبين المعرفة والفكر والثقافة الحقيقية. وما نشاهده في واقعنا اليومي من مظاهر توصف بالتنوير والتفكير والإصلاح والمعرفة، هي في الواقع وهم فكر وتوهم معرفة، ولا تعبّر إلا عن أسئلة تثير جلبة ظاهرية مؤقتة، ولا تغير شيئاً، ولا تفرض نماذج معرفية جديدة، لأنها ليست وليدة المعرفة الحقة، المعرفة المتأنية النظامية.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113307
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 28
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19