• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : خيالية ملحد .
                          • الكاتب : حسين علي الشامي .

خيالية ملحد

الواقع مر لا يمكن تجرع غصاته حين يتوسد الجهال مقاعد العلماء بدعوةٍ منهم ان العَالم يخضع للقوانين العلمية الطبيعية التي بسببها تكون هذا العالم دون تدخل يد خفية تحفظ توازناته وتضفي متغييرات جديدة بين الحين والاخر وما التغييرات الواقعة برأيهم الا نتائج علمية بحته..
فبرمج المدعي الثقافة على رغبته ليمزج عصارة السنين بعصارة الحداثة الغير واقعية تحقيقا لرغباته وتفنيدنا لتلك العلوم السامية التي نطقت ذهبا وعسكرت جلالة وقدرة ..
الهواية التي استهوتها جمجمته الصغيرة لم تكن الا طفرة بالمنظور الثقافي حسب نظريته التي اخرجت حدودية الثقافة ونظامها عن الطريق المألوف لتتحول مفاهيمه الى خياليات يتنفسها بل ويدافع عنها ويؤسس لها ..
خطَ الحروف على المزاج متناسين النقد والنقاد لتنتج مجموعة نظرياته علما لاهوتياً بدون اله مزج الوان الطبيعة فصار اله الصدفة !!
فكم هي مأساة ان نجد هكذا عقول تدعي العلمية تحرك مجتمعات بدعوة الحادية ثملة لم يكن فيها علم ولا حكمة سوى ناقشني بجملة العلوم متناسين ان الكاس الذي ملئ بالعلم ليس له مسبب الا الله وبنهاية المطاف سيجد الله هناك .
التعابير التي استخدمها الملحد نسيجٌ من نُسج الخيال ليظفر بأكثر عدد ممكن ممن تفرحهم احاديثه الضوضائية العشوائية المتشعبة بدون أي ربط مع المفهوم العام لجملة العلوم التي يتبنها ، فهي مجرد ربطٌ للواقع الحقيقي بلا واقع . فقط تحقيقنا لرغباته الشيطانية التي لم يجد لها أي شرعنةٍ سوى الحرية المغلوطة التي تبنها الحاده .
لم يكن في يوم من الايام للتسامي الانساني علاقة عكسية مع التوحيد ، انما طبيعة الانسان الفطرية تنتهج منهج العبادة والطاعة لصاحب النعمة الاول هو الله تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا } [الروم: 30] ، فعلى المثقفين بالدرجة الاولى والعلماء المختصين العمل على توجيه المجتمع توجيهاً واقعياً رصين وخاصة شبابه فهم بوابةٌ لمستقبلٍ مختلف ، اذا تمكن صاحب الفكر الاسود من ان يُخضع عقولهم له فنحن مقبلين على ازماتٍ لا يمكن حلها ..
وهنا طريقة التوجيه لابد ان تكون طريقة واعية موزونة ومتكئة على العضة الحسنة والحكمة التي دعا الله تعالى لها واسس عليها رسول الرحمة حضارته الانسانية ..
فأغلب المفكرين الملحدين بشكل خاص والملحد الاعتيادي بشكل عام يدعي دعواها بانه لا يدعوا الى الدماء كما يفعل القران – معاذ الله ان يفعلها القران - فالإرهاب الدموي الاسود لا يمثل الاسلام ولا الاسلام يمثله وانما الجهاد الذي دعا له الاسلام هو لحفظ الشعب والوطن مهما كانت مذاهب الشعب او دينه وليس الاعتداء والتعدي على الغير ..
وعليه وجب ان ناخذ بعين الاعتبار تلك النظريات التي طرحوها وحاولوا من خلالها ضرب العقائد الانسانية فأهم ما يمكن الحديث عنه الفطرة الانسانية وتعلق قلب الانسان بوجود اله يستحق الطاعة والعبادة وما اظهرتهُ دعوة محمد (صلى و اله عليه واله) من خصال الخلق الرفيع والعبادات التي تعكس هيئة النمذجة الانسانية الرائعة وجب على المناقشين ضرب كل تلك الافكار الاهوائية الالحادية بطريقة متزنة وحكيمة ، فالملحد قد يحاول ان يضغط على المناقش وينقله الى عالم العصبية والاعتداء وهذا واقعاً مالا يقبله الدين ، فالشديد ليس بالقوة البدنية انما بالعقل الحاذق والنظر الثاقب لحماية الشرع والمجتمع المعتقد بسلامته .




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113334
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 12 / 29
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 19