حينما أستمعُ لبحث بعض من يدّعي الفقاهةَ الشاملة ... أتذكّر أيّامَنا الجميلةَ في دروس المقدِّمات ! قبل ما يقرب من 16 عاماً ..
لا استصغاراً لتلك المرحلة - فهي أساسُ بناء الطالب - ولكنّها ليست البحث الخارج يا سادة !
فما أسموه بالبحث الخارج عندهم .. هو مقدمات عندَنا ، أو قل - كي لا يزعلوا - سطوح أُولى !
ولكن الناس لم تسمع ، لكون الدراسات تخصّصيّة وليست منبريّة ، فمن المعيب طرحها لغير طلّابِها ، كما ورد أنّه "ضع العلم في موضعه" حالُنا في ذلك حال الدراسات الأكاديّمية التخصصيّة التي لها حيّزُها الخاص بها ، وطلّابُها المشتغلون فيها .
وأما عامّة الناس فلهم النتائج من بحث الفقه والأصول والطب والهندسة وما شابه ، بل لعلّ طرح المباحث أمام الناس فيه ما فيه من المفاسد ، إذ قد يسيء المستمعُ الفهمَ أو يأخذ الإشكال من دون ردّه فينحرف عن الصواب .
وبالنتيجة إن طرح المباحث التخصّصيّة أمام غير المختص إنما لأجل #إبراز_العضلات وليس ذلك من أخلاق علمائنا ، أو لأجل إقناع البسطاء كي يقلّدوا المجهجرَ بصوته ! وليس ذلك غايةً لفقهائنا .. إنما لعلماء الدنيا وطلّابها .. وأما علماء الله فهمّهم الحفاظ على دين الناس .
والسلام .
|