• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : منتصف ليلة 2018/1/1م ومن أمام الضريح المقدس للإمام الرضا (ع) .
                          • الكاتب : فؤاد المازني .

منتصف ليلة 2018/1/1م ومن أمام الضريح المقدس للإمام الرضا (ع)

منذ أيام قلائل والتي سبقت نهاية عام 2017 م كانت هناك حركة بشرية غير إعتيادية شملت طبقات واسعة من الأوساط المجتمعية وكأنها على موعد مع ضيف قادم يحتم عليها التهيئة والإستعداد له للإحتفاء به وإستقباله وبيان ملامح الترحيب والكرم بحسن ضيافته. ومع أن الضيف القادم ليس ملموسآ ماديآ بقدر ماهو رمز معنوي للحظة تنم عن بداية حقبة محددة من الزمن المعلوم تبدأ بتأريخ وتنتهي بتأريخ ويقال أن هذه اللحظة إقترنت بذكرى مولد أحد الأنبياء سلام الله عليه وإن إختلف المؤرخون في التأكيد عليها ، ويبقى الأمر الأهم أن هذا الموعد فيه دلالة لأولي الألباب بأن عام من عمر الإنسان إنقضى ورحل دون رجعه وتبقى تبعات أعماله التي قام بها خلال العام من خير أو شر سيحاسب عليها لا محاله ويكافأ على ضوئها لمن يؤمن بالرسالات السماوية ويوم الحساب ، ولمن لايؤمن بالمعاد يستوجب عليه أيضآ أن يتأمل مع نفسه بأن نقص من عمره عام فماذا قدم لنفسه ولغيره من خير أو شر ليرتقي بها نحو الأفضل أو ليتسافل معها نحو الأسوء. وبطبيعة الحال في هكذا أمر ومع نهاية كل عام بالتحديد يتسارع الكثير من البشر إلى التبضع والتخطيط والمشاورة والتنسيق لترتيب إحتفال يليق بذكرى قدوم عام جديد وربما الغالبية من هؤلاء لايتذكرون مجريات العام الذي رحل ولا يتأملون قليلآ فيه وقد لايبالون مطلقآ في حين مدارك الإنسان والعقل السليم والفكر الواعي يستوجب عليه أن يقف لمحاسبة النفس ويستذكر كيف إنقضت من العمر سنة وكيف سيستقبل هذه السنة . على كل حال مع تسارع الوقت تتسارع اللقاءات والمواعيد والترتيبات والحجوزات هنا وهناك بفرح يكاد يغمر الجميع حقيقيآ كان الفرح أو مصطنعآ وتقليدآ فقط لمجاراة الغير بدون إدراك واقعي ومع قرب النهاية والبداية يزدحم كل شيء حتى وسائل التواصل الإجتماعي بإختلافها وتنوعها تتراشق بوابل من أمطار الرسائل المدملجة من واقع حقيقي إلى واقع أماني . في ظل هذه الأحداث كان هناك العديد ممن إختاروا لأنفسهم موضعآ يجلسون فيه ساعة وداع عام وإستقبال العام الجديد لمحاكاة ذواتهم ويستقصوا أحداث عامهم الماضي ليتداركوا ويستبصروا فمن غير المعقول أن حياتهم تنتهي في هذه الدنيا الفانية بل لابد من عروج لحياة أجمل وأكمل وأخلد ، حطوا رحالهم في تلك الساعة في بقعة تشع نورآ وهداية في أروقة حرم المشهد الرضوي الشريف وأمام المرقد الطاهر لأبا الحسن الإمام علي بن موسى الرضا (ع) ويستلهمون من سيرته العطرة أن الخلود في زهد الدنيا لا بطلب سلطانها وزخرفها وأن النجاة في العمل الصالح.
وهذه حقيقة إيمانهم وهم يبتهلون لخالقهم أن يغفر لهم ماإقترفوه من ذنب ويضاعف لهم ماقدموه من خير ويزيدهم ثباتآ على موالاة نبيهم الكريم محمد المصطفى (ص) وآله الطيبين الطاهرين.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=113426
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2018 / 01 / 01
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 04 / 16